الدكتورة / سعاد الصباح لموقع (مصريون في الكويت www.egkw.com) 
- هل يجوز أن نطعن تاريخنا بالصمت نكاية في أمريكا أو إسرائيل؟!
- بعد رحيل زوجي ورفيق عمري الجميل عبد الله مبارك لا أسأل أحدا رأيا فيما كتبت بل اترك أوراقي تبوح بما حملت للقراء
-  يجب أن نكف عن جلد أنفسنا
- المبدع آيا كانت أدواته هو ابن بيئته و مجتمعه يصيبه ما يصيب الآخرين من آلام و إحباط و فرح
- لو جمعت قصدية آخر السيوف إلى ديوان إليك يا ولدي لكانت تلك هي مجموعة الحزن الذي غمر عمري
الصمت لدى عقلاء الآمة العربية و مثقفيها هو الجريمة التي يجب أن نخرج من عباءتها
 
 
 
 
- في مصر تجرعت ثانية قطرات الثقافة و ما أكثرها آثرا في أعماقي
- أدعو المرأة لمجابهة القضايا لا مجابهة المرايا 
-  لا علاقة للعمر بمدى الوعي الإنساني بقيمة الزمن والحلم والواقع
- الآمة العربية قدمت عباقرة في العلوم و الأدب و الفلسفة بما يعادل عطاء الأمم الأخرى المتقدمة
 
 
 
 الدكتورة سعاد الصباح مع الزميل/ محمد زغلول دياب 
 

منذ ظهورها على مسرح الحياة العامة و هي تعكس صورة مشرفة للمرآة العربية التي تتفاعل مع المجتمع و مع قضاياه، اختارت الصعب ، درست الاقتصاد و لكنها احترفت الشعر و الأدب، الدكتورة سعاد الصباح يروق لها كثيرا لقب الشاعرة ثم الدكتورة على كل الألقاب التي تشتهر بها.

عندما تلتقيها من فرط بساطتها و تواضعها تشعر على الفور بمدى الصدق في شخصيتها و تنسى تماما انك تجلس مع شخصية بحجم الشيخة سعاد الصباح، وفي هذا الحوار وصفت مشروع القراءة للجميع في مصر بأنه عمل يهدف إلى محو العدواة بين الكتاب و الإنسان، و تمنت لو نفذت جميع الدول العربية هذا المشروع، و تطرق الحوار إلى صورة العرب و المسلمين بعد احداث11 سبتمبر ولماذا لم يفز أديب عربي بجائزة نوبل للآداب بعد الراحل نجيب محفوظ؟ و هل خلت الساحة الشعرية من شاعر بحجم نزار قباني؟ كما تناول الحوار علاقتها بمصر وسر انتقال دار النشر التي تملكها من القاهرة وأهم مشروعاتها الأدبية الجديدة:

* صورة العرب و المسلمين في العالم أصابها الكثير من التشويه كيف نعيدها إلى حقيقتها ؟

-  دعني اسأل أولا: من الذي شوه صورة العرب و المسلمين في العالم، هل مخلوقات فضائية قامت بغزو الكوكب باسم العروبة و الإسلام و عاثت فيه قتالا و فسادا و دمارا، أم أن الذين ارتكبوا و يرتكبون هذه الفظائع هم بعض أهلنا، و يتكلمون بلغتنا، وباسم ديننا الحنيف يزعمون لانفسهم حقوق خلافة تبني على جماجم الأبرياء.

* أذن على من تقع المسؤولية ؟

- نحن المسؤولون أولا و أخيرا و يجب ألا نبرر تقاعسنا عن بناء الإنسان العربي و المسلم  بناء صحيحا بإحالة ملفه على شماعة المؤامرات الأجنبية، أن أعداء الآمة العربية و الشعوب العربية و الإسلامية لم ينقبوا في الأرض بحثا عن سبب، بل نحن الذين قدمنا لهم اسم العروبة و اسم الإسلام على طبق من دم فاستغلوه و أساءوا إلينا انطلاقا من سوئنا.

* و كيف برأيك يكون رد الفعل العربي؟

- قل يا سيدي لماذا تصمت السنة الدعاة الحقيقيين و ألسنة المؤمنين بالعروبة عن الإدانة الكاملة و الصريحة و العلنية لجرائم الإرهاب و هل يجوز لتاريخنا أن نطعنه بالصمت نكاية بأمريكا أو إسرائيل.

