fiogf49gjkf0d
من الميدان- أسامة جلال:
استعاد الشعب المصري روح ثورة 25 يناير وجمعة الغضب 28 يناير اليوم الجمعة 8 يوليو بما يعرف بجمعة الثورة اولا.. وما بين شباب الثورة الذين اصطفوا على مداخل ميدان التحرير لتفتيش الداخلين خشية ان يكون هناك مندسين يحملون اسلحة ويحاولون التفريق وبث الوقيعة والاعتداء على الثوار وبين بنات واطفال وشباب مصر الجميل الذي اخذ يجمع كل المخلفات لينظف الميدان.. عشت يوما مشهودا حلمت ان اعيشه وان ادفع عمري كله لاجد اليوم الذي تتنفس فيه مصر الحرية وتعيش في رغد ورفاهية وديمقراطية حقة.. ويصبح المواطن المصري مرفوع الرأس بعد ان جعلنا النظام السابق نعيش اسود ايام في التاريخ المصري الذي اصبح فيه المصري يساوي غسالة كوري كما قال الكاتب فؤاد هاشم.
ولاننا بعد الثورة وتنحي او رحيل او تنحية او خلع مبارك اصبح سعر المصري الان افضل كثيرا حيث اننا وصلنا لسعر الغسالة ولكن الياباني هذه المرة على يد المجلس العسكري وحكومة عصام شرف التي تعيش حالة من الوهن والشيخوخة المتأخرة ومجلس عسكري اصبح التواطؤ صفة يصفه بها البعض بعد ان تلكأ في محاكمة مبارك واعوانه وحتى اصبحت البراءة هي الحكم الاغلب لمعظم من نهبوا ثروات مصر على يد قضاة وضعت عليهم علامات استفهام كثيرة.. واصبحت نغمة القضاء المصري النزيه لم تعد تتردد كثيرا بل وان البعض طعن في القضاء ليس كله طبعا ولكن في كثيرين تهاونوا وهادنوا وعاونوا النظام السابق في الكثير من الامور.
وطوال يوم مشهود اخذت الهتافات تتعالى بالشعب يريد اسقاط المشير واعدام مبارك والعدلي وقسما ترددا كثيرا في ارجاء الميدان بان ارواح الشهداء لن تضيع هباء وكان لي الشرف ان اردد معهم هذا القسم ولازال الشعب يطالب باسقاط النظام ويسأل المشير ماذا كان سيفعل بهولاء الضباط لو كانوا قتلوا ابنه وقت الثورة هل كانت المكافآت ستكون من نصيبهم.
العبارات ضد الداخلية البلطجية كما وصفهم الثوار لم تتوقف منذ بداية الصباح وقبل صلاة الجمعة التي امها الشيخ محمد جبريل وجمع معها صلاة العصر توافد على الميدان العديد من الشخصيات التي اعتلت المنصة وصاحت باعلى صوتها مطالبة المجلس العسكري بوضع حد سريع والرد على مطالب الثورة.
فيما يبدو ان المشهد سيتكرر في الايام القادمة كثيرا ولازال المجلس العسكري يهدر الفرص التي اتيحت له ليثبت للجميع انه لا علاقة له بالنظام السابق وانه جاد في تسيير الاعمال الى ان تأتي الحكومة الجديدة والرئيس المرتقب.. وداخل المشهد نجد كل قنوات العالم تنقل الحدث وكل الطوائف حاضرة مع بروز اصحاب اللحى من جماعة الاخوان ربما المسلمين او المتأسلمين او حتى الاخوان الشيوعيين.. وربما الاخوان الذين احب ان اطلق عليهم الاخوان المسيحيين.. المهم ان الاخوان كلهم تواجدوا بجميع الصفات والهيئات والاشكال.
وبين صيحة شاب ونداء شايب وقفنا تحت حرارة الشمس الملتهبة واللاهبة ولم ينعشنا سوى باعة جائلين اغتنموا الثورة لري ظمأ الثوار وهم ايضا ثوار ولكن ارادوا ان يجمعوا بين الكرامة واكل العيش.. ولم ينعشنا ايضا سوى الهتافات العالية المدوية.. التي تطالب باستمرار الثورة حتى النهاية والوصول للمطالب.
