قدر المنتخبات الكبري التي تفوز بالبطولات أن تتعرض لسهام النقد المكثف في زاوية واحدة تنحصر في المطالبة بتغيير هيكل الفريق‏,‏ والنزول بمعدل السن لمختلف اللاعبين‏ .

وقد تبدو مشروعية هذه المطالب لكل فرق العالم وليس لفريق بعينه في حالة عدم فوزه ببطولة قارية مثل كأس الامم الافريقية مثلا‏ .‏ لكن المدهش ان المنتخب الوطني تعرض منذ سنوات أو بمعني أدق كلما فاز ببطولة وتحديدا كأس الامم الافريقية ترتفع الاصوات التي تطالب حسن شحاتة تحديدا بوصفه المدير الفني للفريق بتجديد دماءالفريق‏.‏

ورغم منطقية ذلك في بعض أجزاء الفريق‏,‏ إلا أن الفلسفة العامة لاي فريق بطل تنحصر في الاحتفاظ بالكيان الرئيسي للفريق مهما كانت الظروف ونعني بذلك عامل السن‏,‏ فاذا كانت العناصر الفاعلة في الفريق قد تعدت أعمارهم الثلاثين عاما فهذا ليس مقياسا بالمقارنة بحجم عطائهم داخل المستطيل الأخضر‏.‏

وقد أثبتت المباريات التي خاضها المنتخب الوطني حتي الآن في منافسات أمم افريقيا في انجولا استحالة الاستغناء عن لاعبين مثل‏:‏ عصام الحضري أو أحمد حسن أو وائل جمعة وقبلهم محمد أبو تريكة لولا الاصابة‏.‏

كل ذلك يعني أن البطولات التي تفوز بها‏,‏ الفرق الكبيرة ومصر منها بالطبع هي أهم عامل في التمسك بمجموعة اللاعبين في الكيان الرئيسي لأي فريق حتي‏,‏ وأن كانوا قد خاضوا في صفوف فرقهم أكثر من بطولة‏,‏ فالأهم هنا هو حجم النتائج وليس الاستمرارية في حد ذاتها‏.‏

وبنظرة سريعة علي كيفية تشكيل المنتخب الوطني في مبارياته في بطولة أمم انجولا لايمكن أن نتجاهل الاستراتيجية بعيدة المدي التي يتبني تنفيذها حسن شحاتة علي البساط الأخضر وقيامه بـ ثورة ناعمة في صفوف المنتخب الوطني تهدف إلي التغيير بحساب وليس بالكم في محاولة إيجابية من شحاتة لتنشيط دماء الفريق بشكل متدرج في كل مباراة‏,‏ وظهر ذلك واضحا في الدفع باللاعب الجديد محمد جدو وشيكابالا وهناك في الطريق وتحديدا في مباراة بنين المقبلة سوف تكون هناك فرص لمشاركة نجوم آخرين أعضاء في الثورة الناعمة منهم سيد حمدي وأحمد رءوف وعبدالعزيز توفيق ومحمد عبدالشافي والحارسان عبدالواحد السيد الدولي والجديد محمود أبو السعود ومازالت الفرصة أمامهم للمشاركة مع الفريق حتي وان كانت أجزاء من المباريات سوف تكون كفيلة بأظهار امكاناتهم وزيادة قوة الفريق وما يزيد من حالة التفاؤل هي حالة التنافس التي أوجدها حسن شحاتة بين جميع عناصر الفريق لتبقي مصلحة منتخب مصر فوق أي أعتبار وأن الفوز وحده هو الهدف لاسعاد الشعب المصري كله‏.‏