**‏ في تقديري أنه اللقاء الأصعب علي الإطلاق‏...‏ أتكلم عن مباراة منتخب مصر مع منتخب نيجيريا في أولي مبارياتهما بكأس الأمم الأفريقية بأنجولا‏..‏ وأظنها أصعب مواجهة علي المنتخب منذ بدأت رحلته مع الكابتن حسن شحاتة في‏2005‏ وحتي الآن‏ .

‏‏رغم أنه خاض خلالها بطولتي كأس أمم وواجه منتخبات كبيرة جدا وتخطاها جميعا وحصل علي البطولتين‏..‏ ومع هذا أري لقاء نيجيريا كان الأصعب لهذه الأسباب‏:‏

‏1‏ ـ منتخب مصر يدخل هذه البطولة وهو يعلم أنه يدافع عن لقب يحمله بطولتين علي التوالي وهذا إنجاز كبير وبقدر حجمه يوجد حمل ثقيل يحتاج إلي جهد كبير يقيني أنه ـ نفسيا وذهنيا ـ أكبر بكثير من أي شيء مضي‏..‏ وليت المسألة وقفت عند هذا الحد‏!‏

‏2‏ ـ في الوقت الذي فيه المنتخب المصري وجهازه في حاجة إلي ثقة أكبر لأجل معنويات أفضل ولأجل جهد أكبر‏..‏ نجد المنتخب في الوضع الأصعب الذي لم يتعرض له من قبل‏!‏

يدخل كأس الأمم بمعنويات وصلت إلي حدها الأدني بعد خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم‏,‏ وهو علي بعد سنتيمترات منها بعد أحداث مثيرة شغلت الدنيا كلها وضاعت علي مصر فرصة التأهل في واحدة من المرات التي كان يجب أن نتأهل فيها لأن المنافس أضعف‏..‏ المهم أنها تجربة فشل سيئة خاضها المنتخب وتركت آثارها عليه وبقيت ملامحها في ذهنه وأظنها كانت شاغله الأوحد وهمه الأكبر وهو يواجه منتخب نيجيريا القوي في أول مباراة بالبطولة وكل شيء وارد‏,‏ لأن منتخب النسور النيجيري كله محترفون وكلهم نجوم تلعب في أكبر أندية العالم‏,‏ والأمر ربما ينقلب إلي خسارة تصل إلي حد الفضيحة وحتي إن لم يحدث فارق الأهداف فإن المنتخب المصري يعلم ويدرك أن جماهيره لن تتحمل مزيدا من الخسائر‏!..‏ شعور مرير وإحساس مرعب وأنت تواجه منتخبا قويا جدا مثل منتخب نيجيريا‏!‏

‏3‏ ـ الإحساس بالرعب يتزايد لأن الحكاية اكتملت مع الإصابات التي ضربت نجوما كبيرة مؤثرة فعليا وعمليا ومعنويا وأقصد أبوتريكة‏,‏ ولأنها حرمت عمرو زكي من عمرو زكي وخسرنا عمرو زكي والمعني واضح‏!‏

مقبلون علي معركة ازدادت أهمية وعبئا علينا‏,‏ لأننا البطل وقبل موعدها تعرضنا لهزيمة مدوية أبعدتنا عن كأس العالم وهي عبء نفسي كبير وثقيل‏,‏ وأول مباراة لإعادة الثقة مع منتخب وزنه ثقيل بما يملكه من نجوم كبيرة جدا‏,‏ وهذا أمر صعب ازداد صعوبة بالإصابات‏!‏

‏4‏ ـ نجوم المنتخب الكبار الذين حققوا للكرة المصرية ما لم يتحقق في أي وقت مضي عبر تاريخها‏..‏ هؤلاء النجوم يدركون أنها الفرصة الأخيرة لهم‏,‏ وإما أن يحققوا إنجازا غير مسبوق في أفريقيا كلها‏,‏ إذا ما فازوا بكأس الأمم للمرة الثالثة علي التوالي‏,‏ وإما أن ينهوا حياتهم في الملاعب بأشياء هم لا يستحقونها‏,‏ والمشكلة أن مباراة نيجيريا هي كلمة السر وهي حل اللغز وهي مفترق الطرق‏,‏ وكل شيء وارد فيها لأن منتخب نيجيريا منتخب عالمي‏!‏

