اكد رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، اليوم الأربعاء، أن معرفة القدس وخصوصيتها ورمزيتها هي البوابة إلى اليقين السياسي وتحديد أشكال وتجليات نصرتها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغانم أمام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس شدد خلالها على الدور الكويتي التاريخي قيادة وشعبا في نصرة قضايا الإنسان العادلة وعلى رأسها قضية القدس والشعب الفلسطيني، وقال "علينا ألا ننسى في خضم كل هذا الاختلاف والتراشق حول القدس الطرف الأساسي المعني بالقضية وهو الشعب الذي يعاني ويدفع من دمه فاتورة صموده".
واضاف "علينا أن نجعل شعبنا القابع تحت الاحتلال هو الهدف بمعنى آخر علينا أن نتحرك ونعمل ونضحي لأجله لا به وعلينا ألا ننسى أن الفلسطيني هو الذي يعاني وهو الذي يموت وهو الذي يهجر وهو الذي تنتهك حرماته وكرامته في بيته وأرضه".
واكد الغانم ان المقدسيين "هم الحقيقة الديمغرافية هناك وهم ورطة العدو هناك وهم الهوية المتحركة والحية والعصية على الطمس"، مضيفا انه "من تلك الحقائق علينا أن نحدد مفهوم النصرة والانتصار للقدس".
وركز الغانم في كلمته على خصوصية قضية القدس مؤكدا انها "ليست ككل القضايا بل هي القضية التي ما فتئت تكبر في قلوب الناس برغم كل محاولات طمسها وطمرها وإرسالها بعيدا في النسيان".
واضاف "هي قضية العاطفة التي لا تقبل بالحلول الوسط سياسيا وهي قضية الذنب والاثم الذي لاحق ويلاحق كل المتقاعسين وهي عقدة نقص الانسان الحديث الذي مهما تطور وتقدم ستبقى قضية القدس والحيف الذي يصيبها شاهدا على سقوطه الأخلاقي وبدائيته وتخلفه".
وقال الغانم "ان كل عمل وكلمة واشارة وضغط وشعار وصرخة ترفع من معنويات الصامدين هناك مهم وحيوي".
واضاف الغانم "كل نداء في مسجد وترنيمة في كنيسة وقصيدة في محفل وأغنية في مسرح ولوحة في محترف وعلامة نصر على ناصية شارع تعزز روح المقاومة والجلد والمثابرة عند صاحب القضية مهمة ومفصلية وفارقة".
وحذر من "الأطروحات التي تدعي عدم جدوى الكلام والمؤتمرات والمحاضرات للمقاوم والمرابط" واصفا اياها بأنها "دعوة حق يراد بها باطل فهم يريدوننا أن ننسى والا نذكر اسم فلسطين والقدس والاقصى وكنيسة القيامة والزيتون في كلامنا اليومي".
واضاف الغانم "بل أذهب بعيدا وأقول ان من يعيب صدور بيانات الشجب والاستنكار بحق أهلنا المرابطين بحكم أنها محض كلام ومجرد هلام هو شخص أكاد أقول عنه انه قصير النظر او لا يحمل نوايا خير فهؤلاء يريدوننا أن نتنازل حتى عن أضعف الايمان كما يقول رسولنا الكريم".
واكد الغانم ان "كلمة تهويد بحد ذاتها كانت وما زالت مستنكرة ومقيتة وهي تصيب حيفا والجليل ويافا والناصرة فكيف اذا جاءت لتطبق في مدينة يرتبط كل العالم بشكل أو بآخر بخيط وجداني معها".
واضاف "أقول هذا الكلام لأنني لا اريد أن يغيب عن اذهاننا ونحن نناقش قضية القدس ضرورة التفريق بين اليهودية باعتبارها ديانة سماوية وبين الصهيونية كونها حركة سياسية عنصرية فنتعامل مع الأولى بالحسنى كما أمرنا ديننا الحنيف وننابذ الأخرى ونقاطعها انسجاما مع ثوابتنا وقيمنا انسانيا وحقوقيا".
وشدد الغانم على ان "معرفة القدس هي بوابتنا الى اليقين وهي معرفة مؤداها النهائي ان الصحيح يصح وأن الذي ينفع يمكث في الأرض والزبد إلى زوال".
واضاف " أقول هذا لأنني مؤمن برغم كل شيء أن طرفي المعادلة غير متكافئين.. الأصالة والتجذر مقابل الطارئية والتطفل.. الألفة مع الأرض والهواء والتصالح مع المكان مقابل الغربة والأجنبية وعقدة النقص.. العادي والمألوف والطبيعي وعفوية الانتماء مقابل المتصنع والشاذ والعابر والمؤقت".
وخاطب الغانم المؤتمر قائلا "فلتسمحوا لي أن أكون هنا قاطعا وحاسما ومتيقنا وجازما (سينتصر الفلسطيني ولو بعد حين) وأعتذر عن إيماني إذا كان البعض يرى فيه سذاجة وقصر نظر فأنا مؤمن وسأظل مؤمنا ولن أكفر".
وقال "هكذا تعلمنا وهكذا تربينا فأنا من بلد ولدت فيه بدايات واستهلالات النضال الفلسطيني وانا من بلد كانت عروبتها على الدوام سلوكا وفعلا لا بيانا وشعارا".
واضاف "وانا من بلد ما فتئ حاكمها وأميرها يعمل ويعمل لعقود من الزمن لتحقيق كل اشكال الوفاق العربي والتعاون الإسلامي والتضامن الانساني مكافحا بهدوء وصبر وحكمة لتحقيق تطلعات ورؤى المتطلعين الى الحرية والاستقلال والسيادة وعلى رأسهم أبناء الشعب الفلسطيني الصابر".
واستطرد الغانم قائلا "انا من بلد مازال شعبه الذي طعن غدرا في ليلة حالكة يتسامى على ذكرياته ويكون في أول ركب المدافعين عن قضايا الامة العادلة فمن هنا يتعزز ايماني ويترسخ يقيني".