مازالت ردود الافعال تتوالي بعد الحادث الذي تعرض له المنتخب التوجولي لكرة القدم بعد اطلاق النار علي حافلة اللاعبين اثناء عبورهم الحدود بين الكونغو وانجولا التي تستضيف بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق اليوم.
الحادث خلف آثارا واجواء سيئة في البطولة بعد اصابة تسعة من أعضاء البعثة ومقتل شخصين بالبعثة المدرب المساعد ومسئول الاتصال فيما تأكد بقاء السائق علي قيد الحياة حسب ما أعلنه مسئول رسمي بالاتحاد الإفريقي.
الحديث تحول من الأمور الفنية حول البطولة إلي الحديث عن الحادث وتداعياته, والشكوك حول قدرة انجولا في استضافة العرس الإفريقي خوفا من وقوع احداث مماثلة اثناء البطولة التي تستمر حتي31 يناير الجاري.
ويطرح الاعتداء العديد من علامات الاستفهام حول قدرة جنوب إفريقيا في التعامل مع اكبر الاحداث الرياضية وهو كأس العالم وهي البلد الإفريقي الأخر التي هناك شكوك ايضا حول قدرته علي تأمين المنتخبات المشاركة.
وفي أول رد فعل للإتحاد الإفريقي لكرة القدم قال سليمان حبويه المسئول الإعلامي للكاف ان نائب رئيس الاتحاد توجه مباشرة من العاصمة الأنجولية لواندا إلي كابيندا لمتابعة التطورات.
وقال حبويه إنه كان هناك توجهات للمنتخبات الـ15 المشاركة بعدم التوجه عن طريق البر حفاظا علي سلامة البعثات للخطر وكان الأفضل الوصول عن طريق رحلات الطيران. في الوقت نفسه ادان الكاف في موقعه الالكتروني الحادث, وجاء في بيان الاتحاد الإفريقي إن هناك العديد من الاجراءات الوقائية التي اتخذها الاتحاد بالتعاون مع السلطات الانجولية من أجل الحيلولة دون حدوث هذا الأمر, علما بأن الحادث وقع علي بعد10 كيلو مترات من الحدود الانجولية ومن الصعب تكرار هذا الموقف داخل العاصمة أو قريبا من اقامة البعثات المشاركة في البطولة.
وشدد الاتحاد الإفريقي في بيان له ان بطولة كأس الأمم ستقام في موعدها رغم الاعتداء المسلح, وقال الكاف إن سمعة الكرة الإفريقية باتت علي المحك لذلك نحتاج إلي جهود الجميع من أجل الخروج من هذه الأزمة.
أما الحكومة الانجولية بعد الحادث فقد وعدت ببذل جميع الجهود لضمان خروج البطولة علي خير, وجدد وزير الاتصالات التوجولي مانويل رابيلايش الالتزام التام للحكومة في حماية المنتخبات المشاركة والجماهير التي حضرت لمشاهدة المباريات. وقالت منظمة تحرير ولاية كابيندا التي شهدت الحادثة إن الاعتداء كان يستهدف رجال الشرطة الانجوليين استمرارا لمسلسل الاعتداءات والحروب الأهلية التي عانت منها انجولا طوال سنوات طويلة, واستهدف المعتدون رجال الشرطة الذين امنوا الحماية لموكب المنتخب التجولي اثناء عبوره الحدود.
وأكد الوزير قائلا: إنه حسب معلومات الفوج العسكري الثاني للقوات المسلحة الانجولية فإن المجموعة المسلحة التي قامت بالاعتداء جاءت من جمهورية الكونغو وعادت إلي بلادها بعد تنفيذ الحادث مباشرة, وهو مبعث للتفاؤل عن عدم تكرار هذا الموقف.
واثار الحادث الذعر في الأندية الأوروبية بسبب خوفها علي سلامة لاعبيها الأفارقة الكبار الذين تقدر أسعارهم بملايين الدولارات, تلاحقت الأحداث بصورة سريعة في أنجولا, ففي الوقت الذي أكد فيه الأنجوليون أن البطولة في موعدها رغم حادث الهجوم علي أوتوبيس منتخب توجو أمس الأول, طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا تقريرا شاملا عن ملابسات هذا الاعتداء.
ومن جانبه, قال إيمانويل أديبايور قائد منتخب توجو إن بلاده ربما تنسحب من كأس الأمم الإفريقية بعد هذا الحادث, وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية: باعتباري قائد منتخب بلادي, فإنه بإمكاني القول إنه إذا لم يكن الأمن مضمونا, فربما نغادر. وقال اديبايور إن العديد من اللاعبين يريدون المغادرة, لقد شاهدوا الموت باعينهم. أما الفيفا, فقد أصدر بيانا أكد فيه أن رئيسه السويسري جوزيف بلاتر ينتظر تقريرا شاملا من الاتحاد الإفريقي بخصوص الحادث, موضحا أن الفيفا علي اتصال مع الاتحاد الإفريقي ورئيسه عيسي حياتو وتنتظر من الأخير تقريرا شاملا حول الوضع. وتابع أن بلاتر تأثر كثيرا جراء هذه الحادثة معربا عن تضامنه مع المنتخب التوجولي.واهتمت وسائل الإعلام العالمية بهذا الاعتداء نظرا لاهتمامها بمتابعة أخبار نجوم الأندية الأوروبية المشاركين في البطولة, خاصة أن كثيرا من هذه الأندية كانت ترفض بالفعل مشاركة لاعبيها في البطولة بسبب ارتباطات هذه الأندية في الدوريات الأوروبية.ووصفت وكالات الأنباء العالمية هذا الحادث بأنه عكر صفو انطلاق هذا العرس الإفريقي الذي يقام كل عامين, كما أثار الخوف بصفة عامة من مدي قدرة إفريقيا علي استضافة حدث عالمي أكبر هو نهائيات كأس العالم2010 في جنوب أفريقيا الصيف المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها من العاصمة الأنجولية لواندا أن ساعة الحقيقة دقت أمام الأنجوليين قبل مباراتهم الافتتاحية أمام مالي.. حيث تحول الحديث عن حظوظها ومدي نجاحها في استضافة هذا الحدث القاري إلي شك وحيرة بخصوص قدرتها علي ضمان الأمن والسلامة لضيوفها الذين تساوي قيمتهم مئات الملايين من الدولارات.
وأشارت الوكالة نفسها إلي أن النجم إيمانويل أديبايور مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي كاد ان يفقد حياته في لمح البصر في هذا الهجوم.