fiogf49gjkf0d
الصالون الثقافى لأم عبير أم عبير بياعة الفجل والجرجير تبكى حزنا على مصر كنت عائدا من عملى فوجدت أم عبير بياعة الفجل والجرجير على ناصية شارعنا جالسة على أحد الأقفاص وبعض النسوه والرجال جالسين نفس جلستها ومتحلقين حولها فيما يشبه الصالون الثقافى فتناهى إلى مسامعى بعض الكلمات إتفاقية كامب ديفيد وماذا لو تم إلغاء المعاهدة وعدم العمل بها ويرد الأستاذ شفيق مدرس اللغة العربية انه لا يمكن فتقول أم عبير وليه يعنى هو مش قرأن أو أنجيل ولا أية يا أم جرجس ترد أم جرجس تمام يا أختى يا أم عبير فيعترض الأستاذ عصام والذى يعمل محامى بشركة الكهرباء قائلا المعاهدة لايمكن تتلغى دة تبقى مصيبة.. أصدقكم القول كنت متعب فتسللت فى هدؤ وصولا لباب العمارة وقبل أن أدخل سمعت صوت أم عبير تقول شايفاك تعالى بالذوق أحسن.. أنت هتزوغك ولا أية ترددت هل الكلام لى أم لغيرى ولكنى أكملت ثم أذداد الصوت حدة.. واد يا وائل تعالى فعلمت انى انا المراد فأم عبير لا تقول لأحد فى الشارع يا واد غيرى أنا.. ومش فاهم لية حتى انها تداعب الأطفال الصغار الذين يأتون للشراء منها بمقولة يا دكتور فلان يا أستاذ علان يا أنسة مش عارف اية وانا الوحيد اللى تنادى عليه يا واد يا وائل المهم تراجعت عن فكرة الصعود لشقتى وعدت فأفسح لى الأستاذ عصام مكان بجوارة على أحد الأقفاص وبادرتنى أم عبير اية رأية فى اللى بيحصل على الحدود مع إسرائيل ورأيك أية لو لغينا المعاهدة .. ولا أقولك أنا محروق دمى من موضوع الشهود اللى غيروا شهادتهم قدام المحكمة واللى أبصر أية ده سى سى ولا السى دى اللى اللواء اللى يتشك فى أيدة خربها وبعدين ما بقاش فيه أدلة أثبات على قتل الشهداء من الثوار وبقية الشهود اللى مش عارفة أذاى هيقبلوا ربنا بعد تزوير شهادتهم يبقى على كدة وزير الداخلية الأسبق ظبط أمورة تمام وكان عارف اللى فيها وانه هيطلع براءة وطبعا المخلوع نايم فى السرير ومطمن على الأخر ذى ما تكون مترتبه من الأول .. ما تنطق يا بنى ساكت لية ؟ وحقيقة لم أستطع الرد الأمر كان أكبر من أن يتم الرد علية حيث أن مصر تحالفت ضدها كل الشرور دفعة واحدة بداية من الدول الصديقة لمبارك والتى رصدت ميزانيات هائلة لكى يتم تبرأتة وأسرائيل التى قالت أنها فقدت كنز أستراتيجى لها وبعض أبناء مصر الذين يصرون على بيع أنفسهم للشيطان ووقفوا يهتفون بأسم مبارك بعدما قبضوا الثمن وموقعة الجمل حدثت مثلها أما الأكاديمية والشهود الذين غيروا شهادتهم التى سبق وأن أخبروا بها أمام النيابة وبعض الفلول والولايات المتحدة التى تعبر عن دعمها لمبارك سرا حتى وان كانت لن تستفيد منه حاليا أو مستقبلا ولكن هى إشارة لمن سيخلفة بمعنى واضح وهو أن أمريكا لا تترك رجالها المخلصين يواجهون مصيرهم بدون أن تقف وتدعمهم وتنصرهم وما الأموال التى تنفق على الثورة المضادة ببعيد كل هذا ينبىء بخطر داهم وهو أنقسام الوطن قريبا فالمصريين الشرفاء لن يصمتوا على ما ستؤول إلية محاكمة مبارك حيث أن المتابع للأمر الأن يكاد يجزم أن مبارك والعادلى سيتم تبرأتهم وسيتحمل المسؤلية أحد اللوءات الذى سيتم التضحية به ككبش فداء وهو الأمر الذى ترفضة جموع الشعب وستكون النتيجة دخول مصر إلى نفق مظلم وتخبط وضياع ولن تتعافى مصر من هذا إلى بعد سنين طوال وكأن بعض الدول المساندة لمبارك تساندة من أجل ان تضع مصر على مرجل يغلى ثم تقوم مصر بتدمير نفسها بنفسها وليس هناك داع للحروب مع مصر وكأن الدول المساندة لمبارك التى يملء الغيظ قلبها من تاريخ مصر العظيم ودورها الريادى تأمل فى أن لا تقوم مصر من عثرتها لتتابع دورها حتى تستولى دولة بعينها على دور مصر وموقعها الكل تأمر على مصر حتى بعض من ابنائها وقد تم تسريب بعض الأقاويل حول المجلس العسكرى حيث قالوا أن رجال الجيش وقادتة منذ بداية الثورة هم من أشاروا على مبارك بالتنحى مع وعده بعدم المساس به وهو ما ستنتهى إلية المحاكمة والهدف أن يدخل الشعب فى صدام مع الجيش وهى الطامة الكبرى إن حدثت أصدقكم القول بعد متابعة دقيقة لبعض برامج التليفزيون المصرى وجدت أن لغة الحوار ولهجتة تغيرت كثيرا فبدأ بعض المذيعين ومقدمى البرامج فى مهادنة مبارك عند الحديث عنه وبدل من كلمة الرئيس المخلوع قالوا الرئيس السابق بل ان البعض أبدى دفاع عنه أو ألتزم الحياد الإيجابى ونقصد هنا حياد فى مصلحة مبارك الأمر أكثر مرارة من أى شىء مضى فما نشعر به الأن أننا كنا نحلم ونكاد أن نفيق على كابوس مزعج ولا يبقى لنا إلى الدعاء إلى المولى عز وجل أن يضع فى قلب باقى الشهود الخوف من الشهادة الزور وأن يضع حب الوطن ومصلحتة العليا بدلا من حب النفس والمصلحة الشخصية وقبل أن ننهى حديثنا حاولت أن أطمئن أم عبير حيث أخبرتها أن شهادة الشهود هى أحد الأدلة فى القضية وليست كل القضية هناك أمور أخرى يمكنها أن تعيد الأمور إلى نصابها هذا اذا أستغلها المستشار أحمد رفعت والنيابة العامة وأنار الله قلوبهم إلى الحق وإن كان الأمر حقيقة بدأ يزداد صعوبه على هذا الرجل ورفاقة .. وبينما أنهى كلامى مع أم عبير فنظرت إليها وجدت دموعها تنساب على خديها تجرى بين علامات الزمن التى خلفتها سنين عمرها الشاقة فتناولت يدها فقامت ثم قالت بصوت ضعيف حافظوا على مصربلدنا ما تستحقش مننا اللى بنعمله فيها أبدا.. حفظ الله مصر وحفظ المصريين .. عاشت بلادى حرة أبية.. وائل سرور