انخفضت الأسهم الأميركية في ختام التعاملات أمس بعد أن أظهرت بيانات ارتفاعا مفاجئا في عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي بالإضافة إلى مخاوف بشأن الديون السيادية في بعض دول منطقة اليورو.

وأظهرت أحدث بيانات متاحة ان مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى أغلق منخفضا 268.37 نقطة وفي الدقائق الأخيرة للتعامل هوى المؤشر فترة قصيرة دون عشرة آلاف نقطة.

وخسر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 34.17 نقطة أي3.11% ليغلق على 1063.11، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 65.48 نقطة أي بنسبة 2.99% إلى 2125.43.

كما تراجعت بورصات آسيا بحدة امس بفعل تدهور كبير في بورصة وول ستريت وتراجع اليورو في الوقت نفسه الى ادنى مستوى له في الاشهر الثمانية الاخيرة امام الدولار والين، اذ يبدي المستثمرون من جديد حذرا كبيرا من اي مخاطرة، كذلك تراجع الاسترليني إلى أدنى مستوى له في 8 أشهر ونصف مقابل الدولار. وسجلــت بــورصة طــوكيو تــراجعا بـ 2.5% وهونغ كونغ بـ 2.91% وشانغهاي بـ 1.78% وسيــدني بـ 2.48% وبــومبــاي بـ 2.26% وتايبيه بـ 4.48% وكــوالالمبور بـ 0.99% وبانكوك بـ 1.65%. واوضح ماركوس دروغا المدير في شركة «ماكري برايفت وولث» في سيدني ان «المخاوف عالمية فالمستثمرون خائفون بسبب مشاكل الديون في اليونان واسبانيا والبرتغال». وشهدت بورصتا مدريد ولشبونة انهيارا حادا اول من امس وتراجعتا تباعا بـ 6% و5% تقريبا بسبب تدهور الاوضاع المالية في اسبانيا والبرتغال.

ويبدي المراقبون والمحللون منذ ايام عدة مخاوف من الاوضاع المالية لحكومتي البلدين ومن العجز في اليونان الذي بلغ حدا دفع المفوضية الاوروبية الاربعاء الماضي الى فرض شبه وصاية على البلاد.

وفي اليابان، انعكس ارتفاع سعر تداول الين الذي كان اقل من 90 ينا للدولار و123 ينا لليورو سلبا على القدرة التنافسية للشركات المصدرة في بورصة طوكيو. من جهتها، شهدت بورصة نيويورك تراجعا حادا اول من امس الى ادنى مستوى لها منذ نوفمبر الماضي اذ خسر مؤشر داو جونز 2.61% وناسداك 2.99% من قيمتهما.

وعلاوة على مشاكل الديون في اوروبا، فان المستثمرين في الولايات المتحدة استقبلوا باستياء اعلان ارتفاع البطالة الى 480 الفا الاسبوع الماضي مما ينذر بتدهور احصائيات التوظيف الشهرية التي ستنشر الجمعة قبل بدء التداول في بورصة وول ستريت.

وجاء في تقرير لمصرف كومنولث بنك اوف استراليا ان «ارتفاع البطالة في الولايات المتحدة يثير مخاوف حول مستقبل الاقتصاد الاميركي».

وادت هذه العوامل الى جو متوتر في الاسواق المالية التي تترقب اي اشارة الى انهيار الاقتصاد العالمي الذي بالكاد يتعافى من الانكماش الذي خلفته الازمة المالية. واعتبر فرنسيس لون وهو مسؤول اداري في «فولبرايت سيكيوريتيز» في هونغ كونغ «ما نشهده هو موجة من الهلع».

الا ان بعض المحللين يفضلون التزام الحذر ازاء حجم التراجع، واعتبر ارني هون معد الدراسات في معهد آسي سي بي سي انترناشونال» ان «رد الفعل مبالغ به»، مشيرا الى ان ارقام التوظيف والانتاج الاقتصادي في الولايات المتحدة يمكن ان تكون افضل مما هو متوقع مما سيؤدي الى تحسن الاسواق المالية.