في كل عام، وقبل ايام من حلول عيد الأضحى المبارك تزدحم أسواق الاغنام والمواشي بالراغبين في شراء الاضاحي، تلبية وإتماما لإحدى الشعائر العظيمة وهي الأضحية، حيث تتنوع الأغنام بين المستوردة والمحلية، فيما تفضل الغالبية «النعيمي» الكويتي لطعمه ومذاقه الطيب، ولكن الريح لا تأتي بما تشتهي السفن فأسعار «النعيمي» مرتفعة تصل إلى 130 دينارا للرأس الواحد، إلى جانب مخاوف الكثيرين من الوقوع في براثن الغش مع ضعف الرقابة على الأسواق وأماكن بيع اللحوم.. جالت بسوق الأغنام والمواشي في منطقة الظهر للتعرف على الأسعار هذا الموسم ورصدت آراء الباعة والمتسوقين قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قال ابو دعيج الفضلي إن الاقبال على شراء المواشي والأغنام ضعيف في هذا الوقت والأسعار متفاوتة حيث نجد سعر الشفالي يتراوح ما بين 70 إلى 80 دينارا، وأما النعيمي الأردني فبين 85 و100 دينار والنعيمي المحلي يختلف ما بين 110 و130 دينارا.

وتوقع الفضلي تحسنا ملحوظا في حركة السوق ابتداء من 24 الجاري وحتى 31 منه وذلك لتزامن ذلك التوقيت مع ايداع الرواتب وعودة المسافرين إلى ربوع الوطن، ورغبة الكثيرين في تقديم الاضاحي في عيد الاضحى المبارك، وهذا بحد ذاته يجعل رواد السوق في تزايد كبير حتى نصل إلى مرحلة الازدحام الشديد قبل يوم من العيد، موضحا ان ذلك لا يتعلق بهذا العام فحسب، بل في كل الاعوام، فالمستهلكون والراغبون في الأضحية لا يشترون الاغنام او المواشي قبل 20 أو 10 ايام لكونهم غير قادرين على توفير المكان المناسب لها او إطعامها أو رعايتها والاهتمام بها فالأمر بحاجة إلى أصحاب الشأن والخبرة في هذا المجال، ولذلك فهم يؤخرون شراء الأضاحي إلى ما قبل العيد مباشرة.

وذكر أن لدى الباعة 6 أيام من الحركة الشديدة في البيع حتى يوم الوقوف على عرفات، واليوم الأول من العيد، حيث يرغب الكثيرون في التعجيل ولا يحبون التأخير إلى اليومين الثاني والثالث لتمضية الأوقات مع اسرهم والانتهاء من الأضحية.وبسؤاله عن المستورد وتأثيره في الأسعار قال: يتم استيراد الشفالي من العراق وإيران عادة، أما الاسترالي فأسعاره ثابتة، حيث يتم الحصول عليه من قبل شركات تقوم باستيراده وبيعه في السوق المحلي، فهو متوافر بكميات جيدة ونحن لا نتعامل فيه عادة في هذه الأيام وإنما في النعيمي والشفالي فقط.

وأشار إلى ان الأسعار هذا العام اغلى من السنة الماضية، وذلك لارتفاع تكاليف الاستيراد من الخارج وعدم السماح بدخول الخرفان من السعودية وقلة الباعة في السوق، حيث كان العدد في السابق يتراوح ما بين 300 و600 في اليوم الواحد أما اليوم فهو ما بين 200 و250 شخصا فقط، فإذا احضر كل واحد منهم ما بين 200 إلى 500 رأس فإن الاعداد ستكون اقل بالطبع مما كان عليه في العام الماضي وبالتالي فإن هناك قلة في المعروض مع تزايد الطلب ما يعني سعرا مرتفعا عن العام الماضي، فالمعادلة بسيطة ترتبط بزيادة المعروض حتى يقل السعر وينخفض بشكل جيد.

وتابع: الراغبون في الأضحية يحضرون إلينا ويطلبون شروطا معينة منها ان تكون الأضحية اكبر من 6 اشهر وكاملة الشروط وليست عمياء ولا عرجاء ولا عوراء وغير ذلك من الشروط الفقهية المعروفة، وردا على سؤال حول أكثر الأوقات ازدحاما خلال الأيام الستة قال إن الراغبين في الذبح يحصلون على الذبيحة عصر يوم الوقفة فيشتد الزحام بشكل غير طبيعي حتى صلاة المغرب حيث يتوقف البيع ويتم الذهاب للإفطار فالجميع يكون صائما، ثم نعود بعد العشاء ويزيد التدفق من المستهلكين حتى الواحدة ليلا.

