fiogf49gjkf0d
ترك الانفلات الأمني وأعمال البلطجة في الشارع بصمات سلبية علي حركة استيراد وتجارة الياميش هذا الموسم, حيث انخفضت الكميات المستوردة إلي20 مليون دولار بدلا من100 مليون في الأعوام السابقة,
مما ساعد علي زيادة الأسعار لأكثر من20% علي بعض هذه السلع نتيجة المتغيرات العالمية وتخوف المستوردين لتعرضهم لحالات سطو مسلح علي المخازن أو في أثناء شحن البضائع من المواني أو محالهم التجارية كما يقول رجب العطار رئيس شعبة العطارة بغرفة تجارة القاهرة.
يضيف رجب العطار أن أحداث الثورة وتداعياتها لاتزال تغرس في نفوس التجار والمستوردين القلق وعدم الاستقرار, لذا فإن المستوردين حرصوا علي استيراد كميات قليلة تصل إلي20% فقط من الكميات التي كانت تستورد في الأعوام الماضية, لأن المواطن العادي يعاني هموم الحياة اليومية, وارتفاع تكاليف المعيشة, وتزامن إعلان النتائج الدراسية مع الإجازة وموسم التصييف وحلول شهر رمضان, وهو ما يجعل الغالبية العظمي من الأسر تعاني ضغطا ماليا إنفاقيا مما يجعلها تعطي الأولوية للضروريات مثل النفقات الدراسية, وتخفض احتياجاتها من الياميش, بل إن الكثير من الأسر يقتصر استعمالها لبعض أنواع الياميش ذات الأسعار المنخفضة مثل قمر الدين والزبيب وجوز الهند والتمور الجافة والمشمشية, وتستبعد شراء الأنواع الأخري ذات الأسعار المرتفعة مثل البندق واللوز وعين الجمل والفستق والكاجو.
يضيف العطار أن شهر رمضان يأتي هذا العام في شهر أغسطس, وهو أكثر أشهر العام ارتفاعا في درجات الحرارة, لذا فإنه يتوقع زيادة الإقبال علي العصائر والأعشاب الطبيعية مثل العرقسوس والتمر الهندي والخروب والدوم واليانسون والكركديه وغيرها, وهي أعشاب مغذية تساعد علي تلطيف درجة حرارة الجسم وتجعله يقاوم العطش الشديد, مشيرا إلي أن أسعارها لم تتأثر هذا العام برغم الإقبال الكبير عليها.
وأخيرا يختم العطار قائلا: إن التجار يحرصون هذا الموسم علي بيع جميع ما لديهم من إنتاج من الياميش خوفا من تعرض محالهم ومخازنهم للسطو المسلح من قبل البلطجية, لأن كل تاجر يستعين بأفراد أمن لحماية هذه المتاجر.
أما نعيم ناشد معوض صاحب شركة للاستيراد والتصدير وعضو شعبة الغلال بغرفة تجارة القاهرة فيقول: إن التمور الجافة هذا الموسم طرحت في الأسواق مبكرا لأن التجار فتحوا مخازنهم لبيع التمور المجففة المخزنة منذ أكثر من عام, خصوصا أن الكميات الواردة من أسوان وقنا وفيرة للغاية, أما الواردة من الوادي الجديد فهي ضئيلة حيث تصل الكميات الوافدة علي سوق العبور يوميا30 طنا منذ أول يوليو وحتي الأيام العشرة الأولي من رمضان, بل يستمر توريد هذا البلح إلي محافظات الوجه البحري حتي نهاية رمضان لأن القرويين في هذه المحافظات يستخدمونه فطرة علي العيد.
عن أنواع البلح قال نعيم ناشد: إن أجود الأنواع هو بلح الثورة, ويصل سعره في الجملة إلي 8.5 جنيه للكيلو, يليه بلح علم مصر بـ8 جنيهات للكيلو وهو الشبح الأسواني, يليه السكوتي والبرتمودة والشامية, مؤكدا أن أسعار البلح تبدأ من 3 جنيهات للكيلو بحد أقصي 8.5 جنيه, وأن تجار التجزئة يستغلون هذا الموسم ويرفعون الأسعار.
يوضح أن هذا الموسم يستوعب الآلاف من الشباب الذين يعملون في تجارة هذا البلح بالتجزئة ليوفر لهم حصيلة نقدية تساعدهم علي مواصلة دراساتهم الجامعية والثانوية في موسم الإجازة الصيفية.
