لنحو ساعتين غرقت الجهراء في ظلام دامس إثر انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطقها، واستمر الظلام لنحو ساعتين قبل ان يقوم فنيو محطة التغذية الرئيسية بإعادة التيار الكهربائي، وخلال الانقطاع طبقت مديرية امن الجهراء خطة انتشار امني موسع في عموم أرجاء المحافظة، فيما حضر الى محطة التغذية مصدر الخلل وزير الكهرباء والماء الوزير د.بدر الشريعان والذي حضر الى المحطة بمجرد حدوث العطل على رأس عدد من قياديي الوزارة وحرص على التواجد حتى عودة التيار الكهربائي الى عموم المناطق، حيث بدأ الانقطاع نحو الساعة الحادية عشرة والنصف وحتى الساعة الواحدة ليلا، إذ عاد التيار الكهربائي تدريجيا الى المناطق.

وقال وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان تعليقا على الحادثة ان الانقطاع لم يحصل بسبب زيادة الأحمال الكهربائية بل لسبب آخر جار التحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت إليه، وأضاف: أعدكم بأن هذا الخلل لن يحدث مرة اخرى، حيث اننا عرفنا وبشكل مبدئي ان ما حصل سببه «شورت» كهربائي بالشبكة، ولكن السبب الذي أدى إليه لايزال غير معروف وسيتم تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع.

وأضاف بأن الوضع حساس وفترة اختبارات، مؤكدا انه يعبّر عن أسفه لهذا الخلل الذي وقع حيث جار الآن معرفة أسباب الخلل، مشيرا الى انه سيتم تلافي هذا الخلل مستقبلا وعدم وقوعه في المحطات الرئيسية.

وعن سؤال حول تأثر الأماكن الحساسة في الجهراء أجاب بأن محافظة الجهراء بشكل عام تعتبر حساسة لدينا وراحة المواطنين من الأولويات لدينا وقمت بالاتصال بوكيل وزارة الصحة للاستفسار عن وضع مستشفى الجهراء، حيث قال لي مستشفى الجهراء يعمل ولم يتأثر بانقطاع التيار وكذلك وزارة الداخلية استنفرت قوات الأمن والمرور لتنظيم السير وحفظ الأمن، موضحا ان كل الجهود تكاتفت في مثل هذا الظرف الحساس.

وقال ان حساسية وزارة الكهرباء تجاه انقطاع التيار الكهربائي من الصعب مقارنتها بالماء، مؤكدا ان الوضع مخالف، مشيرا الى ان اي خدمة تنقطع لم تكن ملموسة مثل انقطاع الكهرباء وكخدمة أساسية ومهمة لكن بحمد الله استطاع المسؤولون في الكهرباء إعادة التيار خلال ساعة وربع الساعة

كما اننا لا ننسى دور م.علي الوزان في برج التحكم، حيث تواجد في عمله وعلى اتصال مستمر ومباشر وتم اعادة التيار 100%.

وقال الوزير الشريعان ان يدنا ستكون متكاتفة مع نواب الامة، مؤكدا ان اعمال الصيانة ستكون مستمرة والحوادث قد تحصل في اي مكان واي زمان، وطبعا نحن لا نملك عصا سحرية لصيانة مثل هذه الاعداد الكبيرة من المحولات وكذلك مثل هذه المحطة الرئيسية توجد المئات فيها، ولدينا آلاف المحولات الثانوية (المحولات الصغيرة)، مشيرا الى ان عطل المحولات الصغيرة يكون اثره على المحيط المحلي في القطعة او المنطقة، لكن المحولات الرئيسية تخدم مناطق كاملة لكن الربكة التي حصلت بسبب انقطاع المحول الرئيسي في الجهراء (وسك) سببت ربكة في الشبكة، لكن الحمد لله ان الانقطاع كان روتينا عاديا ولم يكن حريقا وإلاّ لاستغرق تصليح المحطة اياما واسابيع، لكن الذي وقع هو «شورت» بسيط وتمت اعادته.

وعن سؤال حول وصول التيار الكهربائي الى مناطق جديدة في الجهراء اثر على قدرة هذه المنطقة، قال: جار الآن بناء محطات جديدة والمناطق الجديدة ممكن تغذيتها في هذه المحطة او المحطات التي سيتم بناؤها مستقبلا.

وقال ان خططنا ستتواكب مع النمو السكني.

وحول فتح باب التحقيق حول هذا الخلل اجاب ان التحقيق بدأ وستتم معرفة السبب واعدكم بأن مثل هذه الاعمال لن تكرر مرة اخرى مثل هذا الخلل من السبب نفسه.

وقال ان اعمال الصيانة متركزة الآن حتى نرتاح من الاعمال في الصيف، خاصة ان الاحمال في الصيف تكون زائدة والوضع يكون اكثر حرجا، والغريب وقوع الخلل في الوقت من السنة (الوقت بارد والاحمال منخفضة)، خاصة ان الخلل حدث في الساعة 11.1 والخلل لم يكن بسبب زيادة الاحمال وانما بسبب آخر سيتم الكشف عنه بعد انتهاء التحقيق.