في الزاوية هناك وتحت يافطة للمقاولين العرب جلس مجموعة من الفنانين الشباب وتجمع لمجموعة من صانعي ثورة مصر يتقدمهم زميل سابق عمل في الكويت يرددون شيدي حيلك يابلد مدد مدد مدد مدد.. اعلنوا ككثيرون من ابناء مصر القاهرة اعتصامهم المفتوح حتى تتحقق المطالب حالهم كحال معظم المتواجدبن في الميدان.. وبينما نحن نطالع ما يدور على المنصات الثلاث المنصوبة في الميدان منذ ليلة سابقة اذا بالاخبار تهل علينا من شرم الشيخ حيث اعتصام 20 الف مصري حول مستشفى شرم القابع بها راس النظام السابق.
مجموعات آتية من كل حدب وصوب كلها تهتف وتقسم وتندد بيحي الجمل ومن على شاكلته من اصحاب موقعته.. ربما لاسباب كثيرة لكن ابرزها هو اعترافه بالتلكؤ في تنفيذ حكم قضائي لصالح جمعية الهداية الاسلامية وصاحبها الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية والخاص بمسجد النور نزولا على رغبة الكنيسة والبابا شنودة الذين يخشون من السلفيين وقربهم من كاتدرائية العباسية.
وعلى الجانب الاخر نسمع مطالب للرئيس عصام الذي بات على وشك السقوط من اعلى سلم الثورة.. مطالبات بالعدل والحكم والقصاص والحفاظ على ثروات البلد المنهوب.. وحديث دائر في ركن ما حول رخص الحديد الاربعة الاخيرة والتي هي مشكوك في امرها ومنها شركة مملوكة لثري عربي احترف العبث في مصر والاستحواذ على ارضها وهنا لا نقصد فعلا الوليد بن طلال وانما شخص اخر ذكر اسمه بين مجموعة جالسة من الثوار وسالوني عنه وكانت دهشتي حيث اني لم اكن اعلم ان هذه المجموعة فازت بالفعل برخصة حديد في مصر قالوا ان ذلك منذ عهد المتهم والمحكوم عليه بالسجن خمس سنوات رشيد محمد رشيد.
اما على الجانب الاخر فنشاهد عدد من فناني المشاهير التف حولهم الشباب بينما في بعض الخيام كان النقاش الحاد حول ضرورة محاكمة المفسدين وسراق ثروات مصر المنهوبة مع حملة لجمع توقيعات لاستعادة هذه الثروات تشرفنا بالتوقيع عليها.
يافطات منتشرة في ارجاء المكان وعبارات تتسق معها نسمعها بين الحين والاخر بان دم الشهيد لن يذهب سدى وان المصابين واهالي الشهداء لابد وان يعاملوا بشرف ياصاحب الشرف.. وغناء لمطرب الثورة رامي ومطربون اخرون كلهم جاءوا من اجل عيون تحقيق مطالب الثورة.
المشهد الثوري المصري يعود من جديد لانقاذ الثورة والتوحد من جديد وتوديع الخلافات لبداية مرحلة جديدة يأمل فيها الثوار ان يصلوا للمطالب.. ونأمل من المجلس العسكري والحكومة ان يستثمرا الفرصة الاخيرة ويجتثوا الفاسدين المفسدين.. بانفسهم قبل ان نلجأ كشعب في ان نقتص لانفسنا من ظالمين افسدوا حياة 85 مليون على مدار سنوات طويلة.. قتلوا الابرياء وعاثوا في الارض ونهبوا ثروات بلدنا.. وكما قالوا في الميدان علينا ان نفرق بين المجلس العسكري كقيادة وبين الجيش المصري كله.. والامل في النهاية موجود وان كان قبلا معقود على المجلس العسكري فهو الان غير معقود والناس في الميدان تقول انه كان من الخطأ ان ترك الثوار الميدان قبل تحقيق المطالب كاملة ظنا منهم ان تنحي مبارك هو الفيصل وان المجلس سيقوم بكل واجباته على اكمل وجه وبالسرعة المطلوبة.
والى ان نعود اليكم من الميدان نأخذ استراحة قصيرة لشحن الموبيل والمعدة والجيب.. وكما ذكرنا سابقا.. ما يحدث في الميدان الان لن ينتهي بسرعة كما يعتقد البعض لاننا كمصريين مصريين على المطالب دون نقصان.