"سلطان الغمري" هو اسم الشخصية التي يعيشها صلاح السعدني حالياً ويدرس كل تفاصيلها ليبدأ بها منتصف الشهر القادم أحداث مسلسل "بيت الباشا" ويعتبرها ناقوس خطر ينبهنا لأهمية آثارنا وحضارتنا في صراع طويل مع مافيا الآثار. السعدني عثر مؤخراً علي عربة "روميل" الجيب والتي استخدمها في الحرب العالمية الثانية وسوف تكون سيارته الخاصة طوال الأحداث.
يقول السعدني : سعيد جداً بشخصية سلطان القمري والتي تتماشي تماماً مع افكاري وإيماني بأن الدراما التليفزيونية لها دور كبير وفعال خصوصاً في مجتمعاتنا العربية والتي ترتفع فيها نسبة الأمية وذلك ما يعطي للعمل الفني تأثيرا كبيرا جداً علي الشباب بل يصل إلي حد التحريض حتي لو يحمل قدراً من المباشرة.
و"سلطان الغمري" هو كبير البلدة وكلمته مسموعة ومختلف تماماً عن "العمدة" سليمان غانم في "الحلمية" وهو يدافع عن الآثار في الوقت الذي كانت تنهب فيه البعثات الأجنبية آثارنا تحت حماية الانجليز وكان يري أن ذلك من حق المصريين ويقاتل في ألا تخرج خارج مصر.
يضيف: العام الماضي حاربت المخدرات من خلال مسلسل "الباطنية" وأنا الذي اخترعت نهاية الحلقات بمشهد لي في "البيت بيتك" حيث اتصلت بمحمود سعد والشيخ خالد الجندي وطلبت أن تكون النهاية مشهدا معهما أخذت خلال الدين رأي وفتوي صريحة بتحريم "الحشيش" باعتباره أشد خطراً من الخمور وذلك لأنني وجدت أن هناك من يقول انه لا يوجد تحريم صريح في الإسلام له ونجحت في أخذ هذه الفتوي حتي لا يكون الفن مجرد دراما وإنما له هدف وذلك اقناع للمشاهدين جداً وهذا العام لاحظت التسيب الكبير في حياتنا واهمالنا لآثارنا بشكل فظيع وأجد "فاروق حسني" وزير الثقافة يحارب ومعه زاهي حواس للحفاظ عليها وواجب الدراما أن تساند هذه الجهود وتنبيه الناس إلي هذه الثروة العبقرية التي نملكها وأنا اراهن علي هذا المسلسل أن تكون له أهمية شديدة وقد اقنعت صديقي "زاهي حواس" أن يشارك بالتمثيل في بعض الأحداث حتي نعطي مصداقية للعمل وسوف يظهر بدوره الحقيقي وهو يقرأ أحد اللوحات "بالهيروغليفية" والأحداث تدور في الأربعينيات حيث كانت البعثات الأجنبية تفتح وتنقب وتبيع ولم يصدر قانون يحرم ذلك وأخذت كثيرا من آثارنا وهربت للخارج ويبذل "حواس" جهودا كبيرة حالياً لجمعها واعادتها من مختلف دول العالم.
يضيف اكتشفت مؤخراً وجود "عربة روميل الجيب" الحقيقية التي كان يقود بها قوات الحلفاء في الحرب العالمية وسوف استخدمها في الأحداث ووجدتها عند زميل لي من أيام الجامعة اسمه "رضا أبو حسين" ابن عبدالله باشا أبو حسين اشتري هذه العربة من مزاد لمخلفات الجيش الانجليزي واحتفظ بها في المنوفية وسعدت جداً بها وذهبت وشاهدتها وجار الآن عمل الاصلاحات لها حتي أصور بها المسلسل.
وعن موقف التليفزيون المصري من انتاج وشراء المسلسلات الجديدة يقول السعدني: التليفزيون المصري رائد الدراما برجال أثروا الأمة العربية بأعمالهم وعلي رأسهم نور الدمرداش الذي علم العرب جميعاً ماهي الدراما التليفزيونية ولذلك أنا ليست من انصار أن يشتري التليفزيون فقط الأْعمال الجاهزة ويكفي ماحدث لنا في ماتشات الكورة إلي متي تتخلي أدوارنا دورا وراء الآخر ولذلك ارجو اعادة النظر في هذا القرار وأن لا يدخل التليفزيون نظام المنتج المشارك أو أن يأخذ البعض الفلوس وينتج باسم التليفزيون لابد أن ينتج بنفسه مثلما كان يحدث زمان وأن يتحول قطاع الانتاج إلي اعظم جهة انتاجية كما كان زمان.
لذلك علي التليفزيون أن يمد يده للفنان الحقيقي وأن يوقف نزيف الأجور وأن يضع سقفا لها.. زمان كنا نأخذ 8 جنيهات في الحلقة وكنا نقدم فنا حقيقيا الآن ملايين واختفت القيمة الفنية لا مانع أن نعود إلي الميزانيات المعقولة بشرط أن تعود الدراما إلي تألقها حتي لا نخسر ريادتنا ودورنا في المنطقة العربية من خلال الفن.. التأثير سيكون قويا جداً أرجو ألا يهمل الفن وأن نكف عن النظر له علي انه مادة للتسلية.. الفن رسالة لا تقل أهمية وتأثير عن أي مجال آخر.