كل سنة وانت طيب ياست الكل .. كل سنة وانت دايما جميلة ومشرقة .. شمسك تدفينا وقمرك ينير لنا الطريق يا أحلى أم في الدنيا .
21 مارس .. تاريخ يظل حافرا في أذهاننا .. ننسى تاريخ ميلادنا احيانا ، لكن لا ننسى ابدا عيد الأم .. هو يوم جميل نرد فيه الجميل لمن وضع الله الجنة تحت أقدامها ، تعظيما لها ولشأنها ونبلها واخلاصها وتفانيها في العطاء.
المحظوظ منا من تعيش أمه ويراها كل يوم ، والتعيس فينا من فقدها .. فيأتي هذا اليوم عليه وهو يتمنى لو كانت " عايشة " لجاء بكنوز الدنيا – لو يستطيع – ليلقي بها تحت " رجليها ، ومع ذلك هى لاتريد هذه الكنوز .. كنزها لوحيد ان تسأل عنها وتودها وتقبّل رأسها ويديها .. فقد تعودت ان تعطي ولا تأخذ .. فليس كثير عليها يوم عيدها ان نقول لها على الاقل : كل سنة وانتي طيبة ياست الحبايب.
 
على الرغم من الركود الاقتصادي الذي يعم الأسواق في الكويت، ويجعلها في سبات عميق معظم الوقت جراء قلة الزبائن، فإن هذه المناسبة تحديدا ما زالت تستقطب الزبائن على عكس مناسبات أخرى لم يعد يأبه بها الناس، فلا أحد سيتوقف يوما عن الشعور بالامتنان والعرفان تجاه والدته ومحاولة إظهار ذلك، أقلها عن طريق تقديم الهدايا، وهذا ما يجعل السوق في حالة من السباق المحتدم على التفنن والإبداع بتوفير الهدايا والعروض لهذه المناسبة بالغة الأهمية.
الاسواق نائمة إلا في هذه المناسبة 
وقد تم وفقا لصحيفة  الـ " أ . ر " رصد استعدادات الأسواق لقدوم المناسبة فكانت البداية مع نيرمين مصطفى التي تعمل في احد محلات الحقائب والساعات المشهورة، فقالت «ككل المناسبات، تحظى مناسبة عيد الأم لدينا باهتمام خاص، ويتم إصدار مجموعة خاصة من الحقائب والساعات خصيصا لست الحبايب، وغالبا ما تنفذ جميعها، بعكس مجموعات مناسبات أخرى التي قد يبقى منها عددا لا بأس به»،مؤكدة أن «معظم المشترين هم الشباب، وعدد قليل جدا من الفتيات، وغالبا ما يدخلون المحل عقب مشاهدتهم إعلان المجموعة على الواجهة وليس عن سابق دراية».
إحجز هديتك قبل النفاذ 
من جانبها تقول إسراء حجازي في عيادة بوليفارد الخاصة، «يتم التحضير لعروض مناسبة عيد الأم مسبقا من أجل حجز المواعيد باكرا، حيث إنها مناسبة مهمة نستغلها أفضل استغلال بتحضير مجموعات تشمل جلسات تنظيف البشرة وعلاج حول العينين وتوريد الشفاه والاهتمام بعلاج الشعر بنظام (الباكيج)»، مبينة أن «نسب الحجز جيدة ليوم عيد الأم واليوم الذي يسبقه والذي يليه».
وفي السياق، أعد معهد صحي نسائي في حولي المنشورات الورقية وأخرى على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن «باكيجات» عيد الأم، فقالت العاملة فيه غنغا إن «أكثر ما تفضله النساء هو الذهاب للصالونات والمعاهد الصحية للاسترخاء والاهتمام بجمالهن، فرأينا أن نعد مجموعات مخصصة لعيد الأم ليفاجئها بها أبناؤها، تشمل الحمامات المغربية وجلسات المساج والعناية بالشعر والأظافر بالمستحضرات الطبيعية الخالصة، وخفضنا الأسعار لأكثر من النصف لاستقطاب الزبائن، فالمجموعة التي قد يصل سعرها لـ57 دينارا في الأيام العادية، وصل ثمنها لـ 23 دينارا بمناسبة عيد الأم».