‏5‏ ـ كل النقاط السابقة شكلت عبئا ثقيلا جدا علي منتخب مصر ومن قبله جهازه الفني‏,‏ وهو يستعد للمباراة الأولي في البطولة والتي هي ضد منتخب يضم أسماء كبيرة عالميا‏..‏ والمباراة الأولي لبطل يدافع عن لقبه دائما الأنظار عليها والكل ينتظرها وكل واحد من الكل عنده دوافعه لهذا الانتظار وكل هذه الدوافع ضغوط نفسية أظنها هائلة‏..‏ ومع هذا كله‏!‏

‏6‏ ـ المنتخب المصري أثبت في المباراة أنه بطل أفريقيا وتعامل مع المباراة وفقا لوصف المدير الفني لمنتخب نيجيريا باحترافية كبيرة ويستحق التهنئة وتلك شهادة مهمة في حق رجال مصر من مدرب النسور‏!‏

منتخب مصر بدأ مرتبكا وظهرت ثغرات في دفاعه وهذا منطقي في ظل الظروف التي وضحتها النقاط السابقة ودخل مرماه هدف‏,‏ إلا أنه لم ينهر والانهيار وارد في ظروف مثل هذه‏..‏ تماسك واسترجع خبراته وهذه خبرة البطل ونجح في إنهاء الشوط الأول بالتعادل وفي الشوط الثاني عادت للبطل ذاكرته وخطورته وأصبح الأكثر تحكما في سير الأحداث والأكثر فرصا والأكثر لياقة والأكثر خطورة والأكثر استفادة من البدلاء‏,‏ رغم أن اثنين منهم وجوه صاعدة وسجل المنتخب هدف التقدم وأكد الفوز بهدف ثالث ليحسم الأمور بثلاثة أهداف بمرمي منتخب كبير في مباراة هي بكل المقاييس الأصعب بحكم الظروف والملابسات في تاريخ هذا المنتخب‏.‏

كل التهنئة لمنتخب مصر وجهازه‏...‏

وكل الحذر وكل الجهد وكل الاحترام لمباراة الغد السبت أمام منتخب موزمبيق لأجل انتصار جديد بعده نفكر في مباراة بنين‏!‏

‏.......................................................‏

‏**‏ في مثل هذا الوقت قبل‏40‏ سنة‏..‏ حرب الاستنزاف تتصاعد ضد العدو في سيناء والصهاينة غير مستوعبين ما يحدث لأن الذي يحدث شيء من وراء العقل‏.‏ المصريون يقومون بعمليات فدائية بالغة الجرأة والشجاعة لأنها بكل المقاييس مستحيلة التنفيذ‏!.‏ لماذا؟

لأن القناة حاجز مائي طبيعي علي امتداد‏168‏ كيلومترا هي خط المواجهة مع العدو المحمي في سيناء بالقناة غربا وخليج السويس جنوبا والبحر المتوسط شمالا‏,‏ وهذا معناه أن أي عملية فدائية ضد العدو صعوبتها مضاعفة بسبب الحائل المائي‏..‏ قناة كانت أو خليج السويس أو البحر المتوسط‏..‏ ولهذا‏!.‏