وبالنسبة لأسعار الحبوب قرر نعيم ناشد أن تأخر وصول أرز البطاقات إلي البقالين التعاونيين ساعد علي زيادة سعره إلي 4 جنيهات للكيلو, بالإضافة إلي خطة وزارة الزراعة لتقليل الكميات المنزرعة منه لترشيد المياه, وبالنسبة لباقي أنواع الحبوب أكد أن أسعارها ثابتة بما فيها الفول المدمس الذي كانت أسعاره ترتفع مع حلول شهر رمضان.
وعن قرار الاتحاد الأوروبي بحظر استيراد البذور والحبوب من مصر أكد نعيم ناشد أن هذا القرار لا يؤثر بشدة علي حركة الصادرات إلي هذه الدول, لأن السوقين الإفريقية والعربية الأكثر استيعابا للحبوب المصرية.
أما الدواجن واللحوم التي تتحرك أسعارها بشكل تلقائي خلال شهر رمضان, فيري الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي اللحوم والدواجن والأسماك وعضو غرفة الصناعات الغذائية, أن الكميات المستوردة من اللحوم انخفضت من 20 ألف طن إلي 3 آلاف شهريا, أي أن هناك انكماشا ملحوظا في حركة الاستيراد بسبب القرارات الجديدة الصادرة لاستيراد اللحوم, بالإضافة إلي القيود الاستيرادية علي اللحوم الهندية, وأيضا تخوف المستوردين من الانفلات الأمني نتيجة الهجمات المسلحة التي يشنها بعض البلطجية علي مخازن ومحال المستوردين, وهذا بالطبع يزيد من أسعار هذه اللحوم.
أما الدواجن فإن أسعارها المحلية منخفضة عن المستوردة, مما خفض الكميات المستوردة إلي أدني معدل لها.
علي العكس من ذلك بالنسبة للأسماك المستوردة حيث ارتفعت أسعارها 50% لتوقف عمليات الصيد خلال شهري يوليو وأغسطس حتي يضع السمك البيض ويفقس لتخرج الذريعة.
ويطالب بضرورة أن تقوم الحكومة بالتوسع في مزارع الماشية وتقديم تسهيلات للمربين والمستوردين لمواجهة الاستهلاك المتزايد من اللحوم. لكن محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة تجارة القاهرة يري أن الإنتاج المحلي من اللحوم البلدية في انخفاض مستمر, لذا فإن زيادة الاستهلاك من هذه اللحوم يساعد علي زيادة أسعارها, والحل يكمن في زيادة الإنتاج الذي تصاحبه زيادة الرقعة الزراعية من البرسيم والذرة والقمح لتشجيع صناعة الأعلاف, مما يخفض أسعارها.
بينما يؤكد الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة أن الأسعار تتميز حاليا باستقرار نسبي في ظل توافر مدخلات الإنتاج, خصوصا الكتاكيت, مشيرا إلي أن الإنتاج المحلي يتصاعد بشكل تدريجي حتي العشر الأوائل من الشهر الكريم لزيادة الإقبال علي الدواجن المحلية, مؤكدا أن زيادة الطلب قد تساعد علي ارتفاع الأسعار لكن بنسبة لا تزيد علي 5% فقط. ويري أن القرارات الجديدة الخاصة بمد تصريحات المزارع بممارسة أنشطتها كل 3 سنوات بدلا من عام واحد فقط, وتخفيض رسوم التراخيص إلي 500 جنيه بدلا من ألف جنيه تساعد علي تخفيف العبء عن كاهل المربين. أما الكنافة والقطايف فتعاني من الركود الشديد نتيجة إحجام المواطنين حتي في الأحياء الشعبية لانشغال الأسر بنتائج السنوات الدراسية, خصوصا الثانوية كما يقول عتريس عرفة أقدم كنفاني بالسيدة زينب, مشيرا إلي ثبات الأسعار وعدم تحريكها منذ الموسم الماضي برغم ارتفاع أسعار الوقود وأجور العمالة. ويضيف أن الكنافة والقطايف موسمية لا تتحرك سوي في شهر رمضان, وأنه يتوقع أن تزداد طلبات الشراء مع بداية رمضان وحتي الأيام العشرة الأولي, ثم ينشغل المواطنون في شراء مستلزمات الدراسة وحجز الحصص للدروس الخصوصية.