بدوره، اوضح خالد الأحمد والذي كان في السوق لشراء رأس من الغنم، أن الأسعار تشبه البورصة فهي ترتفع وتنخفض بحسب الطلب وتوافر الكميات، وحاليا الأسعار معقولة إلا انها ستصبح «شابة نار» قبل ايام من الأضحى، مشيرا إلى أن هناك مسؤولية على الشركات في استيراد اعداد اكبر لتفي باحتياجات المستهلكين وتسهم في تخفيض الأسعار، معربا عن اسفه لغياب الرقابة عن الأنواع المطروحة فبعض الباعة يغشون المشترين من دون وازع من اخلاق او ضمير فيستغلون جهلهم في انواع الغنم فيبيعونهم الشفالي على انه نعيمي، أو النعيمي الاردني على انه كويتي.

وقال الأحمد: اشتريت «نعيمي» على ذمة البائع بـ 85 دينارا وأنا غير مقتنع بصدقه لأنه لا علم لي بالأنواع، وكيفية التمييز بينها، متسائلا عن الدور الذي تقوم به «حماية المستهلك» لضبط مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية وضمان حقوق المستهلكين جميعا وهذه مسؤولية وزارة التجارة في تفعيل ادواتها بالشكل الصحيح، وعليها إرسال المراقبين للاطلاع على ما يجري والنظر في الأسعار وهذا ليس متعلقا فقط بسوق المواشي والأغنام وإنما ايضا في الجمعيات والأسواق فالأسعار مرتفعة بشكل غير طبيعي والمستهلك يتحمل مسؤولية عدم التبليغ عن التجاوزات.

من جانبه، ذكر البائع عبدالله حمدي أن السوق به الكثير من المواشي والأغنام وهي متوافرة بكميات جيدة والأسعار مقبولة، والسبب في ذلك يعود إلى ان المضحين لا يحصلون على اضحيتهم إلا قبل ايام معدودة من العيد والغالبية قبل يوم واحد فقط، مشيرا إلى ان السوق سينتعش بشكل كبير جدا بعد 10 ايام، حيث يبدأ العد التنازلي لقدوم عيد الاضحى، موضحا أن الاسعار قبيل العيد ستكون مرتفعة بشكل غير طبيعي وسيصل سعر الاضحية إلى 135 دينارا بحسب الحجم والوزن، مشيرا إلى ان النعيمي الكويتي يباع حاليا في السوق ما بين 90 و95 دينارا للصغير الذي ما بين 4 و5 شهور، أما ما هو اكبر فيصل إلى 120 دينارا.

ومن جهته، اعرب المشتري فهد الشمري عن استيائه من ارتفاع الاسعار بشكل غير معقول، إضافة إلى عدم الثقة بما يتم عرضه في السوق فنحن نقف لشراء النعيمي ونشك في ذلك مع العلم اني اعرف كيفية تمييزه عن غيره ولكن ماذا يفعل الآخرون الذين لا يعرفون التفرقة بين الانواع فيقعون في مصيدة الغشاشين، مطالبا بالمزيد من الرقابة فكل شيء أصبح على هوى البائعين يتحكمون في السوق كما يشاءون، وتعقيبا على من يقول بوقف بعض التجار لاستيراد الاغنام لرفع السعر بشكل جنوني اشار إلى أنه لا يعتقد ذلك فالأغنام متوافرة، ولن يتم البيع بسعر مرتفع، ولكن إذا اردنا الحصول على اضحية بسعر اقل فعلينا تغيير ثقافة الاضحية في اليوم الاول للجميع، وتأخير البعض للأضحية إلى اليومين الثاني والثالث من العيد، فهذا كله جائز، لكننا نرى أن الجميع يريد التضحية من اليوم الاول وهذا ما يسبب الازدحامات وارتفاع الاسعار.

ولفت الشمري الى ان الجواخير التي تقوم الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بتوزيعها، تتم بالواسطات وبطريقة عشوائية غير مدروسة علميا، وحتى الآلية التي تتم بها يشوبها الكثير من الأخطاء ما يدل على ان هناك من لا يريد الانتاجية وإنما المحسوبيات فقط، متسائلا هل يعقل ان تكون مزرعة مربي الاغنام هي نفسها المخصصة لمربي الأبقار وهي ايضا للزراعة، أليس من المفروض ان نعطي المزارع للمزارعين والجواخير للعاملين في التربية والمتخصصين فيها، فما المأمول من الموظف أو صاحب الشركة ان يقوم به في هذا المجال إذا كان هذا ليس من اختصاصه؟!وفي السياق ذاته، قال المواطن بدر الخطاف إن اسعار الضحية مرتفعة ونحن متضررون بسبب ضعف الدعم ووجود سوق سوداء، فأين الرقابة؟ ولماذا لا يوفرون الدعم الكافي للمربين؟