حافظ منتخب مصر الوطني علي تفوقه في بطولة الأمم الإفريقية الـ‏27‏ المقامة حاليا في أنجولا‏,‏ حيث أنهي مبارياته في المجموعة الثالثة دون هزيمة مسجلا رقما قياسيا في عدد المباريات المتتالية التي لم تتخللها هزيمة‏.‏

جاء فوز مصر علي منتخب بنين بهدفين نظيفين دون رد عن جدارة واستحقاق وبأقل جهد ممكن ليصبح بذلك المنتخب المصري هو الوحيد بين جميع منتخبات الدورة الذي أحرز تسع نقاط من المباريات الثلاث التي لعبها في مجموعته‏.‏

تقدم لمصر اللاعب أحمد المحمدي في الدقيقة الـ‏7‏ قبل أن يضيف عماد متعب الهدف الثاني في الدقيقة الـ‏24.‏

وحرص حسن شحاتة المدير الفني علي تجربة أكبر عدد ممكن من اللاعبين الذين وضح انسجامهم علي مدي شوطي المباراة التي تحولت في أوقات كثيرة إلي تقسيمة بعد أن اطمأن المنتخب علي النتيجة مبكرا‏.‏

الشوط الأول

لم تدم مرحلة جس النبض طويلا فقد جاءت الدقيقة السابعة سريعا والتي شهدت الهدف الخادع لأحمد المحمدي والذي كان قد لمح الحارس البنيني متقدما للأمام‏,‏ فإذا به يلعبها خلفه من مسافة‏42‏ مترا لتسكن المرمي وسط ذهول ودهشة كل من بالملعب‏.‏

بعدها هدأ الأداء البنيني علي عكس المتوقع‏,‏ ربما لإصابة اللاعبين بخيبة الأمل والتسرب المبكر لليأس إلي نفوسهم‏,‏ وهو ما أعطي الفرصة للاعبي مصر امتلاك زمام المبادرة والسيطرة علي منطقة وسط الملعب بفضل خبرة المخضرمين أحمد حسن وحسني عبدربه‏.‏

وباستثناء الهدف‏,‏ لا يوجد طوال الدقائق العشرين الأولي ما يستحق الذكر من الجانبين‏,‏ فقد تعمد لاعبو مصر تجميد اللعب بينما استسلم تماما الفريق البنيني‏,‏ ويحاول مهاجمه أموتياسي قيادة أكثر من هجمة بمجهود فردي ولكن طموحاته تتحطم أمام الأقدام المصرية المتراصة بوعي بحيث يصعب اختراقها‏,‏ إذ حرص حسن شحاتة المدير الفني علي إيجاد حائط دفاعي قوي مكون من معتصم سالم وعبدالظاهر السقا ومحمود فتح الله‏.‏ وفي الدقيقة الـ‏24‏ يسدد أحمد عبدالرءوف برأسه تصعب علي الحارس الإمساك بها‏,‏ فتعود منه وترتد إلي عماد متعب المترقب والذي يعاود تسديدها محرزا الهدف الثاني لمصر‏,‏ وبعدها نلمح بوضوح كل عيوب كرة بنين حيث الارتجال والعشوائية والسذاجة التكتيكية والفردية‏..‏ وهكذا بدا منتخب بنين وكأنه يتعجل اللحظة التي سوف ينتهي فيها اللقاء‏,‏ ولما لا فقد انهارت المعنويات وصار المنتخب بحاجة إلي ثلاثة أهداف متتالية شرط أن يتوقف رصيد مصر عند هدفين دون إضافة‏,‏ وهو أمر بالغ الصعوبة بل شديد الاستحالة‏.‏

ولا جديد تحت الشمس في تقسيمة الشوط الأول إلا المحاولة الأخيرة قبل دقيقة من النهاية حين قاد محمد عبدالشافي هجمة منظمة من جهة اليسار وقد أرسلها عرضية أرضية كاد يسجل أحمد عبدالرءوف منها الهدف الثالث‏.‏

الشوط الثاني

وتستمر التقسيمة مع بداية الشوط الثاني‏,‏ ولكن بحماس أكبر عن ذي قبل من جانب منتخب بنين‏,‏ ويشارك محمد زيدان المهاجم بدلا من عبدالسقا المدافع في تغيير يحمل بين دلالاته رغبة المدير الفني في إحراز المزيد من الأهداف وعدم الاقتناع بالهدفين وذلك في الدقيقة الثامنة من الشوط‏,‏ وبعدها بدقيقتين ينال محمود فتح الله إنذارا للخشونة‏,‏ ويهدر متعب أكثر من فرصة للتسجيل نتيجة لتهاون الدفاع البنيني المفتوح بسبب الضغط الساذج من كل الخطوط دون تغطية أو حساب للهجمات المصرية المرتدة التي كانت علي قلتها تشكل خطورة كبيرة‏.‏

وينال اللاعب البنيني سيكا قصير القامة تعاطفا كبيرا في المدرجات من الجماهير الأنجولية‏.‏

ويشارك جدو بدلا من أحمد رءوف في الدقيقة الـ‏22‏ أملا في تعزيز النتيجة‏,‏ ويخرج سيكا مصدر الإزعاج الوحيد‏,‏ وتضيع فرصة لا تضيع من بنين بسـبب خطـأ فـادح من حسـني عبدربه في الدقيقـة الـ‏25‏ يعقبها إضاعة فرصـة أخري لا تقل خطـورة عن سـابقتها في الدقيقة الـ‏26‏ حيث يسود الارتباك في صفوف المنتخب المصري‏.‏

ويشارك عبدالواحد السيد بدلا من عصام الحضري في الدقيقة الـ‏32‏ وتعاند الكرة محمد زيدان في الدقيقة الـ‏34‏ حين راوغ ثلاثة من مدافعي بنين وانفرد وسدد وأنقذها الحارس‏,‏ ومن‏26‏ مترا يسدد أحمد حسن قذيفة قوية ينقذها الحارس بصعوبة‏.‏

وهكذا تمر الدقائق العشر الأخيرة بلا فعالية حقيقية‏,‏ فهجمة هنا وأخري هناك حتي تنطلق صافرة الحكم الجنوب إفريقي دانيال بنيت معلنة نهاية اللقاء بعد عدد من التسديدات التي تحمل توقيع أحمد حسن‏.‏