في التاسعة والنصف بتوقيت القاهرة يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم مواجهة صعبة امام نظيره الجزائري ثعالب الصحراء في الدور قبل النهائي لبطولة كاس الامم الافريقية المقامة حاليا بأنجولا‏

وتتجه انظار الملايين من ابناء مصر عبر شاشات التليفزيون نحو استاد اومباكا الوطني الواقع بين مدينتي بنجيلا ولوبيتو لمتابعة أحداث هذا اللقاء الذي يمكن وصفه بأنه مباراة قمة عربية ـ إفريقية بين منتخبين أحدهما حامل اللقب الإفريقي السابق والآخر صاحب البطاقة العربية الوحيدة لكأس العالم‏2010‏ بجنوب إفريقيا‏.‏

اللقاء فرصة طيبه لمصر لرد الاعتبار بعد الخروج من تصفيات كأس العالم بأقدام المنتخب الجزائري وأيضا فرصة ذهبيه لإعادة الابتسامة إلي الجماهير المصرية بعد أن أصابها الحزن جراء ضياع حلم التأهل للمونديال‏.‏ في ظل ما يملكه من مهارات وإمكانات وخبرات مما يؤهلهم لتخطي هذه العقبه بمشيئة الله والوصول للمباراة النهائية‏.‏ فقط عليهم التحلي بضبط النفس والهدوء والتركيز وعدم الاستجابة لأي استفزازات من اي نوع و التوفيق من عند الله اولا واخيرا‏,‏ بينما تلعب غانا مع نيجيريا في ملعب الحادي عشر من نوفمبر بلواندا العاصمة الأنجولية في اللقاء الأول الذي سيقام في تمام الساعة السادسة‏.‏

وتقام المباراة النهائية لكأس الأمم يوم الأحد المقبل في لواندا بينما تقام مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع يوم السبت بمدينة بنجيلا‏.‏

المباراة هي المرة الثانية التي يلتقي فيها المنتخبان خارج قواعدهما في شهرين بعد الأولي في السودان في نوفمبر الماضي في المباراة الفاصلة بينهما من أجل التأهل إلي نهائيات كأس العالم‏,‏ والتي حسمها الجزائريون لمصلحتهم‏1/‏ صفر‏,‏ كما أنها الثالثة في المدة ذاتها بعد الأولي التي فاز فيها الفراعنة‏2/‏ صفر في الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات وفرضوا اللجوء إلي المباراة الفاصلة‏.‏

وإذا كانت المواجهتان الأخيرتان شهدتا أحداث شغب قبلها وبعدها كادت تؤدي إلي القطيعة الدبلوماسية بين البلدين‏,‏ فإن مواجهة اليوم تختلف كليا عن سابقتيها لأنها لن تشهد حضورا جماهيريا كبيرا لمشجعي المنتخبين الذي اقتصر حتي الآن علي بضعة مئات‏,‏ فيما تابع المباراة الأولي في القاهرة نحو‏80‏ ألف متفرج‏,‏ والثانية في السودان نحو‏35‏ ألف متفرج‏.‏

وتعذر علي مشجعي المنتخبين السفر إلي أنجولا منذ بداية البطولة بالنظر إلي التكلفة العالية لأسعار التذاكر وأماكن الإقامة في أنجولا وصعوبة الحصول علي تأشيرات الدخول إلي العاصمة لواندا بعدما أخذت الخارجية الأنجولية علما بما قامت به جماهير الطرفين في أحداث السودان‏.‏

وتعتبر المباراة مهمة للغاية للمنتخب المصري الساعي إلي رد الاعتبار لخسارته أمام الجزائر في المباراة الفاصلة بهدف المدافع عنتير يحيي وتأكيد أن الخسارة لم تكن سوي مجرد كبوة‏,‏ فيما تمني الجزائر النفس بالفوز لتأكيد أحقيتها بالتأهل إلي المونديال‏.‏