وختم كلمته بالشكر للاعلاميين على تواجدهم والمسؤولين في وزارة الكهرباء من الوكلاء المساعدين الى مهندسي النقل، وكذلك النواب لتفاعلهم مع الحدث، خصوصا النائب عسكر العنزي لتواجده لوقت طويل، قائلا: «ولحرصي على اعادة التيار تركت جلسة مجلس الوزراء لاكون في موقع الحدث».

من جانبه، قال مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام بوزارة الكهرباء طلال العنزي انه في تمام الساعة 11.1 مساء وقع عطل في محطة النقل الرئيسية في الجهراء والتي تغذي اغلب مناطق الجهراء وبقدرة 275 كيلو ?ولت، مشيرا الى ان المناطق التي انقطعت عنها الكهرباء هي مناطق الجهراء بالكامل منها الجهراء القديمة والواحة والقصر، وبالتالي هرعت الى موقع الحادث مراكز الاطفاء.

واضاف انه تم ابلاغ وزير الكهرباء بذلك، حيث كان في جلسة لمجلس الوزراء وكان يتابع الموضوع لحظة بلحظة، مؤكدا ان اغلب الوكلاء المساعدين كانوا متواجدين في مكان الحادث. وأضاف ان انقطاع الكهرباء كان نتيجة خلل فني تمت السيطرة عليه واصلاحه في وقت قياسي.

وعن سبب العطل قال انه خروج «السيركت» حيث جار تغذيته في خطوط اخرى اضافية ومن ثم معرفة نوعية الخلل فيما بعد.

وقال ان الاماكن الحساسة مثل مستشفى الجهراء لم تتأثر بهذا الانقطاع، حيث قمت بجولة خارجية عليه ورأيت العمل في طوارئ الحوادث والمراجعين.

من جانب آخر، طالب النائب عسكر العنزي وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان بالاسراع بتجديد وصيانة واعادة المحطات الرئيسية والمحولات في محافظة الجهراء، خاصة بعد ان نمى الى علمنا انها تحتاج الى صيانة واصلاحات، خاصة ان كيبلات هذه المحطات كيبلات قديمة، وذلك بسبب الزيادة في الاحمال، وعليه لابد ان تكون استعدادات وزارة الكهرباء جاهزة قبل الصيف المقبل.

وخاطب العنزي الوزير الشريعان: أنك شاب طموح وعينك على البلد، لذلك نتمنى منك الحرص الاكبر.

وتقدم بالشكر الى القيادات والوكلاء والمهندسين بوزارة الكهرباء من خلال اعادة التيار الكهربائي الى محافظة الجهراء، متمنيا ان يكون هذا الانقطاع آخر الانقطاعات.

ميدانيا، تمكن رجال وزارة الداخلية من ضبط 8 شبان منهم احداث قاموا برشق دوريات الأمن والاطفاء والطوارئ الطبية بالحجارة خلال فترة الانقطاع الكهربائي، وجاء ضبط الشبان الثمانية بعد قيام رجال المباحث بأطلاق اعيرة نارية في الهواء لتفريق اعداد من الشبان تجمعوا على مقربة من دوار بمنطقة تيماء وقاموا برشق رجال الامن والاطفاء والطوارئ الطبية بالحجارة.

وقال مصدر امني ان رجال الامن حال تواجدهم في منطقة تيماء فوجئوا بتجمعات شبابية في محيط المنطقة حيث طلب رجال الامن من المتجمهرين العودة الى منازلهم الا ان ردة فعلهم كانت مغايرة اذ قاموا بالقاء الحجارة وعبوات المياه الغازية على رجال الامن والاطفاء.

واشار المصدر الى انه تم الطلب من ادارة البحث والتحري الانتشار بين المتجمهرين ومن ثم ضبط عدد منهم واحالتهم الى الاختصاص بتهمة اتلاف مال الدولة والاعتداء على رجال الامن.

الى ذلك فقد تقدم صباح امس الى مخافر في الجهراء مواطنان احدهما يمتلك محل ملابس والآخر يمتلك محلا للهواتف ابلغا عن سرقة محليهما تزامنا مع انقطاع التيار الكهربائي وفور تلقي البلاغ انتقل رجال الامن الى موقع البلاغين لرفع البصمات. على صعيد متصل تمكن رجال الامن من توقيف وافدين عربيين استغلا انقطاع التيار الكهربائي وشرعا في سرقة احد المحلات في منطقة الجهراء ليتم ضبطهما واحالتهما الى الاختصاص.

واكد المصدر ان قضايا السرقة والشروع في السرقة سوف يتم التعامل معها بحزم خاصة ان اللصوص وايضا المتهمون ما كان يجب ان يفعلوا ذلك في وقت كانت مختلف اجهزة الامن منشغلة بفرض الأمن وتنظيم السير.