القيادة المصرية بعد شهرين من هزيمة‏1967‏ أصدرت تعليمات إلي القوات الموجودة علي الجبهة لأجل تنفيذ خطة هدفها تطعيم المقاتلين علي اقتحام القناة كمانع مائي صعب بمعني كسر وتحطيم حاجز رهبة اقتحام هذا المانع المائي لأنه في البداية والنهاية وسيلة لا هدف لأن الهدف‏..‏ العدو الموجود في سيناء والوصول إليه لابد أن يكون بعد اجتياز هذا المانع بدون خسائر وبدون اهتزاز للروح المعنوية وبدون أدني تأثير علي الكفاءة القتالية‏,‏ وبمعني أكثر وضوحا لابد أن يتعود المقاتل علي عملية اجتياز القناة في أي وقت ومن أي مكان وتحت أي ظروف‏..‏ وبدأ التجهيز وظهرت حقائق لابد من وضعها في الحسبان‏...‏

القناة ليست مجرد ممر مائي يربط البحر الأحمر بالمتوسط إنما هي أشبه بأنبوب مشتبك مع خليج السويس في الجنوب والخليج أنبوب مشتبك مع البحر الأحمر‏..‏ وهذا جعل مدخل القناة سرعة المياه فيه تصل إلي‏200‏ متر في الدقيقة وهذا التيار شديد السرعة وفي أوقات يتجه من الشمال إلي الجنوب وفي أوقات يتحول للعكس من الجنوب إلي الشمال وانعكاس التيار مشكلة‏!.‏ القناة أنبوب يتعرض إلي المد والجزر المؤثر علي ارتفاع وانخفاض منسوب المياه وهذا المد وذاك الجزر هائل لدرجة أنه يرفع المنسوب في المد أكثر من مترين ونفس المنسوب ينخفض في الجزر لأقل من مترين‏,‏ وتلك مشكلة‏..‏ والمشكلة الأكبر أن التيار يتغير اتجاهه أربع مرات يوميا‏..‏ مرتين التيار يتجه شمالا وفيهما يكون المد ومرتين جنوبا وفيهما يحدث الجزر‏...‏

نحن في أوائل عام‏1969‏ والمنطقة هي بورتوفيق الواقعة في نطاق الجيش الثالث الموجود به مجموعة صاعقة مكلفة بواجبات في مقدمتها عمليات كوماندوز ضد قوات العدو في سيناء‏..‏ قائد المجموعة المقدم أركان حرب صالح فضل والرجل بحكم خبرته ومسئوليته وطبيعة عمل رجاله في الصاعقة‏..‏ كان عليه أن يتعرف علي طبيعة المانع المائي باعتباره طريقه في دخول سيناء والخروج منها‏..‏ ولهذا ذهب إلي المقدم صفوت الجمال رئيس مكتب مخابرات السويس لأجل التعرف علي جداول المد والجزر ومواعيدها وكل ما هو متوافر من معلومات لدي مكتب المخابرات العسكرية الذي له رجال استطلاع خلف خطوط العدو في سيناء‏...‏

المقدم صالح فضل قائد مجموعة الصاعقة عرف أن المياه في أوقات المد سرعتها شديدة من الشمال إلي الجنوب وعندما ترتفع وقت المد تصل إلي حافة رصيف بورتوفيق وعندما تنخفض في الجزر تهبط لأقل من مترين‏.‏

قائد مجموعة الصاعقة مهتم بمعرفة كل معلومة مهما كانت بسيطة وصغيرة لأن عمليات الكوماندوز لا يترك شيء فيها للمصادفات‏..‏ وهناك عملية قادمة علي نقطة لسان بورتوفيق ردا علي العربدة التي تقوم بها هذه النقطة وضربها لمركب صغير في ميناء بورتوفيق خلال شهر مارس‏1969...‏

الفريق عبدالقادر حسن قائد الجيش الثالث ومساعده اللواء عبدالمنعم واصل استدعيا المقدم صالح فضل قائد مجموعة الصاعقة العاملة في نطاق الجيش الثالث‏..‏ والأمر لم يستغرق وقتا‏..‏ وقرار المهمة عملية تأديب للنقطة الإسرائيلية القوية وبدأ الاستعداد‏...‏