حتى انستغرام يحتفل بعيدها 
واجتاحت العروض أيضا حسابات الانستغرام المتخصصة بتجهيز وتغليف الهدايا، فباتت منافسا قويا للسوق التقليدية أيضا، حيث تقوم فكرة الحسابات على تصميم الهدايا وفق طلب الزبائن، فلا يكلف الزبون نفسه بالذهاب لمحلات الورود أو الهدايا للاختيار والتغليف، كل ما عليه فقط هو شرح التصور الذي يريده ليقوم الحساب بالتنفيذ وايصال الهدية إلى باب المنزل، وبأسعار تنافسية أجبرت الأسواق على تخفيض أسعارها هي الأخرى.
عطاء بلا حدود
نطرح على الأمهات سؤالا فضوليا «ماذا تنتظرن من أبنائكن في عيد الأم؟» لتجيبك بالدعاء لهم وذكرهم بكل ما هو جميل، وتنسى أنه عيدها، حتى في عيدها تعطي لا تأخذ، وتبادر لا تنتظر، إنها فطرتها التي فطرها الله عليها، التضحية والإيثار.
منال الوظائفي في عيد الأم لم تتحدث عن أمومتها لأبنائها، بقدر ما تحدثت عن برها لوالدتها، فقالت «أكرم أمي في كل الأيام وليس فقط في عيد الأم، وكوني مستقرة خارج الكويت، فإن أفضل ما أقدمه لأمي من وجهة نظرها هو تواصلي معها وزيارتها دائما وتلبية طلباتها، تقول إن رؤيتي أفضل من أي هدية»، مضيفة «بحكم حياتي في كندا اكتشفت أن عيد الأم هو تقليد يتبعه الأجانب لأنهم يتركون أمهاتهم في وقت مبكر من العمر، ولا يملكون العاطفة التي نملكها نحن العرب والمسلمين خصوصا تجاه والداتنا، فتجدهم لا يبرونها إلا هذا اليوم خلال العام».
وأشارت إلى أن «أتيت للكويت ليس من أجل عيد الأم وإنما من أجل أمي، والتي أقدم لها الهدايا في كل المناسبات، وأترك لها حرية اختيارها بنفسها».
من ناحيتها قالت أفراح كيتي إن «الأم هي الجنة ومن يرد بلوغ الجنة فليلتزم قدم أمه ويقوم على خدمتها وراحتها، فالمنزل من دونها ظلام دامس، وهي من تمده بالدفء والحنان وتربط الأخوة ببعضهم البعض، فكل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم»،لافتة إلى أن «بعدما أصبحت أما عرفت مقدار تعب أمي وتضحيتها اللا محدودة في سبيل راحتنا وبذلها كل نفيس وغالي، والأم العربية تحديدا مضحية لآخر نفس، واستذكر في هذا اليوم الأم الفلسطينية التي قدمت الوطن على أمومتها وقدمت في سبيله أبناءها الشهداء». وأضافت أن «في هذا اليوم عادة ما يحتفل أبنائي بي بالهدايا وقوالب الحلوى، يعرفون تماما الأشياء التي أحبها أو احتاجها، فيتقاسمون المبلغ ويبتاعونها لي مع والدهم».
وما أن سألنا سامية السرو عن عيد الأم حتى بدأت بالترضي على أبنائها والدعاء لهم، وقالت إن «(الله يرضى عليهم) لا ينتظرون مني أن أطلب شيئا، يتسابقون دائما لإسعادي، بل وقد يختلفون في ما بينهم من منهم سيأخذني للإقامة لديه بحكم أن والدهم توفي رحمه الله وكلهم تزوجوا وأنجبوا، وأعتبر أحفادي أجمل الهدايا التي قدموها لي على الإطلاق، وهذا لا ينفي أنهم يحتلفون بي في كل عام، ففي عيد الأم الأخير سافرنا معا إلى تايلند وماليزيا لقضاء عطلة جميلة، ولا أعلم ماذا يخبئون لي هذا العام».
وتحدثنا حنين ملكاوي والتي أصبحت أما لطفلها الأول فتقول «سمعت كثيرا عن شعور الأم الذي لا يشبهه شعور، ولكني لم أعٍ جيدا ما يقولون إلى أن أصبحت أما، بالفعل انه الشعور الذي يولد لحظة ولادتهم ولا يزول أبدا، لم أعد أحب التسوق لنفسي أو قضاء الوقت بالاهتمام بذاتي، أجد نفسي تلقائيا أتسوق له بدلا مني، وأترك أوقات فراغي وأوقاتي مع صديقاتي للعودة إليه».