قبل حوالى 13 عاماً ,نشر باحثان إسرائيليان ,بحث شامل عن هجرة المصريين لفلسطين خلال القرن التاسع عشر ,وأثبتا وقتها بالبراهين ,أن العرق المصرى منتشر بكثرة بين سكان أرض فلسطين .
ومؤخراً صادق عدد كبير من الباحثين والكتاب الإسرائيليين ,على ما ورد بالبحث ,وأضافوا عليه بعض المعلومات الجديدة ,نقلها موقع "نيوز وان " العبرى .
وذكر تقرير "نيوز وان" ,أنه خلال فترة تولى محمد على السلطة فى مصر ,بادر بإجراء مشروعات للإصلاح الزراعى ,مما تسبب فى هروب أعداد كبيرة من الفلاحين المصريين ,إلى أرض فلسطين .
ورصد البحث أسباب هروب الفلاحين المصريين ,من ضمنها , تطوير خطوات رى الأراضى الزراعية ,التى كانت تتطلب جهداً شاقاً ,ووقتها تم إجبار الفلاحين على العمل بالسخرة,علاوة على فرض ضرائب ضخمة على الزراعة ,و إحتكار السلطة أنذاك ,للمحاصيل الزراعية ,وفرض الخدمة الإلزامية بالجيش .
وزعم البحث ,أن خلال الفترة بين أعوام 1828 و1831 ,حدثت هجرة جماعية بين الفلاحين المصريين إلى فلسطين وبلاد الشام ,وتراوح أعدادهم بين 6 ألاف إلى 18 ألف شخص .
وخلال هذا التوقيت ,رغب" محمد على" فى توسيع نطاق ملكه ,وأستغل وقتها رفض حاكم صيدا ,تسليم الفلاحين المصريين الهاربين ,ليقوم بإرسال إبنه إبراهيم باشا لإحتلال فلسطين ,فى الفترة بين عام 1831 حتى عام 1840 ,وأثناء تلك الفترة ,إستغل إبراهيم باشا ,إحتلال الأراضى الفلسطينية ,للتخلص من الزيادة السكانية فى مصر ،نتيجة كثرة عدد المواليد ,وقام بتطوير بعض المشاريع هناك ,وفى الوقت ذاته عكف على تشجيع عدد كبير من العمال المصريين ,للهجرة إلى فلسطين ,لتوفير العمالة اللازمة لإدارة المشروعات الجديدة .
وفى أعقاب هزيمة الجيش المصرى على ايدى العثمانيين عام 1840 ,ظل فى الأراضى الفلسطينية ,حوالى 58 ألف مصرى,رفضوا العودة إلى مصر , معظمهم من فلول الجيش المصرى ,ومن العاملين فى المشروعات الحديثة التى أنشأها إبراهيم باشا .
وأستمر توالى الهجرات _وفقاً للبحث_بأعداد متزايدة ,حتى بعد إنسحاب الجيش المصرى بسنوات طويلة .
وأشار الموقع الإسرائيلى أن الباحثين ,لم يكتفوا بالمعلومات النظرية ,بل قاموا بعقد مقابلات صحفية مع عدد كبير من سكان القطاع العربى ,ومن خلال الشهادات التى تم جمعها ,تأكد لهم صدق المعلومات التاريخية التى تم الحصول عليها من مصادر مكتوبة ,وعلموا أيضاً أن المهاجرين المصريين ,إستوطنوا فى منطقة تسمى "وادى الخليل " ,وبين الاودية التى هرب سكانها خوفاً من هجمات البدو المتكررة ,وأندمجوا أيضاً داخل المدن المختلفة.
أما أكثر المناطق التى شهدت إستيطان أكبر عدد من المصريين ,فكانت فى منطقة "المُثلث" ,التى عُرفت بهذا الأسم ,نظراً لإحتوائها على المُدن الثلاثة الكبرى "جنين ,نابلس ,طولكرم " ,وأيضاً فى "وادى عارة" .
وأوضح سكان هذه المناطق ,أن أعداد كبيرة من المصريين من أفراد جيش إبراهيم باشا ,الذين رفضوا العودة إلى مصر بعد الإنسحاب من فلسطين ,هم من أستوطنوا فى هذه المدن .
وأوضح محامى يُدعى "محمد مصاروة ",والذى يدل إسمه على أصوله المصرية , ,عن وجود شجرة نسب ,يرجع عمرها إلى أكثر من 150 عام ,تشرح كيفية مجيىء أفراد أسرته من مصر ,خلال فترة الإحتلال المصرى ,لفلسطين عام 1835,كما أشار باحث إسرائيلى يُدعى "يعقوب شمعونى " قائلاً "نلحظ كثيراً بين الفلسطينيين ,وجود أسماء تحمل لقب "المصرى "أو "المصاروة " دلالة على نشأتهم الأصلية فى مصر ,وهناك ايضاً أسماء بعض المُدن والقرى المصرية , تم إطلاقها على بعض الأسر الفلسطينية مثل "البلبيسى " و "الدمياطى" و" الإسكندرانى " وغيرها من الأسماء .
وكشف "ديفيد جروسمان " أحد المشاركين فى البحث,أن الهجرات المصرية ,كان لها أكبر الأثر فى زيادة أعداد السكان الفلسطينيين ,وأشار أن 50 % من سكان بعض المدن الفلسطينية ,من أصول مصرية مسلمة ,مثل "كفار كيراع" و"كفار كاسم "ووادى "بيت شان" ,مشيراً إلى أن الهجرات المصرية لأرض فلسطين ,تزايدت أيضاً ,بعد الإحتلال البريطانى لمصر ,عام 1882 .