قيادة مجموعة الصاعقة تولت مهمة تحديد أنسب توقيت للعملية ووجدوا الوقت الأنسب والأفضل للتنفيذ ما بين السابعة والتاسعة مساء وهو الوقت الميت لشدة واتجاه التيار المائي وفيه تتلاشي سرعة التيار ما بين الشمال والجنوب والجنوب والشمال وأيضا وجدوا فيه أعلي ارتفاع للمد‏...‏

الهدف لسان بورتوفيق الموجود عليه نقطة قوية من نقاط خط بارليف والصهاينة ثقتهم بالغة في استحالة الوصول لهذه النقطة القوية المحاطة بالمياه من ثلاثة اتجاهات‏..‏ غربا قناة السويس وجنوبا خليج السويس وشرقا الملاحات وهي أرض رخوة مليئة بالمياه وأشبه بالبحيرات ومستحيل السير فيها أو التقدم من خلالها‏..‏ ولسان بورتوفيق مسطح بري مرتبط بسيناء من جهة الشمال من خلال مدق‏..‏ والنقطة القوية مكونة من ثلاثة ملاجئ تخرج منها مزاغل تستخدمها المدفعية ويوجد داخل النقطة أربع دبابات تستخدم في أعمال دفاعية داخل سيناء وتستخدم في أعمال هجومية بالصعود إلي مصاطب لتضرب بورتوفيق أو الشاطئ الغربي للقناة‏...‏

جاء وقت اختيار المقاتلين للعملية المنتظرة وكانت مشكلة لأن كتائب الصاعقة الثلاث‏43‏ و‏33‏ و‏53‏ التابعة للمجموعة‏..‏ كل كتيبة تريد أن تنفرد بتنفيذ العملية وكل الضباط يفضلون مواجهة الموت لدرجة أن الضباط رفضوا نزول إجازاتهم الشهرية خوفا من أن يتم الاختيار وأي منهم في إجازة‏...‏

الكل يريد قتال الصهاينة في نقطة لسان بورتوفيق الحصينة لأنها من خط بارليف ولكونها أصعب نقاطه وأكثرها تحصينا بحكم موقعها المحاط بالمياه من ثلاث جهات‏.‏

كل الضباط وكل الصف والجنود يريدون نيل هذا الشرف والاشتراك في عملية الإغارة علي أصعب نقطة قوية وتدمير أسلحتها وقتل وإصابة قواتها وقبل كل هذه الأمور العودة بأسير صهيوني‏!‏

ماذا حدث؟

هذا ما سنعرفه الأسبوع المقبل بإذن الله‏.‏

‏.......................................................‏

‏**‏ الأرقام والأدلة والشواهد وكل المصطلحات التي تحمل نفس المعني تشير إلي أن الرياضة المصرية في خطر وتتجه نحو الأخطر‏...‏

قطاع البطولة دخل مرحلة الخطر أما قطاع الممارسة فلا هو في خطر ولا هو في أمان لأنه أصلا غير موجود‏...‏

من قبل أن يصدر آخر قرارات الحكومة فيما يخص ميزانية الرياضة المصرية والخطر موجود ويتمثل في تراجع أعداد المقيدين في قطاع البطولة في كل اللعبات الأوليمبية وغير الأوليمبية والرقم أقل من‏200‏ ألف بقطاع البطولة في كل اللعبات من الجنسين في كل المراحل السنية وهذا الرقم مخجل ومضحك إذا ما قورن بتعداد مصر البالغ‏82‏ مليون نسمة‏...‏

مصر فيها‏32‏ مليونا و‏100‏ ألف طفل وطفلة وفتاة وشاب في المراحل السنية من‏10‏ وحتي‏30‏ سنة ونسبة الذكور أكثر قليلا من الإناث وهي‏16‏ مليونا وأربعمائة ألف طفل وشاب مقابل‏15‏ مليونا و‏700‏ ألف طفلة وفتاة‏..‏ ومعني هذه الأرقام أن الـ‏32‏ مليونا و‏100‏ ألف شاب وفتاة في السن من‏10‏ حتي‏30‏ سنة الموجود منهم في قطاع البطولة بجميع المراحل السنية أقل من‏200‏ ألف‏,‏ بينما‏31‏ مليونا و‏900‏ ألف خارج خدمة البطولة‏..‏ وهذا خطر بل خطير جدا‏...‏