 أن الصمت لدى عقلاء الآمة العربية و مثقفيها هو الجريمة التي يجب أن نخرج من عباءتها لنقول كلمة الحق دفاعا عن شرف الآمة و عن تاريخها ، و دفاعا عن الإسلام الحقيقي الذي لا يبيح قتل النفس التي حرم الله قتلها آلا بالحق، فهل مجموعات الإرهاب من أهل الحق في الإسلام ؟أن قتلة عثمان بن عفان و علي و الحسين و آل البيت كانوا يزعمون انهم أصحاب حق فهل كان هؤلاء القتلة كذلك؟ أن بطون الحوامل كانت تبقر في الجزائر و أعناق الأطفال تذبح من الآذن إلى الآذن فهل هؤلاء هم أعداء الإسلام  و قتلاهم هم الصحابيون الجدد؟

المبدع تأثيرا

* الأحداث الدامية و المؤثرة من حولنا هل هي دافع على الإبداع بشكل عام؟

- المبدع آيا كانت أدواته هو ابن بيئته و مجتمعه يصيبه ما يصيب الآخرين من آلام و إحباط و فرح، و بصورة اكثر عمقا هو محكوم بما وهبه الله من استشعار اعمق للجرح و بذلك فان الأحداث التي تمر بها الآمة تؤثر في المبدع تأثيرا مباشرا و حاسما فيعبر عنها في وقت  بإبداع يعلنه صوته.

*هل الحركة الأدبية في الكويت تجسد الواقع العربي ؟

- لا شك أن كل مجتمع يخلق مبدعين و هؤلاء يخلقون عالمهم الذي لا يمكن أن نحاصره في مدينة أو قرية أو دولة، المبدع العربي خاصة و هو ابن أمته بكل أحلامها و آلامها و رؤاها، لذلك فان الأديب العربي حين يعبر عن حالة ما في مجتمعه الصغير ، يعرف انه يعبر عن حالات مماثلة في كل أرجاء الوطن العربي وذلك لتشابه جذورها الثقافية و أوضاعه الاقتصادية و الاجتماعية  ألي حد كبير.

* العرب آمة تتحدث فقط.. هكذا يقولون.. هل توافقين على الطرح؟

- أولا يجب أن نكف عن جلد أنفسنا ، الآمة العربية أعطت من عباقرة العلوم و الأدب و الفلسفة ما يعادل عطاء الأمم الأخرى المتقدمة، مصيبتنا أننا توقفنا عن تزويد النهر بالينابيع فتوقف إمدادنا بالماء.

* بعد رحيل الشاعر الكبير نزار قباني هل خلت الساحة الشعرية العربية من شاعر يحظى بكل هذا الإجماع؟

- نزار قباني لم يكن شاعرا فحسب، لقد وصل إلى مرتبة ما لدى الشعوب العربية جعلته صوتها و ضميرها، و في ميدان الشعر ليس من السهل تحقيق ذلك مرات خلال عقد واحد أو عقدين من الزمن، و لكن لابد للشعر العربي من علم جديد تماما كما جاء نزار بعد شوقي الذي كنا نحسبه انه قد حمل  معه عباءة الشعر ورحل.

* على الرغم من الزخم العربي الكبير في مجال الإبداع الأدبي إلا أن جائزة نوبل في الأدب لم يفز بها سوي أديب عربي واحد ، برأيك لماذا؟

-  هناك اكثر من اجتهاد و العديد من التفسيرات ولا استبعد أن يكون بعضها صحيحا، إلا إنني أتساءل ما إذا كانت وزارات الثقافة العربية قد أدت واجبها في اختيار افضل الأعمال الأدبية و ترجمتها إلى اللغات الحية الأخرى ليعرفها المثقف و الدارس و القارئ الأجنبي، فتشكل عندئذ أداة ضعف في مرحلة ترشيح الأسماء للجائزة .فهل فعلت ذلك أم لا؟

لدينا اكثر من موهبة غيرت وجه الإبداع في الشعر و الرواية و المسرح و العلوم لكننا مقصرون في إيصال صورتنا إلى العيون الأخرى.

