زار مبعوث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبد الله، أمس، السعودية ومصر، في إطار جولة في المنطقة تشمل أيضاً سلطنة عُمان والإمارات والبحرين.
وعقد الخالد والعبدالله، بعد ظهر أمس، لقاء مع نائب خادم الحرمين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث سلمه مبعوث الأمير رسالة خطية من سموه إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «تضمنت آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك».
ومساء، توجه مبعوث الأمير إلى القاهرة، حيث اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسلمه رسالة من سمو الأمير أيضاً.
وتستكمل جولة مبعوث الأمير اليوم بثلاث زيارات إلى عُمان والإمارات والبحرين، حيث من المقرر أن يجتمع الخالد والعبدالله في مسقط مع الممثل الخاص لسلطان عُمان نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي السيد أسعد بن طارق آل سعيد، وفي دبي مع نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي المنامة مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتتزامن جولة الخالد والعبدالله مع قيام مبعوثين أميركيين هما تيموثي لينديركينغ (نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج) والجنرال المتقاعد أنتوني زيني، بجولة في المنطقة بدءاً من الكويت، وسط استمرار الدعم من قبل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لجهود الوساطة الكويتية.
وتأتي زيارة المبعوثين الأميركيين إلى البلاد في مستهل جولة لهما في المنطقة تشمل أيضاً السعودية وقطر والإمارات.
وأفادت مصادر ديبلوماسية أن المبعوثين سيحاولان الضغط على أطراف الأزمة للجلوس إلى طاولة الحوار، كما سيلتقيان كبار المسؤولين الكويتيين لإطلاعهم على ما يحملان من أفكار جديدة في شأن الأزمة.
وفي السياق، كشفت مصادر خليجية لـ «الراي» أن الجهود المكثفة التي تقودها الكويت تهدف إلى التركيز على «مجموعة إجراءات تسهل بدء حوار مباشر» بين أطراف الأزمة، مؤكدة أنه «رغم التشكيك والغمز واللمز الإعلامي، فإن الكويت موقفها مبدئي وهو التوسط لحل الخلاف في الإطار الخليجي وعدم فتح الباب لثغرات يمكن أن تسهل التدخلات الإقليمية».
وشددت على أن الكويت حريصة جداً على حل الخلاف في إطار البيت الخليجي، لا سيما أن كل الأطراف أكدت غير مرة أن وساطة الكويت هي الوحيدة المعترف بها والتي يمكن أن تحقق النتائج المرجوة وتقود إلى حوار مباشر بين الدول المعنية بالأزمة.
ولفتت إلى أن تزامن جولة المبعوثين الأميركيين مع جولة مبعوث سمو الأمير تؤكد أن الجهود الأميركية مساندة للجهود الكويتية ومكملة لها وليست بديلاً عنها، وهو ما أكده مراراً كبار المسؤولين الأميركيين.
وفي إطار الجهود العربية الداعمة للوساطة الكويتية، أكد وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، أمس، أن بلاده «تؤيد بقوة مبادرة سمو الأمير ونحن على قناعة وكلنا تفاؤل بحنكة سموه وحكمته وتجربته فهو رجل السلام وكلنا متفائلون بأن ينجح في هذه المهمة والجزائر تسانده في هذا الهدف».
وقال الوزير الجزائري، عقب لقائه سمو أمير البلاد، «حظيت بشرف استقبال من طرف صاحب السمو... وسلمت إليه رسالة خطية من أخيه ورفيق دربه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة»، مشيراً إلى أنه حظي بالاستماع والاستفادة من حكمة ورؤية صاحب السمو في ما يتعلق بالأوضاع الراهنة في العالم العربي إلى جانب العلاقات المتميزة التي تربط الكويت والجزائر.
وأضاف «اننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن نجمع شملنا ونتعاون لأننا نعيش أزمات سواء تعلق الأمر بما يجري في سورية أو في ليبيا أو في العراق أو في اليمن».
وفي مقابلة مع قناة «العربية» بثتها ليل أول من أمس، أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الإجراءات المتخذة تجاه قطر تهدف إلى حماية الدول الأربع، مضيفاً «لن نتعدى على سيادة وحدود وشعب قطر».
ودعا الدوحة إلى أن «تتجاوب مع إخوانها وأشقائها»، معتبراً أنه «كان عليها من اليوم الأول أن تتوجه للرياض وتبدأ مسألة إحقاق الحق وعودة الأمور لنصابها».
وأضاف: «نحن نقول للدوحة عليك تعهدات تم التوقيع عليها في الرياض 2013 و2014، نريد فقط الالتزام والعودة إلى هذه الاتفاقات بكل الضمانات».
وتابع: «لسنا ضد مسألة مبدأ الحوار بل جاهزون إن فهمنا من قطر أنها ستنفذ المطالب العادلة المبنية على المبادئ الستة لاجتماع القاهرة».