أحدث الخبر الذي صدر أمس بالسماح للسوريين الزائرين بتمديد زياراتهم، صدى واسعاً وتجاوباً من أبناء الجالية السورية الذين «زحفوا» منذ الصباح إلى إدارات شؤون الإقامة في محافظات حولي والفروانية والجهراء، بهدف تجديد الزيارة وفق القرار الذي أصدره وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح لإدارات شؤون الإقامة بالتمديد لهؤلاء لمدة 3 أشهر قابلة للتجديد لمدة لا تزيد على عام كامل.
ووفق مصدر أمني، فقد تم يوم أمس تجديد زيارات ما يقرب من 2700 زائر سوري في كل المحافظات، وتم تحصيل أكثر من 70 ألف دينار غرامات من المخالفين خلال يوم واحد ومن المقرر أن تزداد الأعداد خلال الأيام المقبلة.
وكان مدير عام الإدارة العامة لشؤون الإقامة بالإنابة اللواء عبدالله الهاجري، قد طلب من مديري الإدارات الاستعداد لتنفيذ قرار الجراح، بحسب ما ورد وتوفير كل الإمكانات والتسهيلات ومنع وجود أي عقبات تعرقل العمل، ولا سيما من حيث زيادة أعداد كاونترات الاستقبال والموظفين لإنهاء الإجراءات بالسرعه اللازمة.
ومنذ الصباح الباكر، هرعت جموع الزائرين من الجنسية السورية إلى إدارات الهجرة بحسب عنوان السكن، وبادروا إلى تقديم معاملاتهم حيث تم استقبالهم من قبل الإدارات والتي استعدت جيداً لتوافد هذه الأعداد وهذا القرار، وقاموا بزيادة أعداد الكاونترات والموظفين وتوفير أجهزة الدفع المالي للغرامات حيث تقرر أن يدفع المخالف غرامة قدرها 10 دنانير عن كل يوم وبحد أقصى غرامة شهرين متتاليين حتي وإن زادت مدة المخالفة عن الشهرين أي بمعدل 600 دينار غرامة كحد أقصى.
وشهدت إدارة شؤون حولي زحاماً منذ الصباح للتقديم، حيث اصطف عدد كبير من الزوار السوريين لتجديد إقاماتهم وفق القرار الصادر، وتم استقبالهم بتوجيهات من مدير الإدارة العقيد علي العدواني، حيث تم إنجاز ما يقرب من 1200 معاملة تجديد زيارة للسوريين لمدة 3 شهور، بينما شهدت إدارة شؤون الفروانية تنفيذ ما يقرب من 900 معاملة تجديد زيارة وسط تزاحم كبير، تم التسهيل له من خلال تسهيل عملية دفع الغرامات للمخالفين قبل التجديد وكذلك التجديد لمن ليس عليه غرامات بتوجيهات من مديرهم العقيدد حمد الهاجري.
وكانت شؤون إقامة الجهراء الأوفر حظاً من حيث قلة الأعداد حيث سجلت نحو 600 تجديد زيارة خلال يوم واحد رغم توجيهات مدير الادارة العقيد الدكتور سعود طامي للموظفين بالسرعه لإنجاز المعاملات، وتأتي قلة عدد المراجعين بالجهراء، وفق تصريحات بعض السوريين، لأسباب أغلبها تخوف البعض من أن الأمر غير حقيقي وأنه كمين لضبطهم وإبعادهم كونهم مخالفين، وآثروا الانتظار لحين ذهاب غيرهم والاطمئنان، حيث من المتوقع أن تزداد الأعداد خلال الأسبوع المقبل.
ولقي قرار الشيخ مازن الجراح الصباح يوم أمس ارتياحاً واسعاًَ بين القيادات الأمنية الذين رأوا في القرار تعديل وضع الآلاف من المخالفين وإعادتهم للإقامة القانونية أمام عدم توافر بديل حيث يصعب إبعادهم لسوء أوضاع بلدهم، في وقت لقي ترحيباً بين جموع الوافدين السوريين الذين دعوا لوزير الداخلية الذي قدر أوضاعهم العائلية.
وكشفت مصادر أمنية أن قرار وزارة الداخلية بالتمديد للزوار السوريين لمدة 3 شهور، ولمدد متكررة لا تقل عن سنة، جاء لأسباب عدة فرضتها معطيات أمنية واجتماعية وإنسانية.
وعددت المصادر الأسباب بالقول «إنه جعلنا نتدارك عدم تجديد إقامة 120 ألف سوري مقيم بالبلاد بسبب أن أغلبهم لديه أقارب دخلوا البلاد بإذن زيارة على كفالته، وانتهى إذن الزيارة وأصبح الزائر مخالفاً، وبالتالي فإن القانون يلزم الوافد المقيم بالبلاد عند تجديد إقامته أن يبعد أي زائر مخالف على إقامته وإلا لن يتم تجديد إقامته، الأمر الذي سيتسبب بمشكلة كبيرة تتمثل بعرقلة تجديد إقامات السوريين».
وتابعت «الآن، وبعد السماح بالتجديد للزوار السوريين، لن يكون هناك عقبة بتجديد إقامات هؤلاء المقيمين من جهة، وكذلك تعديل الوضع القانوني للزوار من جهة أخرى، إضافة إلى تقدير الوضع الإنساني لهذه الفئة على ضوء الأوضاع التي يشهدها بلدها، انطلاقاً من أن الكويت مركز للعمل الإنساني وأميرها قائد العمل الإنساني».