القراءة للجميع

* الزمن طوى صفحات كثيرة من العمر .. ومن هنا نقول ما الذي تغير داخل المبدعة سعاد الصباح ... وهل تبقى شيء من عوالمك الأولى ؟

- كل ما كان في عوالمي مختزن في أعماقي .سعاد الصباح بكل الطفولة والصبا والشباب . بكل الغضب والرضى والحلم . بكل الأحزان ، وهي وحدها التي تزيد كما الفرح جنيا. لم تتبدل نفسي ولا خرجت على قانون وجودي إنما عظمت في ذاتي جوانب وتضاءلت أخرى . الحياة مستمرة في أعماقي كما لو كنت أعي مساراتها ومنافذها اليوم فقط . لعل مساحة الحزن التي تعمق فيها ليلها بغياب سيد البيت هي التي اتسعت أكثر ولولا الأولاد والأحفاد يبست شجرة البيت

* برأيك أين تقف المبدعة العربية الآن؟ و هل حققت طموحاتها أم لا تزال في منتصف الطريق؟

- لا حدود لما يطمح المبدع لتحقيقه، و إذا قال انه حقق كل آماله فإنما يعني ذلك نهاية إبداعه من هنا أقول أن طموحات المبدعة العربية لم تتوقف و لم تنته إلي ما تريد لأنها في كل لحظة تستولد طموحا جديدا و غايات جديدة تكافح من اجلها فتكون بذلك محققة وجودها و حقها في الحياة.

وهنا أدعو المرأة لمجابهة القضايا لا مجابهة المرايا .أريد أن تكون المرأة عضوا أساسيا في المؤسسة الحياتية لا عضو احتياط ... وأن تكون شريكة في قيادة سيارة الحياة . لا قطعة غيار. 

* فيما يخص أعمالك هل عكست تجربتك الشعرية هموم الآمة أم أن الإبداع لا يرتبط بالواقع؟

- قليلة هل الأعمال التي عكست الحالة الكويتية وحدها و حتى في هذه الحالة فان الهموم و الجراح كانت عربية بقدر ما هي كويتية ، إذا نظرت إلي قصائدي التي كتبتها بدم القهر اثر الغزو العرقي الأسود لبلادي تجدها أنها كانت ممهورة بتواقيع كل المقهورين و المطعونين العرب في تلك المرحلة ذلك أن الإبداع نتاج الواقع و ألا كان تخيلا تصنعه الأوهام و هذا مالا اعرفه.

* رحلة دار سعاد الصباح للنشر في مصر هل يمكن أن نعتبرها تجربة ناجحة؟

- لقد شكلت التجربة فصلا هاما في مسيرة العمل الثقافي العربي، بدءا من القاهرة و حتى انتقالها إلى الكويت لقد أعطت الدار شكلا جديدا للإنتاج الثقافي و معايير جديدة له و نجحت في استقطاب عشرات المبدعين العرب.

* البعض يردد أن الدار انتقلت من القاهرة إلى بيروت ؟

- هذا الأمر لم يحدث لان مقر الدار في الكويت، حيث أقيم و أتابع مسيرتها المتواصلة في النشر  ولكن مع إعطاء زخم اكبر لعملين رائدين في تاريخ الثقافة العربية و هما مسابقة دار سعاد الصباح للإبداع الفكري و الأدبي، و مبادرة تكريم رواد الثقافة  العربية الأحياء، و في هذين المجالين تتفرد الدار فيما تطرح من مسابقات ثمان في العلم و الأدب و ترصد لها جوائز مالية بالإضافة إلي طباعة الأعمال الفائزة الأولى و توزيعها لتعريف القارئ بالمبدع العربي الجديد.

آما مبادرة تكريم رواد الثقافة العربية الأحياء فقد أثمرت بركة و خيرا نفسيا و ثقافيا إذ كرمت الرواد: عبد العزيز حسين من الكويت و الشاعر إبراهيم العريض ( البحرين) و الشاعر نزار قباني( سوريا) الدكتور ثروت عكاشة (مصر) الشاعر الأمير عبد الله الفيصل( المملكة العربية السعودية) الباحث و الأديب عبد الكريم غلاب( المغرب) و مازالت الدار تبحث و تدرس في تكريم آخرين في الأعوام القادمة.

* مشروع مهرجان القراءة للجميع في مصر تجربة ناجحة هل يمكن الاستفادة منها في الدول العربية؟

- أن مشروع القراءة للجميع الذي يهدف إلى محو العدواة بين الكتاب  و الإنسان و أتمنى أن تعمم هذه التجربة في جميع الدول العربية. 