واختلف مشوار المنتخبين في البطولة الحالية‏,‏ حيث ضربت مصر بقوة وحققت‏4‏ انتصارات متتالية بينها فوزان مدويانا علي نيجيريا والكاميرون بنتيجة واحدة‏1/3‏ علما بأنها تخلفت‏1/‏ صفر في المباراتين‏,‏ رفعت رقمها القياسي في السجل الخالي من الخسارة إلي‏17‏ مباراة وتحديدا منذ خسارتها أمام الجزائر بالذات‏2/1‏ في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول لنسخة عام‏2004‏ في تونس‏.‏

أما الجزائر‏,‏ فحققت بداية مخيبة بخسارتها أمام مالاوي صفر‏/3‏ في المباراة الأولي‏,‏ ثم انتزعت تأهلها بشق النفس بفوز علي مالي‏1/‏ صفر وتعادل سلبي مع أنجولا المضيفة‏,‏ لكنها أبهرت الجميع بعرضها الرائع أمام كوت ديفوار أحد أكبر المرشحين للفوز بالبطولة وتغلبت عليها‏2/3‏ بعد التمديد‏.‏

والتقي المنتخبان حتي الآن‏19‏ مرة فازت الجزائر‏6‏ مرات ومصر‏5‏ مرات وتعادلا‏8‏ مرات‏.‏

وتأمل مصر في مواصلة انتصاراتها من أجل تحقيق انجاز غير مسبوق يتمثل في احراز اللقب الثالث علي التوالي والسابع في تاريخها‏,‏ وهي تملك من الأسلحة ما يكفي لتحقيق ذلك بدءا من حامي عرينها عصام الحضري الذي دخل مرماه هدفان فقط حتي الآن في البطولة‏,‏ مرورا بخط الدفاع الأفضل في البطولة حتي الآن بقيادة وائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض وخط الوسط بقيادة القائد أحمد حسن صاحب الأرقام القياسية في البطولة‏8‏ مشاركات و‏170‏ مباراة دولية و‏3‏ أهداف في صدارة لائحة الهدافين‏)‏ والساعي مع الحضري إلي اللقب الرابع‏1998‏ و‏2006‏ و‏2008‏ وصولا إلي خط الهجوم بقيادة عماد متعب ومحمد زيدان والورقة الرابحة محمد ناجي جدو صاحب ثلاثة أهداف في‏3‏ مباريات لعبها بديلا‏,‏ وبات يتصدر ومواطنه حسن وفلافيو أمادو‏(‏ أنجولا‏)‏ وسيدو كيتا‏(‏ مالي‏)‏ صدارة لائحة الهدافين‏.‏

وأكد المدير الفني حسن شحاتة الساعي بدوره إلي انجاز غير مسبوق وهو احراز اللقب الثالث علي التوالي‏,‏ ان المباراة لن تكون سهلة أمام المنتخب الجزائري خصوصا بعد عرضه الرائع أمام كوت ديفوار‏,‏ مضيفا أنه طلب من لاعبيه التركيز والهدوء في مباراة اليوم لأن الاندفاع والتهور قد يكلفنا غاليا في غرار ما فعلته الكاميرون أمامنا ونجحنا في اخراجها‏.‏

وتابع سندخل المباراة وكأننا نواجه الجزائر للمرة الأولي في تاريخنا‏,‏ لن نفكر في رد الاعتبار هاجسنا الوحيد سيكون تحقيق الفوز لأن هذه المباراة هي جسر عبورنا إلي النهائي‏,‏ وبالتالي الاقتراب أكثر من الاحتفاظ باللقب الثالث علي التوالي‏.‏

ومع اقتراب موعد المباراه بدات حالة القلق تتصاعد داخل الجهاز الفني وعندما سألنا حسن شحاته المدير الفني للمنتخب عن ذلك قال إن هذا أمر طبيعي نظرا لحساسية اللقاء واهميته وما سبقه من احداث كما انه يعتبره لقاء البطوله لان الفائز من هذه المباراه سيفوز بالبطوله بإذن الله‏.‏

وقال المدير الفني إن الحالة الفنية والبدنية للاعبين جيدة وانه لاتوجد أي إصابات وانه يسعي لتهدئة اللاعبين قبل المباراة لكي يركزوا بدرجة اكبر في اللقاء بدون توتر‏,‏ مشيرا الي انة دائما في محاضراته يركز علي الجانب النفسي والمعنوي والروح القتالية‏.‏