في إطار الفزعة والحرص على أبنائه العسكريين، أصدر وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد الصباح توجيهاته بتحمل وزارة الدفاع جميع النفقات العلاجية لسعودي يعمل في الجيش الكويتي، إثر تعرضه لحادث مروع، في جمهورية جورجيا، حيث كان يقضي إجازته مع أسرته، وقد أُدخل المستشفى في حالٍ حرجة، بينما لقيت زوجته حتفها في الحادث.

وكان الحادث المأساوي قد وضع حداً حزيناً للرحلة السياحية التي قامت بها إلى جمهورية جورجيا عائلة سعودية يعمل عائلها عسكرياً في الجيش الكويتي، فأصيب هذا الأخير إصابات خطيرة في الرأس ونزف في الرئة وكسر في الحوض، حيث يرقد في حال حرجة، ليتلقى العلاج في غرفة العناية الفائقة بمستشفى برجومي في جورجيا، بينما توفيت زوجته من جراء الحادث، وأُصيبت أيضاً عاملة هندية تعمل لدى الأسرة، إثر سقوط الثلاثة من حافة أحد الجبال، بينما كانوا يزاولون اللهو على متن «بانشي»، ولم ينتبهوا إلا وهم يهوون إلى القاع، مخلفين وراءهم أطفالهم الصغار الذين نجوا من الحادث، لأنهم كانوا في بانشي آخر يبتعدوا عن الحافة بمسافة مناسبة.

تفاصيل الواقعة رواها مواطنان سعوديان، وهما صالح العتيبي وزوجته صباح الأسمري، واللذان حضرا إلى المستشفى، حيث قالا لـ «الراي»، في اتصال هاتفي: «كنا في مدينة تبليسي ووصلَنا خبر عن تعرّض العائلة لحادث في منطقة برجومي، وأنه لا يوجد أحد من أقاربهم أو شخص بالغ يرعاهم خصوصا أن ربّ الأسرة مصاب، فحملنا أمتعتنا وتوجهنا إلى المكان الذي يبعد عنّا قرابة 200 كيلومتر، وعندما وصلنا إليهم علمنا أنهم كانوا في نزهة سياحية، واستقل ربّ الأسرة وزوجته والعاملة (بانشي) بينما كان الأبناء الخمسة في بانشيات أخرى خلفهم، ولم يفطن الأب إلى أنه يقترب بسرعة من الحافة العالية، بينما استطاع الأبناء التوقف في الوقت المناسب، بعدما فوجئوا بأبويهما يهويان أمام أعينهم».

العتيبي أكمل: «بسقوط البانشي وارتطامه بالأرض، لقيت الزوجة منيتها، بينما كُتبت النجاة للزوج والعاملة، وإن كانا يحملان إصابات خطيرة، وبمجرد وصولنا عكفت زوجتي على العناية بالأبناء الخمسة، ولا تزال تسهر على رعايتهم، فيما تنقلت أنا ما بين المستشفى وقسم الشرطة لإنهاء الإجراءات الأمنية للزوجة المتوفاة، وبقينا نرعى الأطفال ونتابع حالة المصابَين في المستشفى، ونتواصل مع السفارات في الدول القريبة، سواء الكويتية أو السعودية».

وزاد العتيبي: «لاحقاً عمدنا إلى نقل أبناء المصاب والعاملة الهندية إلى العاصمة تبليسي وهناك وصلنا مسؤول من السفارة السعودية، تولى إنهاء إجراءات المستشفى في برجومي، ثم عمل على نقل المصاب إلى مستشفيات العاصمة تبليسي، وقام بمتابعة إجراءات نقل جثمان الزوجة المتوفاة إلى السعودية، بينما سارعتُ أنا بحجز بطاقات الطيران للأبناء، كي يعودوا إلى الكويت بطريق الترانزيت عبر البحرين، في حين بقي رب الأسرة والعاملة الهندية في المستشفى لمواصلة العلاج».

يُذكر أن رئيس الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة الفريق الركن محمد الخضر أصدر أوامره - بناء على توجيهات وزير الدفاع - بتحمل الوزارة جميع نفقات علاج رب الأسرة، مشدداً على أن رئاسة الأركان تحرص على العناية بمنتسبيها داخل البلاد وخارجها.