أقدار الأفراد

* ما طبيعة علاقتك بمصر وهل آثرت على شخصيتك الأدبية؟

- في مصر نهلت تعليمي الجامعي و في مصر تعلمت كيف تكون الآمة قدرا يعلو فوق أقدار الأفراد، و في مصر تجرعت ثانية قطرات الثقافة و ما أكثرها آثرا في أعماقي، و في مصر عرفت أيام الفرح القومي و أيام الحزن القومي، عرفت أيام النصر و أيام الهزيمة و عرفت الصداقات الثابتة كما النيل و تركت في ترابها أغلى ما أعطاني الله، ولدي مبارك الذي غاب عن دنياي عام 1973 و دفن تحت ظلال الهرم في دار يسكنها البرتقال و الليمون و الأحلام، مصر هي حبنا الأول و الأخير و هي سيفنا و بستاننا الأخضر، مصر هذه التي يصح في سعاد الصباح أن ننشد لها: مصر وردة تجري في دورتي الدموية.

* ما هو النقد الذي أغضبك؟ و بمن تعترفين من النقاد العرب؟

- المسألة ليست في الغضب بل في استغراب خروج الناقد عن معايير النقد و سقوطه في فخ الذاتية، بعض النقاد يعتبرون أنفسهم قضاة عما بان بعض هذا البعض لم يدرس النقد كعلم و إنما يقرأ الصحف و المجلات كأي هاو، ثم يزعم انه الناقد عندما يأتيك النقد أساتذة مثل الدكتور عبد القادر القط يرحمه الله أو الدكتور مندور أو الدكتور صلاح فضل أو الدكتور نعيم اليافي أو الدكتور عبد الله المهنا ومن في مستواهم فانك تحني رأسك احتراما لما يقولون و لو كان تقويمهم شديد القسوة تجاه إبداعك .

* من أول شخص عادة يقرأ إبداعك؟

- لقد غاب القارئ عبد الله مبارك زوجي ورفيق عمري الجميل ومن بعده لا أسأل أحدا رأيا فيما كتبت بل اترك أوراقي تبوح بما حملت للقراء.

* هل تتابعين التفاصيل الخاصة بتوزيع أعمالك بمعنى التعرف على مدى إقبال القراء على إبداعك ؟

- كل مبدع يهمه أن يقرأ الناس حصاد إبداعه و هذا ما افعله من وقت لآخر، و تحديدا بعد معارض الكتب العربية، و احسب أن دواويني تتوالى في عين القارئ كما يلي: أمينة و الذي صدر منه حتى ألان 11 طبعة ثم ديوان إليك يا ولدي 10 طبعات و بعدهما في البدء كانت الأنثى 7 طبعات آما ديوان فتافيت امرأة فهو الأكثر مبيعا بين جميع دواويني و عندما انتقل إلى موضوع حجم التوزيع فليس مقياسا لجودة الشعر و لكنه مؤشر مهم على مدى قبول الناس به.

* متى تبدأ ولادة القصيدة ؟

- ليس هناك وقت أو ظرف تولد معه القصيدة، سبق لي أن قلت أن القصيدة هي التي تكتبني و عندما يبدأ هدير الشلال أنصت أليه بخشوع و اكتب ما يمليه على أوراقي من هنا أيضا فليست لدي طقوس أو عادات لان الشعر ليس مهنة لي انظم إطارها و شكلها بل هو دفق رحماني احمد الله عليه .

*  أيهما اكثر تأثيرا على المبدع الحزن أم الحب؟

- الحزن اكثر عمقا في النفس البشرية و الحب هو الأجمل، لقد غزا الحزن أيامي مرات و مرات حتى بت أخشى القول انه رفيقي القدري الذي منحني اعمق ما في النفس من نزف، و قد اخترق الحزن وجداني و أملى على عشرات القصائد التي حملت جراحي.

* لحظات الصدق ، هل تبوح بها الدكتورة سعاد الصباح على الورق ؟

- و ما نفع الكلمات إذا كانت مرصودة للكذب و للرياء أو للخداع كل ما أؤمن به أكتبه، أن استطعت و لكن الأهم إنني لا اكتب ما لا أؤمن به .

آخر السيوف

* ما هو العمل الأقرب إلي قلبك ؟

- لو جمعت قصيدة آخر السيوف إلى ديوان إليك يا ولدي لكانت تلك هي مجموعة الحزن الذي غمر عمري على مدى السنين و لا يزال في المفهوم النقدي ليس هذا الديوان هو الأفضل و لكن السؤال يتصل بالقلب و هذه مسألة أخرى.

