بعد الموقف البطولي للغانم الشاعر الموريتاني الشيخ ولد بلعمش يمدحه بقصيدة «سمع الأقصى كلامك»
دقيقةُ عزِّ تَعدِل الدهر أكْمَلهْ ** ومنْ يُهمل المجد المُؤَثَّلَ أَهْمَلهْ
و لنْ يَذْكر التاريخُ إلاَّ رجالَهُ ** فمَا أعسر الذكر الجميل وأسهَلَهْ!
و ما أصْدَقَ الحُرّ الكُويْتِيَّ موقِفاً ** وما أفْصَحَ التعبيرَ منهُ وأنبَلَهْ!
ألَمْ تَرَ هذا الغانِمَ الشَّهْمَ يبْتَنِي ** صُروح فخارٍ في الثَّوانِي المُؤَجَّلَهْ
”بَناهَا فَأعلى” لاَ نَأَى حيُّ أهْلِه ** ولا أخطأتْ عيناهُ فيهمْ مُؤَمَّلَهْ
لَعَمْرُكَ أحييْتَ النُّفوسَ فَخُذْ بِها ** إلَى مُنتهى الأزمانِ ذِكْراً وَ مَنْزِلَهْ
فإنك مرزوقٌ بأشرفِ غَضْبَةٍ ** لِتُصبِح في صفِّ البُطولةِ أوَّلَهْ
وَ يَخْرُجَ هَذا الغاصِبُ النَّذْلُ خائباً ** فَصَوْتُكَ مِنْ هوْلِ الحقيقة زَلْزَلَهْ
لقد سَمِع الأقصى كلامَكَ فَانْتَشَى ** وَ أسْمَعَهُ طفلاً يَتيماً وَ أرْمَلَهْ
وَ لمْ يبق في الدُّنيا الخَؤونِ مُخيَّمٌ ** وَ لاَ خَندقٌ إلاَّ دَعانِي لأُرْسِلَهْ
فأرسَلْتُهُ شِعراً إلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ** وَ تَعرِفُ شنقيطُ الْوَفَا وَ تَمَثُّلَهْ