المقيدون في اتحاد الكرة بمختلف المراحل السنية وكل الدرجات‏26‏ ألفا وفي السلة‏14‏ ألفا وهناك لعبات أوليمبية مثل الفروسية التي يمارسها‏900‏ فقط بينما الشراع واليخت‏120(‏ مائة وعشرون‏)‏ وهناك ستة اتحادات عدد المسجلين بها أقل من خمسة آلاف‏...‏

الأغرب علي الإطلاق في هذه القضية أنه بينما الزيادة السكانية في ارتفاع نجد الممارسين بقطاع البطولة في تناقص بالمقارنة بأعدادهم قبل عشر سنوات وهذا خطر بل خطر داهم‏...‏

إذن هناك خطر واقع بالفعل في قطاع البطولة ويتمثل في تناقص أعداد الرياضيين المقيدين بالاتحادات الرياضية والتناقص مستمر ولو استمر علي نفس المعدل فالمتوقع خلال عشر سنوات علي أقصي تقدير أن تختفي لعبات رياضية عندنا من فوق خريطة البطولة نتيجة عدم وجود ممارسين لها وينخفض مستوي ما تبقي من لعبات بما لا يتفق مع اسم وتاريخ وحجم مصر التي ستكون وقتها فوق الـ‏100‏ مليون نسمة‏...‏

الخطر القائم والواقع له أسبابه وأولها تناقص ملاعب الرياضة نتيجة البناء عليها‏,‏ إضافة إلي اختفاء تام لمساحات الأرض الفضاء التي كانت موجودة وتستفيد الرياضة منها بصورة مؤقتة‏...‏

وثانيها‏..‏ ثبات عدد الهيئات الرياضية بما جعل الأندية الرياضية مثلا غير قادرة علي توفير فرص الممارسة للأعضاء لأن النادي الذي يتسع لخمسين ألفا موجود فيه مليون‏..‏ وبداية الخطر من هنا لأن النادي بعد اختفاء الرياضة من المدارس نتيجة للبناء علي ملاعب المدارس وأفنيتها وبسبب المنهج التعليمي الذي لا يسمح للطفل والشاب بأن يمارس أي نشاط إلي جوار الدراسة والمذاكرة والدروس الخصوصية والثانوية العامة التي يبدأ الاستعداد لها من الإعدادية‏..‏ باختصار المدرسة نفضت يدها من الرياضة والساحات الشعبية اختفت وظهرت مكانها عمارات ومعها اختفت الرياضة‏..‏

الكل تخلي عن الرياضة وكل الهموم حملها النادي الذي أصبح مطالبا بتوفير فرص الممارسة إلي أن يكتشف المواهب ومطالبا بانتقاء المواهب ورعايتها إلي أن تكبر والنابغ منها يدخل المنتخبات‏...‏

والمنتخبات مسئولية الاتحادات التي تنظم المسابقات المحلية لأجل توسيع قاعدة الممارسة ولأجل المنافسة التي ترفع المستوي ولأجل اختيار الأفضل في كل مرحلة للمنتخبات التي مطلوب لها رعاية واحتكاك واهتمام‏..‏ يعني مطلوب فلوس تزداد كلما زاد العدد وتزيد مع الأيام لأن الأسعار في تزايد‏..‏ وبدلا من زيادة الميزانية حدث ما لم يكن متوقعا وأظنه الخطر الذي سيقصم ظهر الرياضة المصرية‏!‏

