أكد طلعت السادات، المحامى، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" أن مصر تعيش حاليا حالة من المخاض، فالبعض قال إنها تعيش حالة احتقان والبعض قال إنه حمل، وبعضهم بشر أن المولود هو جمال مبارك، ولكن فوجئنا جميعا أن عملية المخاض تسفر عن مولود عظيم وهى"ثورة 25 يناير" تلك الثورة العظيمة التى صنعها الشباب فقط، لافتا إلى ضرورة أن يلتف هؤلاء الشباب حول المؤسسات العسكرية، حتى لا يسرق أحد نجاح هذا الشباب ويتسلق على أكتافهم، نافيا ما تردد بأن الإخوان هم المحرك لهذه الثورة، مشيرا إلى أنها ثورة شعبية جمعت الأطياف المصرية جميعا.

وأفاد السادات بأن وسائل الإعلام الموصوفة بالحكومية، أثبتت فشلها فى هذه الأحداث، وتركت ميدان التحرير، وذهبت تكذب قناة الجزيرة، وأن جميع وسائل الإعلام والمواطنين اكتشفوا أن النظام "هش" وتبين أن أحمد عز أكذوبة أوهم الشعب المصرى أنه الفتى المدلل ردحا من الزمان، وتعجب السادات من خطاب مرشد الثورة الإيرانية على الخامنئى الذى تحدث فيه عن أمنيته فى إقامة إمارة إسلامية بمصر وخطاب حسن نصر الله الذى أكد فيه أن الثورة المصرية ستغير معادلات العالم بأكمله، مؤكدا أن النظام المصرى هو الذى "شمت الناس ديه وطمعهم فينا".

وتابع السادات، أن الشعب المصرى كان ولا يزال يكره جهاز الشرطة الذى يتعامل معه بـ"عنترية" وانتهك حقوقه وأهدر كرامته على يد وزير لقب بـ"حبيب" فى حين أن الشعب لم يحبه يوما من الأيام، موضحا أن دبابة الجيش أهون على رجل الشارع من عصا رجل الأمن المركزى، حيث أطلق النظام العنان لوزير الداخلية السابق يفعل ما يشاء فى مقابل حمايته، وأعرب عن استيائه لتهريب الأموال من البنوك المصرية إلى الخارج فى وقت الأزمة، حيث خرجت مليارات الجنيهات إلى بنوك سويسرا، فى حين أن الشعب المصرى كان يلهث الثرى، مطالبا بتفعيل الطلب الذى تقدم به إلى مجلس الشعب فى الدورة الماضية بشأن رد الأموال المهربة إلى الخارج خاصة فى ظل الاتفاقيات مع بعض الدول التى تتيح تبادل المعلومات عن حجم هذه الأموال.

واستكمل قائلا: إن عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية وأحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء شخصيتان محترمتان لكنهما جاءا فى غير وقتهما، وأن العبء الذى يقع على كاهلهما ثقيلا فمهمتهما إصلاح ما أفسده النظام طوال الثلاثين عاما، وهو أمر غاية فى الصعوبة.

وعن خطاب الرئيس مبارك الأخير، أكد السادات أنه جاء متأخرا للغاية وأنه أبكى العيون، لكن فوجئنا فى صباح اليوم التالى "بجمال" الوطنى تدهس المتظاهرين فى ميدان التحرير، وتعجب من أمر هذا الخطاب قائلا "أسمع كلامك أصدقك وأشوف جمالك أبكى"، مطالبا الرئيس مبارك بسرعة الرحيل بناء على رغبة الشعب وإذا لم يجد دولة عربية أو أجنبية تستقبله فبيت السادات مفتوح له، وأن مبارك تنطبق عليه الآيه القرآنية "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا،يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلا لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا" وجملة فى الإنجيل تقول "دخول الغنى ملكوت الرب أصعب من دخول الجمل الإبرة" معربا عن سعادته البالغة من هذا الكرنفال السياسى بميدان التحرير الذى جمع المصريين على كلمة واحدة وهدف واحد وهو إسقاط النظام ، مشيرا إلى أن الذى يحدث الآن فى التحرير من المفترض أن يطلق عليه "مولد سيدى حسنى"، وأعرب عن أمنيته أن يتولى رئاسة مصر فى نهاية 2011 أحمس قادم من المؤسسة العسكرية.

وأكد السادات أن مصر بلا دستور، فالنظام أهدر دستورها وأن مصر حاليا تحكمها الشرعية الدستورية، مطالبا بضرورة "التغيير والتعبير والإصلاح والتنمية" حتى تستعيد مصر قوتها من جديد.

ولفت السادات إلى أن المسئولين المتطورين فى إفساد الحياة السياسية فى مصر لا يلاقون عقابهم مادام مبارك موجودا على رأس السلطة بدليل عدم رفع الحصانة حتى الآن عن عز، وتساءل: لا أدرى من يرفع الحصانة عن الشريف، وأن سرور مطعون عليه فكيف ينظر فى الطعون؟

ووجه السادات عدة رسائل إلى أسماء بارزة، حيث قال للبرادعى وأيمن نور وعمرو موسى "ليس منكم من صنع هذه الثورة فكونوا مرشدين لها بالرأى أو النصيحة ولا تسرقوها"، وقال لـ محمود وجدى وزير الداخلية: "الأمن والأمان لشعب مصر أمانة إن لم تكن على قدرها فاتركها"، وإلى أحمد نظيف أن "يخليه نظيف ويقدم كشف بأمواله وإذا كانت هناك زيادات ترد للشعب"، وإلى أحمد عز "أنت نقطة سوداء فى تاريخ مصر بصفة عامة ومحافظة المنوفية بصفة خاصة" وإلى العادلى "نسيت قدرة ربنا عليك وكل ما فعلته سيمكث لك ولأولادك"وإلى الشعب المصرى "كنت جدع مع عبد الناصر وأجدع مع السادات وصبرت على مبارك، فأنت أجدع شعب فى الدنيا".