استنفرت جهات الدولة المعنية ممثلة في وزارات الأشغال والداخلية والتربية وهيئة الطرق، استعداداً لموسم المطر، الذي تنبأت الأرصاد الجوية بأنه سيكون غزيراً هذا الشتاء، واستبقت الخطر بإجراءات عاجلة تتمثل في صيانة مجارير الأمطار وخطوط الصرف وغرف التصريف، فضلاً عن تخصيص غرف عمليات، وبموازاة ذلك جرى الاتفاق على استراتيجية للتحرك العاجل لإنقاذ الأرواح والممتلكات إذا استدعت الضرورة ذلك.
وعلى مدار الـ48 ساعة الماضية استنفرت وزارة الأشغال بشتى قطاعاتها للاطمئنان على جهوزية الاستعدادات الخاصة بموسم الأمطار، وضمان قدرة الوزارة على مواجهة أي طارئ في ظل ترقب هطول أمطار كثيفة وفق خبراء الأرصاد.
وعقد وزير الأشغال عبدالرحمن المطوع أمس الأول اجتماعاً مع جهات عدة، منها الإدارة العامة للدفاع المدني والإدارة العامة للإطفاء ومسؤولي الهيئة العامة للطرق والنقل البري لتنسيق الجهود في ما بينها.
وعلمت القبس أن الوزير المطوع شدد على استعداد الوزارة بشكل جيد من خلال فرق الطوارئ الموزعة على مستوى المحافظات مع تزويد تلك الفرق بالأجهزة والمعدات اللازمة، فيما أكدت وزارة الداخلية تواجد دوريات شرطية أمام مداخل الأنفاق لإتخاذ الإجراءات المناسبة وتحويل الطرق حال استدعاء الأمر ذلك. كما أكد المطوع خلال الاجتماع أن قطاع الهندسة الصحية سيكون مسؤولاً عن محطتَي أمطار نفقَي المنقف والقيروان حتى أبريل المقبل لتنتقل بعدها تبعية ومسؤولية المحطتين وغيرهما من محطات الأمطار إلى الهيئة العامة للطرق والنقل البري.
«هندسة الصيانة»
قطاع هندسة الصيانة بدوره، أتم عملية تنظيف الشبكة وتشير الإحصائية التي حصلت عليها القبس أن القطاع قام خلال موسم الاستعدادات الذي بدأ مطلع أغسطس بتنظيف 206530 غرفة تصريف أمطار، وكذلك تنظيف خطوط أنابيب مجاري الأمطار قطر 250 ملم بلغت أطوالها 407774 متراً، وتنظيف 696978 متراً من خطوط أنابيب مجاري الأمطار قطر 300 ملم إضافة إلى 413091 متراً من خطوط المجاري قطر 350 ملم إلى 2000 ملم.
عمليات الاستعداد تلك أسفرت عن رفع عشرات الأطنان من المخلفات سواء من الأتربة أو جذوع وأرواق الاشجار أو المخلفات الصلبة الناجمة عن قيام البعض بالتخلص من مخلفات البناء والهدم داخل غرف الأمطار في المناطق المختلفة.
الوزارة بحثت كذلك ضمان عمل الخط الساخن «150» وأرقام ادارات الصيانة على مستوى المحافظات بالكفاءة اللازمة وضمان الربط الجيد مع غرفة العمليات التي ستكون على أهبة الاستعداد وقت هطول الأمطار لتلقي الشكاوى والتحرك عليها فوراً عبر فرق الطوارئ.
على مستوى توعية رواد الطرق تبحث الوزارة حالياً إمكان تفعيل نظام الرسائل القصيرة sms للمواطنين لتحذيرهم حال وجود نقاط ساخنة على الطريق تعوق الحركة نتيجة تجمع المياه وقت هطول الأمطار، وهو ما من شأنه تخفيف الزحام وتسهيل الحركة المرورية.
على مستوى قطاع هندسة الصيانة عقد وكيل القطاع عبدالمحسن العنزي أمس اجتماعاً مع شركات الخاصة بتنفيذ تجديد البنية التحتية في مناطق الأندلس وغرناطة وصباح الناصر وهي الأماكن الثلاثة التي يجري العمل بها حاليا بعد انتهاء تجديد شبكتَي الرقة وهدية.
العنزي أكد خلال اللقاء بمقاولي التنفيذ ضرورة جهوزية الشركات بالمضخات والمعدات اللازمة للتعامل مع أي طارئ ينتج عن هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة.
شهدت الاستعدادات كذلك تنظيف مخارج مجارير الأمطار على البحر لضمان تصريف جيد للمياه، خاصة أن الشبكة مصممة بنظام تصريف جميع كميات الأمطار عبر البحر من خلال تلك المجارير.
يبقى التحدي الحقيقي في طبيعة شبكة الأمطار على مستوى البلاد، كونها مصممة منذ فترة طويلة، وهذه الشبكة قدرتها الاستيعابية على الطرق السريعة 27 ملم/ساعة.