أكد عبد المنعم سعيد مستشار أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد آل ثان، أنه لم يعد بإمكان النظام القطري مناورة مصر والسعودية والإمارات والبحرين أكثر من ذلك بعدما أخذت الأزمة بُعدا جديدا، على خلفية رفض النظام القطري الاستجابة للشروط الـ13، ومثّل دخول رؤساء أجهزة المخابرات بالدول المقاطعة على خط الأزمة واجتماعهم بالقاهرة للمرة الأولى أخيرا، ضربة قاسمة تمهد لفضح ألاعيب قطر “أمنيّا واستخباراتيا” بالأدلة والبراهين في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وزعزعة الاستقرار في الخليج ومصر.
وأشار سعيد في تصريحات صحفية للعرب اللندنية، إلى أن المرحلة الأولى من الأزمة انتهت بكشف قطر عن وجهها الحقيقي بعدما فضحت نفسها بنفسها، من خلال الاستعانة بإيران لتكون ظهيرا لها في الدفاع عنها ضد ما تزعم أنه حصار عربي ضدها، بالرغم من أن جزءا من الحرب في اليمن كان يستهدف منع التمدد الإيراني في الخليج وتهديد أمنه، وكانت قطر واحدة من الدول الشريكة في هذه الحرب.
وأوضح رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة في حواره مع “العرب”، أن الدول الأربع أصبحت تنظر إلى قطر حاليّا، ليس فقط بنظرة الممول والداعم للإرهاب والتطرف بل تعتبرها “خائنة” للعروبة، إذ كيف تكون شريكة في الحرب اليمنية ثم يتضح في ما بعد أنها عملت على مد الحوثيين بكل المعلومات التي تساعدهم على التمدد في اليمن بدعم إيراني، وشدد على أن تلك “الخيانة” سوف يمتد أثرها طويلا حتى وإن هدأت الأزمة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن على المتابعين للأزمة هو: وماذا يمكن أن تفعل الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) للرد على المراوغات القطرية؟ ويقول سعيد إنه بعد تعنت الدوحة في الاستجابة لمطالب الدول الأربع، ومحاولة الاستقواء بتركيا وإيران بشكل علني ودون خجل، فإن الدول الأربع سوف تلجأ إلى سياسة حرق جميع أوراق النظام القطري من خلال حرب أعصاب تهدف إلى زيادة إرباك مواقفه، سواء كان ذلك بعقوبات جديدة تقضي على ما تبقى لقطر أو بالتسويق الدوليّ وكشف علاقاتها الوثيقة بالإرهاب والتطرف في الكثير من الدول، ما يزيد من الضغوط ويُضيّق عليها الخناق بشكل غير مسبوق.
وأكد سعيد أنه سيتم كشف الحساب الطويل الخاص بدعم قطر تنظيم الإخوان، وإصدار كتاب أبيض يتضمن بالأدلة والوثائق كيف موّلت واحتضنت الجماعات الإرهابية والمتطرفة على أراضيها، وداخل دول بعينها، وكشف ألاعيب السفارات والهيئات الدبلوماسية القطرية والدور الخفي الذي تلعبه في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، بحيث تكون هذه الخطوة موجهة بالأساس إلى الغرب لإقناعه بعدم صحة التوجهات القطرية.
ويعتبر سعيد الذي عمل من قبل في قطر أن مشكلة قطر الحقيقية هي “الوهم”، فهي توهم نفسها بالانتصار في المعركة بتمسكها بنفس سياساتها القديمة ورفض شروط إعادة العلاقات، رغم أن خسارتها لا تقدر بثمن، وتحاول أيضا تصوير الأزمة على أن الدول الأربع تسعى إلى انتزاع مكتسبات اقتصادية منها، والمساس بسيادتها، وهذه ألاعيب تحاول من خلالها كسب التعاطف الدولي.
وأوضح أن مواقف الدول الأربع لا ترتبط فقط بتغيير مواقف الدوحة السياسية، بقدر ارتباطها بجس نبض القوى الإقليمية التي تقف خلفها وعلى رأسها تركيا وإيران، لا سيما وأن المطالب العربية الـ13 لم تتضمن أيّ إجراءات تتعلق بأخذ قطعة من أرضها مثلا أو بتغيير نظام الحكم فيها أو حتى التلويح بالتدخل العسكري، وبالتالي فإن تحركات تلك البلدان كانت كاشفة لحجم التعاون العربي.