وزارة المالية قررت تخفيض ميزانية الرياضة بنسبة‏30‏ في المائة بمعني أنه إذا كانت ميزانية المجلس القومي للرياضة‏100‏ مليون نجدها قد نقصت بين يوم وليلة‏30‏ مليونا والميزانية الحقيقية أظنها‏159‏ مليونا‏,‏ وهذا معناه أنها نقصت‏45‏ مليون جنيه وهذا النقص انتقل بدوره للاتحادات الرياضية التي فقدت في لحظة‏30‏ في المائة من ميزانياتها وأصلا الميزانيات ضعيفة وبعد الـ‏30‏ في المائة أصبحت معدومة‏...‏

مثلا‏..‏ اتحاد مثل كرة السلة يعطي أقل بدل تحكيم في الدنيا كلها والحكم الدولي يقبض‏40‏ جنيها علي المباراة وهذا المبلغ لا يكفي أجرة تاكسي يستقله ذهابا وعودة‏!.‏ والحكم الدرجة الأولي يقبض‏30‏ جنيها وحكام الناشئين وخلافه يقبضون‏20‏ جنيها في المباراة‏!.‏ طيب كيف ننتظر بالذمة تقدما وبدلات الحكام ملاليم في لعبة أصبح اللاعب فيها محترفا والمدرب محترفا والإداري محترفا والحكم الذي هو طرف أصيل في اللعبة‏..‏ ليس له تصنيف يمكن تعريفه به لأن من يقبض‏20‏ جنيها كأجر أو بدل ويقبل بها رغم أنها لا هي تصلح أجرا ولا هي تكون بدلا لأن الـ‏20‏ جنيها لا تكفي ركوب ميكروباص‏!.‏

اتحاد السلة ميزانيته السنوية حتي سنتين كانت‏550‏ ألف جنيه وارتفعت إلي‏925‏ ألف جنيه وعندما سألت عن المصروفات وجدت أن‏40‏ في المائة من الميزانية تذهب مصروفات إدارية ما بين رواتب موظفين وكهرباء ومياه وخلافه و‏30‏ في المائة للنشاط المحلي و‏30‏ في المائة للنشاط الدولي‏...‏

اتحاد السلة لديه‏11‏ مرحلة سنية ست للناشئين والرجال وخمس للناشئات والسيدات‏,‏ عنده منتخبات تحت‏12‏ سنة و‏14‏ و‏16‏ و‏18‏ و‏20‏ ودرجة أولي والأولي تنقسم إلي ممتاز‏(‏ أ‏)‏ وممتاز‏(‏ ب‏)‏ وأولي أما البنات فهي‏12‏ و‏14‏ و‏16‏ و‏18‏ وأولي‏(‏ أ‏)‏ وأولي‏(‏ ب‏).‏ مسابقات هذه المرحلة السنية فيها‏2400‏ مباراة مطلوب لكل مباراة طاقم تحكيم ومصروفات الحكام التي هي‏20‏ و‏30‏ جنيها مجموعها‏450‏ ألف جنيه‏..‏ أي نصف ميزانية الاتحاد‏!.‏

اتحاد السلة لو رفع مكافآت الحكام إلي ما يجب أن يحصلوا عليه فإنه محتاج إلي ثلاثة أضعاف ميزانيته‏..‏ وتلك حقيقة اصطدمت بها وأنا أناقش اللواء محمود أحمد علي رئيس اتحاد السلة‏...‏

أما الصدمة الكبري فهي أن ميزانية الاتحاد التي هي‏925‏ ألف جنيه سوف تنخفض‏30‏ في المائة بأوامر المالية ولا أعرف ولا أحد يعرف المبلغ المتبقي ماذا يفعلون به؟

الاتحادات الرياضية مقبلة علي فترة صعبة لأن الميزانيات تتقلص والملاعب تختفي والأندية تلغي لعبات من أنشطتها التنافسية وكله مخصوم من رصيد الرياضة المصرية‏...‏

والله العظيم الرياضة المصرية في خطر كبير وينمو ويتضخم‏...‏

أنا قلت ما عندي‏..‏ وفي انتظار رد أو تفسير أو توضيح من أي مسئول في الحكومة أو في القطاع الأهلي‏...‏ وللحديث بقية مادام في العمر بقية.