كشفت مصادر ديبلوماسية خليجية، أمس، عن «ملامح اختراق» في الأفق، في ظل الأجواء الإيجابية المحيطة بالزيارات الخمس التي قام بها مبعوث سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى السعودية ومصر وعُمان والإمارات والبحرين، في الساعات الثماني والأربعين الماضية، مع تواصل الجهود الكويتية المكثفة لتهيئة الأرضية لحوار مباشر بين الدول الأربع وقطر.
وأكدت المصادر أن أجواء اللقاءات كانت «إيجابية جداً»، وأن الكويت حريصة على تدوير الزوايا والبناء على المشتركات بهدف إطلاق حوار مباشر بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، مشيرة إلى حرص الكويت على الحفاظ على البيت الخليجي ككيان موحد في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.
وأحاطت المصادر الخليجية «الراي» ببعض ما ورد في الرسالة التي نقلها مبعوث الأمير إلى قادة الدول الخمس التي زارها، وأهمها التشديد على ضرورة تجاوز الأشقاء خلافاتهم للحفاظ على منظومة مجلس التعاون ككيان يحفظ دول المجلس وشعوبها.
وكشفت أنه في إطار الوساطة، أعربت الكويت عن استعدادها لتقديم «ضمانات» مشتركة مع الولايات المتحدة إلى الدول الأربع تكفل «عدم تكرار أي ضرر من الشقيقة قطر»، الأمر الذي لاقى ارتياحاً كبيراً لدى المسؤولين الذين التقاهم الوسيط الكويتي، لاسيما في ظل الثقة المطلقة التي تتمتع بها الكويت من قبل الأطراف كافة.
وإذ أوضحت أن المسؤولين الذين التقاهم الوفد الكويتي أكدوا دعمهم التام لجهود الأمير وأن الوساطة الكويتية هي الوحيدة القابلة للحياة والنجاح، كشفت المصادر لـ «الراي» أن الكويت، الحريصة على تماسك مجلس التعاون، سترسل وفوداً في الفترة المقبلة إلى كل دول المجلس لضمان حضور كل الزعماء القمة الخليجية المقبلة بهدف إنجاحها.
ونقلت عن العاهل البحريني تأييده التام لجهود الأمير، وقوله للوفد الكويتي: «اللي يشوفه الشيخ العود حنا معاه».
وختمت المصادر بالتعبير عن تفاؤل حذر إزاء قرب تحقيق اختراق جدي في الأزمة، عبر إطلاق حوار مباشر بين الأطراف، وهو ما تؤيده أيضاً الولايات المتحدة التي تحركت بدورها دعماً للوساطة الكويتية، عبر إيفاد مبعوثين إلى المنطقة.
وفي هذا السياق، استقبل نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، ليل أول من أمس، المبعوثين الأميركيين وهما الجنرال المتقاعد انتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى تيم لندركنغ، وبحث معهما في الجهود التي تبذلها الكويت وواشنطن لحل الأزمة.
وأكد المسؤولان، خلال اللقاء، استمرار دعم بلادهما المساعي الخيّرة التي تقوم بها دولة الكويت ومضاعفة الجهود لإنجاحها.
ومن الكويت، ينتقل المبعوثان الأميركيان إلى الدوحة لإجراء محادثات مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن يكملا جولتهما لاحقاً بزيارتين إلى السعودية والإمارات.
وبالعودة إلى الجولات المكوكية، قام مبعوث سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، أمس، بتسليم رسالة من سمو الأمير إلى أخيه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة، تضمنت آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، وعميد السلك الديبلوماسي سفير دولة الكويت لدى البحرين الشيخ عزام المبارك.
وفي وقت سابق، التقى الخالد والوفد المرافق نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسلمه رسالة من سمو الأمير إلى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وكان مبعوث الأمير استهل جولته، صباحاً، بزيارة إلى مسقط، حيث سلم رسالة خطية من الأمير إلى سلطان عُمان قابوس بن سعيد، خلال لقائه مع أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان.
وجاءت الزيارات الثلاث أمس في إطار الجولة التي كان الخالد قد بدأها أول من أمس، بزيارتين إلى السعودية ومصر، لتسليم رسالتين من سمو الأمير إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في سياق متصل، أعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو» أن البحرين والإمارات وافقتا على فتح ممرات جوية لطائرات الخطوط القطرية.
وقال الناطق باسم المنظمة انطوني فيلبين، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب)، مساء أمس، ان المنظمة عملت مع «مختلف دول الشرق الاوسط لضمان الدخول العادل للطائرات المسجلة في قطر إلى الأجواء»، مضيفاً انه «تم التأكيد على توافر عدد من الخطوط الجوية الحالية كما تم فتح عدد من الممرات الموقتة أو الطارئة» بما في ذلك عبر أجواء البحرين والامارات.