أثار قرار الفلبين بتعليق إرسال العمالة إلى الكويت كثيرا من الاستغراب ممزوجا بالاستنكار من قبل الشارع الكويتي وخاصة ربات المنازل والمواطنات خصوصا العاملات منهن ممن يعتمدن على العاملة الفلبينية في مساعدتهن في إدارة أمور المنزل. وعموما تعتبر العاملات الفلبينيات من المفضلات لدى ربات المنازل وخصوصا الأمهات منهن اللواتي يجدن فيهن القدرة على الاهتمام بالاطفال والتعامل معهم، ويقبلن على استقدامهن بالرغم من ارتفاع اسعارهن ورواتبهن.
ويشكل هذا الإيقاف في حال استمراره مشكلة لأولئك اللواتي يعتمدن بشكل كبير على العاملة المنزلية على حد قول عدد من ربات المنازل اللواتي التقت بهن «الأنباء»، مؤكدات ان الأمر يمكن ان يتحول الى مشكلة فعلية بعد انتهاء عقود العاملات الحاليات، كما حصل سابقا مع العاملات الإندونيسيات اللواتي كن من المفضلات ايضا.
وتعتبر بعض المواطنات ان هذا القرار متسرع ويجب دراسته مسبقا خصوصا ان الفلبين تعتمد ايضا على عمالتها في دول الخليج ممن يرسلون رواتبهم بالكامل الى أهليهم وهو ما يشكل فائدة اقتصادية كبيرة لبلدهم.
وفي ذلك تقول حسناء السعد ان اتخاذ قرار بوقف إرسال العمالة بناء على حالة او اثنتين قامت فيها الخادمة بالانتحار غير صحيح إذ لا يجوز التعميم في هكذا أمور وانما يجب دراسة كل حالة منفردة والنظر في أسبابها.
ولفتت إلى ان بعض العاملات يكون لديهن أساسا مشاكل نفسية وحالات خاصة لا تظهر بالفحوصات الطبية التي يخضعن لها قبل المجيء إلى البلاد، وهذا أيضا بحد ذاته مشكلة تعاني منها السيدة التي تأتي بهذه العاملة إلى بيتها.
لا يجب التعميم
ولا تنكر سلمى محمد أن بعض الخادمات يتعرضن للكثير من المشاكل في منازل مخدوماتهن ولكن هذا لا يجوز تعميمه فالعاملة المنزلية وخصوصا الفلبينية تتمتع بكثير من الحقوق ويمكن ان يقال انها مرفهة فلا يتم حرمانها من أي من حقوقها بشكل عام إلا في الحالات الضيقة التي يمكن التعامل معها.
وتؤكد سلمى ان إيقاف استقدام الفلبينيات سيضر أيضا بالفلبينيات أنفسهن اللواتي يطمحن الى المجيء الى الكويت للعمل واكتساب الرزق، وفي الوقت نفسه يشكل صفعة لسيدة المنزل التي تعتمد على الفلبينية في أعمال المنزل والاهتمام به.
قرار غير مقنع
بدورها، قالت موضي محمد ان العاملة الفلبينية تعتبر من العاملات المفضلات في الكويت أكثر من الجنسيات الأخرى من وجهة نظرها، لأنها تتمتع بالتعليم واللغة ولديها قدرة أكبر على الاستيعاب ولذلك فهي مفضلة من الكثير من سيدات المنازل.
وأوضحت ان قرار الإيقاف للأسباب التي تم ذكرها غير مقنع بتاتا خصوصا ان هناك حالات تكون العاملة فيها هي المجرمة ويتم محاكمتها فرديا وليس معاقبة كل أبناء جنسيتها أو إيقاف استقدامهم.
وحول ما تتعرض له العاملات من ضغوط في تأدية عملهن تقول شروق الهاجري ان الجميع يتعرض للضغوط في مكان عمله مهما اختلف هذا العمل، معترفة بأن العاملة المنزلية تتعرض في حالات معينة لضغوط من مخدوميها ولكن هذا لا يعني أن الأمر يمكن تعميمه على جميع العاملات خصوصا ان بعضهن يكن السبب في هذه الضغوط بسبب الأخطاء الكبيرة التي يرتكبنها.