انسجاماً مع توجهات الحكومة في تأهيل المواطنين، ومنحهم المهارات اللازمة التي تساعدهم في أعمالهم المنزلية، أبدى 57 في المئة من المواطنين رغبتهم بالاشتراك في الورش والدورات التدريبية المجانية الخاصة بأعمال الصيانة المنزلية، بينهم 66 في المئة من الطلاب و54 في المئة من الموظفين و45 في المئة من فئة المتقاعدين، لديهم استعداد لمثل هذه الدورات، مما يتضح ان الشباب اكثر رغبة بالاشتراك وتطوير انفسهم في هذا المجال.
واوضح تقرير «التدريب المهني والفني للصيانة المنزلية للوصول الى اقتصاد كويتي اقل اعتمادا على اليد العاملة الوافدة» والذي أصدره برنامج اعادة الهيكلة والجهاز التنفيذي للدولة، من خلال استبيان شارك فيه 435 مواطنا ومواطنة، من مختلف الفئات، ما بين موظف وطالب ومتقاعد ومتزوج وأعزب وباحث عن عمل، ومن جميع المحافظات، ومن عمر 20 الى 60 عاما، أوضح التقرير ان برنامج اعادة هيكلة القوى والجهاز التنفيذي للدولة يعمل على وضع سياسات اقتصادية لتوظيف الكويتيين وخلق فرص عمل لائقة على المدى البعيد، تضمن العيش الكريم للمواطن واستدامة نمو الدخل القومي الكويتي.
وبين التقرير ان اهداف التدريب المهني والفني للصيانة المنزلية تتمحور حول نشر الوعي بين المواطنين للاعتماد بدرجة اقل على العمالة الوافدة، وتحفيز المواطنين على الادخار، وتخفيف العبء المالي على المواطنين، وكذلك تخفيف العبء المالي والاقتصادي على الدولة، واعادة هيكلة التركيبة السكنية لمصلحة الكويتيين.
واشار إلى ان الاقتصاد الكويتي يواجه مجموعة من تحديات اقتصادية خارجية وداخلية، لعل ابرزها الاعتماد الكبير على العمالة الوافدية. حيث تبين في السنوات الخمس الماضية (2011 - 2015) بلغ مجموع تحويلات الوافدين في الكويت الى بلدانهم الاصلية ما يقارب 80 مليار دولار، أي ما يقارب 10 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، وهو الاعلى بين الدول العربية باستثناء عمان. ففي عام 2016، بلغ عدد الوافدين في الكويت اكثر من 3 ملايين وافد اي 70 من مجمل عدد السكان او 2.12 وافد لكل مواطن، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الكويتي من معدلات عالية من بطالة الشباب بلغت نحو 13 في المئة من مجمل القوى العاملة الكويتية.
وذكرت نتائج الاستبيان ان نصف نسبة المستطلعة آراؤهم يفضلون اقامة الدورات والورش التدريبية خلال الاسبوع، والنصف الاخر يفضلون بداية الاسبوع، وفي عطلة نهاية الاسبوع تقاربت النسب، ووافق 50 في المئة من المواطنين على ضرورة الحد من الاعتماد على العمالة الوافدة المتخصصة بأعمال الصيانة المنزلية، بينما 20 في المئة لم يوافقوا على ذلك، بينما اكد 34 في المئة من العينة ان تكلفة اعمال الخدمات للصيانة المنزلية الشهرية تتراوح من 20 الى 30 دينارا، وقدرت بأقل من 20 دينارا لـ16 في المئة من غيرهم، بينما أكد 34 في المئة منهم ان هذه المبالغ تؤثر في ميزانية الاسرة و38 في المئة رأوا انها لا تؤثر.
وأوضح 44 في المئة من العينة ان لديهم خبرة بالقيام ببعض الاعمال المنزلية البسيطة، بينما اكد 29 في المئة، ان ليس لديهم خبرة، فيما تبين ان 82 في المئة من العينة لم يسبق لهم المشاركة في دورات تدريبية في هذا المجال الفني والمهني الخاص باعمال الصيانة المنزلية، بينما 80 في المئة ممن شاركوا سابقا في دورات تدريبية ابدوا استعدادهم ورغبتهم في الاشتراك بورش عمل ودورات تدريبية مجانية جديدة.
وعن أكثر الورش التدريبية رغبة اتضح انها «برمجة التلفزيون واعمال الكهرباء» بنسبة 27 في المئة، وتليها «اعمال الزراعة وترتيب الحديقة، اعمال الصحية، الطهو» بنسبة 12 في المئة، ثم تأتي ورش «تنظيف وتصليح التكييف، خياطة وتصميم الملابس، اعمال الصيانة وتصليح السيارات» بنسبة 10 في المئة، واخيرا ورش «صيانة السيارات، الالمنيوم والنجارة» بنسبة لا تتجاوز 9 في المئة.
أما الورش الاكثر رغبة عند الذكور، فهي اعمال الصيانة وتصليح السيارات بنسبة 77 في المئة، ثم ورش الالمنيوم والنجارة، وبرمجة التلفزيون وتركيب الستلايت، واعمال الصحية، تنظيف وتصليح التكييف، بنسب متقاربة لا تتجاوز 74 في المئة، واخيرا اعمال الكهرباء بنسبة 67 في المئة.
والورش الاكثر رغبة من الاناث هي الخياطة وتصميم الملابس بنسبة 84 في المئة، ثم تأتي ورش الطهو بنسبة 69 في المئة، واخيرا ورش الزراعة وترتيب الحديقة بنسبة 59 في المئة.
وختم التقرير عرض نتائج الاستبيان بعدة اقتراحات، تمثلت في اقتراح اشتراك اصحاب الشهادات والمناصب الاشرافية المرموقة كنوع من التشجيع، وقيام حملة اعلامية للورش والدورات التدريبية، مع اعطاء اعفاء لبعض ساعات العمل لحضور الورش والدورات التدريبية الصباحية، واضافة مناهج للتدريب الفني ضمن المقررات الدراسية في وزارة التربية لتدريب الطلبة والخدمة الالزامية (التجنيد). وكذلك اتاحة الاشتراك في الورش والدورات التدريبية من سن 14 عام فأكثر للجنس، واقتراح باعطاء شهادة معتمدة لمن يجتاز الورش والدورات التدريبية، واقامة دورات تدريبية في انظمة الحاسوب والديكور.