* هل ورث أحد أبنائك موهبتك الشعرية؟

- تمنيت لو كان ذلك قد تحقق و لكن اهتمامات كبيرهم محمد سياسية و ادراية و اهتمامات مبارك سياسية و نفطية، و اهتمامات أمينة تنصب على الدراسة و أن كانت تكتب وجدانياتها باللغة الإنجليزية أحيانا، كذلك الشيماء التي تجذبها المسائل الاقتصادية.

* التلفزيون و الفضائيات إلى أي حد اثر على عادة القراءة و هل الكتاب لا يزال يحظى باهتمام؟

- لم يؤثر عند العرب كثيرا لان العربي أساسا ليس قارئا نهما، التلفزيون اخذ وقت الذين لا يقرأون آما الذين يقرأون مستمرون في التلاقى مع الكتاب و أن كانوا قلة بيننا و بكل آسف .

* يقال إن الإنسان كلما كبر اصبح أكثر واقعية ماذا تقولين أنت ؟

-  لا علاقة للعمر بمدى الوعي الإنساني بقيمة الزمن والحلم والواقع ، إن اتصالنا الذهني بالأشياء خارجها ، يحدد رؤيتنا لها فيكون الإنسان واقعياً بقدر ما هو عاقل معني الوجود وارتباطه بالحقائق ، ولكن الإنسان العادي أكثر واقعية بعد الثلاثين من العمر .

* من خلال تجربتك الإبداعية التي تمتد إلى سنوات طويلة ما الذي خرجت سعاد الصباح به ؟

- تجربة الشعر علمتني أن الشعر سلطان العرب حين يكون صادقا في التعبير عن أحلامنا وآلامنا وواقعنا ، في هذه التجربة الغنية عرفت معنى التواصل بين الشاعر وبين أمته ، متمثلة بهذه الجماهير التي تخرج للقاء الشعر وتعني به قراءة وسمعا فتنشده مع الشاعر وتتغني به ساعة الفرح وساعة القهر وساعة الحب ، علمني الشعر أن للإنسان دنيا أرحب من الأرض وبحرا بلا سواحل وسماء أبعد في زرقتها واتساعها من كل الآفاق .

* ماهي اهتماماتك بعيدا عن الشعر؟

- تشغلني قبل قضايا الشعر قضايا حقوق المرآة العربية، و حقوق الإنسان العربي، و منذ العام 1981 و أن اسهم في نضال لإعلاء راية حقوق الإنسان و مقرها القاهرة ومازلت اتباع دون هوادة جميع معارك الإنسان العربي لإثبات حقوقه و اعتراف الآخرين به كمسلمات نهائية غير قابلة للمساومة أو الارتهان للقوى و الأنظمة السياسية و الآمر نفسه ينطبق على انغماسي في العمل من اجل أن تنال المرآة العربية حقوقها الإنسانية و الاجتماعية و الثقافية .

السيرة الذاتية للدكتورة ( سعاد الصباح )

الدكتورة سعاد الصباح شاعرة و كاتبة و ناقدة ولدت في مايو عام 1942 , و هي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده الشيخ (محمد الصباح) حاكم الكويت, وفي عام 1973 حصلت على البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد جامعة القاهرة, ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا و موضوع الرسالة التنمية و التخطيط في دولة الكويت، ثم حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد و العلوم السياسية من جامعة ساري جلفورد بالمملكة المتحدة وهي أول كويتية نالت الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية و قد تم ترجمتها للعربية، وهي عضو مجلس الأعضاء لمؤسسة التعاون بجنيف، وعضو مؤسس للمؤسسة الثقافية العربية بلندن، و عضو جمعية الصحافيين و الخريجين الكويتية، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للنساء المسلمات لجنوب شرق آسيا، و عضو الاتحاد العالمي لاقتصاديات الطاقة، و عضو مجلس الأمناء و اللجنة التنفيذية لمنتدى الفكر العربي في عمان، عضو مجلس الأمناء بمركز الدراسات العبرية - جامعة اليرموك، وعضو مؤسس للمجلس العربي للطفولة و التنمية بالقاهرة، عضو جمعية علم الاجتماع بتونس، و عضو المجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بلندن، رئيسة شرف لجمعية بيادر النسائية الكويتية الأمريكية - الكويت، و رئيسة فخرية لمركز الإبداع العلمي - البحرين، منحت درجة الزمالة من كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد، أسست دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع.