ترددت أصداء إطلاق أعيرة نارية في جوبا عاصمة جنوب السودان
في وقت متأخر يوم الاثنين بعد ساعات من إعلان الرئيس سلفا كير أن قواته أحبطت
"محاولة انقلاب" قام بها أنصار نائبه المعزول.
وقال كير في وقت سابق إن مقاتلين لموالين لنائبه السابق ريك
ماشار الذي أقيل في يوليو هاجموا قاعدة للجيش في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين
لكن الجيش يسيطر على الوضع. وفرض كير حظر التجول من الغروب إلى الفجر.
وبعد أن خلت الشوارع ولجأ آلاف المواطنين إلى مجمع مباني
الأمم المتحدة في جوبا قال دبلوماسيون ومسؤول للأمم المتحدة إنهم سمعوا اطلاق أعيرة
نارية من جديد في نحو الساعة العاشرة مساء
في ضاحية تومبنج في المدينة.
وقالت السفارة الأمريكية في جوبا في صفحتها على موقع تويتر
"سمعنا أيضا اطلاق أعيرة نارية في تومبنح. ونحث الجميع على أن يبقوا في منازلهم
ويحافظوا على سلامتهم." وأضافت إن شبكات الهاتف المحمول لا تعمل في أنحاء العاصمة.
وقال مسؤول الأمم المتحدة الذي طلب ألا يكشف عن اسمه لرويترز
انهم أطفأوا الأنوار لتفادي جذب الانتباه.
وكان كير عزل ماشار بعد تزايد الانتقادات الشعبية لفشل الحكومة
في توفير خدمات عامة أفضل للمواطنين في هذه الدولة المنتجة للنفط.
وتجد حكومة جنوب السودان صعوبة كبيرة في إنشاء جهاز دولة
فعال منذ إعلان استقلال البلاد عن السودان في 2011.
وينتمي كير وماشار إلى جماعتين عرقيتين متنافستين وقعت بينهما
اشتباكات من قبل. وقال ماشار إنه يريد الترشح للرئاسة في المستقبل.
وتردد دوي إطلاق النار والانفجارات في وقت متأخر يوم الأحد
في أنحاء جوبا واشتد صباح يوم الإثنين. وهدأت الاضطرابات بحلول الظهر وأفاد شهود عيان
بأن القوات الحكومية قامت بدوريات في الشوارع وأقامت حواجز على الطرق.
وظهر كير على شاشة التلفزيون الوطني بعد ظهر يوم الاثنين
وهو يرتدي زيا عسكريا بدلا من ملابسه المدنية المعتادة ويحيط به عدد من الوزراء ليعلن
حظرا للتجول ليلا في جوبا من السادسة مساء إلى السادسة صباحا.
وقال كير إن القتال الذي وصفه بانه "محاولة انقلاب"
اندلع بعد أن اطلق مجهول أعيرة نارية في الهواء قرب مؤتمر للحزب الحاكم.
وأضاف "هذا أعقبه في وقت لاحق هجوم على مقر قيادة الجيش
الشعبي لتحرير السودان قرب جامعة جوبا من جانب مجموعة من الجنود الموالين لنائب الرئيس
السابق الدكتور ريك ماشار ومجموعته. واستمرت هذه الهجمات حتى هذا الصباح."
واستطرد "لكنني أود ان أعلمكم بادئ ذي بدء أن حكومتكم
تسيطر تماما على الوضع الأمني في جوبا."
وقال مسؤول الأمم المتحدة الذي طلب عدم نشر اسمه ان عشرة
الاف على الاقل لجأوا لمجمع مباني الأمم المتحدة في جوبا. وقال مكتب الأمم المتحدة
لتنسيق الشؤون الانسانية ان نساء وأطفالا بين الاف الأشخاص الذين لجأوا للمجمع.
وعلقت شركتا الطيران الكينيتان فلاي 540 والخطوط الجوية الكينية
رحلاتهما إلى جوبا لأجل غير مسمى بعد اغلاق المطار.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة عبر الهاتف في وقت سابق
يوم الاثنين ان سبعة اشخاص عولجوا من جراح بأعيرة نارية منهم طفل عمره عامان.
ورأى مراسل لرويترز مدنيين يحملون رجلا تغطي الدماء ساقيه
في الشوارع المقفرة في طريقهم إلى المستشفى.
وقال سكان إن الاشتباكات تركزت في ثكنتين عسكريتين هما ثكنة
بيلبام شمالي المطار وثكنة جبل الى الجنوب من جوبا حيث يتمركز الحرس الجمهوري.
والقتال هو أحدث انتكاسة لجنوب السودان وهو من بين دول أفريقيا
الأكثر فقرا. وكان انتاج النفط وهو مصدر الدخل الرئيسي للبلاد توقف لمدة 15 شهرا حتى
ابريل نيسان بسبب خلاف مع السودان الذي يوجد به خط الأنابيب الرئيسي لتصدير النفط.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في جنوب
السودان هيلدة جونسون "أحث كل اطراف القتال على وقف العمليات العسكرية فورا وضبط
النفس.. انا على اتصال مستمر مع كبار الزعماء... للدعوة للهدوء."
وقال جوك مادوت جوك رئيس معهد سود للأبحاث في جنوب السودان
ان الجنود الموالين لماشار هم من بدأوا القتال.
وأضاف في اتصال هاتفي من جوبا "ليس جديدا على ريك ماشار
هذا النوع من المسار العسكري للوصول إلى السلطة."
واتهم ماشار الرئيس بأنه يتصرف كدكتاتور. وقال كير الأسبوع
الماضي إن بعض "الرفاق" يهددون بجر البلاد مجددا إلى فترة الانقسام في صفوف
أبناء جنوب السودان في عام 1991.
ويحيي القتال ذكريات الانقسام داخل الحركة الشعبية لتحرير
السودان في التسعينات. وقاد ماشار آنذاك مجموعة منشقة ووقعت اشتباكات بين أبناء الجنوب.
وينتمي ماشار إلى قبيلة النوير الذي خاضت اشتباكات في الماضي
مع قبيلة الدينكا وهي القبيلة المهيمنة في جنوب السودان وينتمي اليها كير.