الأبناء يحتسون الكولونيا... والآباء يصرخون!

فقد انتفض جمع من المواطنين مستنجدين بالجهات الأمنية، وطالبين إليهم التقصي عن ملابسات ظاهرة خطيرة لاحظوها على أبنائهم الذين لا يزالون أحداثاً، إذ فوجئوا بهم في الفترة الأخيرة يعودون إلى منازلهم، وهم يترنحون وقد بدت عليهم علامات السكر، ليكتشفوا أن الأبناء يشترون نوعاً من كولونيا ما بعد الحلاقة، من بقالة يديرها إيراني في خيطان، فذهب بعض الآباء وتحاوروا مع البقال، وتأكدوا من أنه يبيع نوع الكولونيا ذاته، وقد صور الآباء الغاضبون الحوار في مقطع فيديو، وقدموه لرجال المباحث، مطالبين بوضع حل لحماية أبناء الكويت.

مصدر أمني روى لـ «الراي» «أن عناصر المباحث الجنائية تعاملوا مع مقطع الفيديو على محمل الجد، فسارعوا إلى تعقب نوع الكولونيا الذي أشار إليه الآباء، فتبين لهم أنه مسموح بتداوله في السوق الكويتية، وأنه غير مدرج في قوائم المواد الممنوع استعمالها أو الاتجار فيها، وفي الخطوة التالية من رحلة التحري قصد المباحثيون الجنائيون البقالة التي شكا منها الآباء المنتفضون، وأخضعوا البقّال لتحقيق مكثف، لم ينكر خلاله أنه يبيع الكولونيا المشار إليها، ضمن السلع التي يبيعها، لأنه لا يرى فيها شيئاً ما دامت غير محظورة، وعندما سألوه إن كان يبيعها لأحداث أو مراهقين، لم ينف أن يكون باعه مرات عدة، وهو يتصور أنهم يشترونه لآبائهم أو لإخوتهم الكبار، مشدداً للمحققين على أنه لم يكن يعلم قط أن المشترين الصغار يمكن أن يتخذوا منه شراباً».

المصدر مضى يقول «إن البقال، الذي أراد أن ينأى بنفسه عن المشكلة، حاول أن يتعهد لرجال المباحث بألا يعود إلى بيع هذه الكولونيا مجدداً، غير أنهم برأوا ساحته، وأخبروه أنهم لا يريدون إلزامه بذلك ما دام الأمر يسير وفقاً للقوانين، لكنهم ألزموه بألا يبيعها مجدداً لأي حدث مهما يكن الأمر، فتعهد لهم بذلك، ليغادروا البقالة، واضعين حداً للمشكلة التي أثارها مقطع الفيديو الذي تداوله البعض أمس، بينما تركوا معالجة بقية القضية على كاهل الآباء أنفسهم».