دعت الكويت طهران الى وقف تدخلاتها بشؤون الدول الداخلية ونبذ الممارسات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة واتخاذ اجراءات جادة لبناء الثقة، مجددة في الوقت ذاته موقفها المبدئي والثابت في إدانة الإرهاب بكل بكافة أشكاله وصوره وتأييد كل الإجراءات والتدابير الدولية لمكافحته والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والمساهمة بشكل كبير بتقديم الدعم اللوجستي للتحالف الدولي لمحاربة الجماعات المتطرفة.
وقال ممثل سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك في كلمة الكويت امام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة في نيويورك: “في إطار الجهود والمساعي التي تبذلها الكويت لترسيخ قواعد حسن الجوار فإننا نجدد دعوتنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاستجابة الى المساعي الرامية إلى اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة وإرساء علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ونبذ الممارسات التي تهدد امن واستقرار المنطقة وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والالتزام بقرارات الشرعية الدولية”، معتبرا ان ذلك “يوجه الجهود والإمكانات لمجالات البناء والتنمية لكي تنعم جميع شعوب المنطقة بالأمن والسلام والرفاه”.
وأعرب ممثل سمو الأمير عن القلق من تحديات ومخاطر للشرق الاوسط النصيب الأكبر منها “كانتشار ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والتهديد باستخدامها وانتهاك حقوق الانسان كما يحدث حاليا لأقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار التي ندعو إلى الوقف الفوري لجميع أعمال القمع التي تمارس ضدهم ومنحهم حقوقهم في المواطنة والعيش الكريم”.
وعن الأزمة في سوريا، رأى سموه ان “الدمار هو العنوان الرئيسي لما يجري في سوريا… وعلى الرغم من الجهود المبذولة في المسارين السياسي والإنساني إلا أنهما لم يغيرا كثيرا من الواقع وهو ما جعلنا على يقين أكثر من أي وقت مضى بأن قناعاتنا ومواقفنا منسجمة مع ما كنا ندعو إليه منذ البداية وهو عدم وجود أي حل عسكري لهذه الأزمة”، معتبرا ان تطورات المشهد “تستوجب تكثيف العمل لجمع أطراف الصراع في حوار مباشر يهدف إلى إيجاد تسوية سلمية وفقا لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص القرار 2254 بما يؤدي إلى إيجاد واقع سياسي تتوافق عليه جميع مكونات الشعب السوري يحافظ على وحدة واستقلال سورية وسيادتها ويحقق طموحات الشعب السوري المشروعة”.
واذ جدد “الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية والتأكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية”، أكد استعداد الكويت “مجددا لاستضافة الاشقاء اليمنيين للتوقيع على اتفاق نهائي متى ما تم التوصل إليه بين الأطراف اليمنية”.
وهنأ سموه الحكومة والشعب العراقي على الانتصارات التي تحققها قواتها على الأرض في محاربة تنظيم “داعش” على امل أن تستمر هذه الانتصارات لتحرير كل المناطق المتبقية وتسهم في تعزيز جهود المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي بما يؤدي إلى استعادة الامن والاستقرار والمحافظة على وحدة العراق واستقلاله وسيادته، لافتا الى اعتزام الكويت استضافة مؤتمر دولي للمانحين العام المقبل لإعادة اعمار المناطق المهددة من تنظيم “داعش” والتزامها بتقديم كل أشكال الدعم لمساعدة العراق على إنهاء تنفيذ الالتزامات المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ذات الصلة بما يساعد العراق على استعادة دوره ومكانته الإقليمية والدولية.
وناشد المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن الالتزام بمسؤولياته ومواصلة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة والاعتراف بدولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود الرابع من يونيو عام 1967 ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
ورحب ممثل سمو الأمير “بالمقترحات والخطط التي قدمها الأمين العام لإعادة هيكلة الأمانة العامة بهدف تعزيز فعاليتها وكفاءتها”، داعيا الى “إصلاح مجلس الأمن بما يعكس الواقع الدولي الجديد ويعزز مصداقيته وشرعيته ويضمن تمثيلا عربيا دائما يتناسب مع عدد الدول العربية ومساهمتها في دعم مختلف أنشطة الأمم المتحدة”.