ظهور مفاجئ لرئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، على ساحة أزمة مقاطعة العرب لقطر، وصفته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بـ"الانقلاب السياسي الداخلي".

الأزمة التي ما زالت مستمرة حتى الآن، بعد إعلان الدول المقاطعة تمديد المهلة الممنوحة للدوحة 48 ساعة تنتهي اليوم، حتى ترسل ردها الرسمي على المطالب الموجهة إليها بوقف دعم الإرهاب، ألمحت المجلة إلى انتهائها بهزيمة الشيخة موزة المسند وأولادها، وعلى رأسهم تميم بن حمد.

وأكدت المجلة أن الأمير القطري السابق حمد بن خليفة، ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، يديران حاليا المواجهة القطرية مع الدول العربية التي قررت المقاطعة.

واعتبرت أن عودة "بن جاسم" إلى الظهور على شاشات الفضائيات الأمريكية في مظهر المدافع عن السياسة القطرية تجاه المقاطعة الخليجية والمصرية لقطر، بمثابة اعتراف من الشيخة موزة وأولادها بأنه لا غنى عن الرجل وأن التخلي عنه كان خطأ كبيرا.

وعلق السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على ذلك بقوله إن الاستعانة الصريحة بـ"بن جاسم" لا تنم إطلاقا عن الاتجاه للانقلاب السياسي، مضيفا: "في حالة حدوث ذلك سيمثل انتصارا للدول العربية المقاطعة على قطر".

وأضاف أن وجود رئيس وزراء قطر السابق يصب في الهدف الذي تسعى إليه الأسرة الحاكمة حاليا بإنقاذ البلاد والحكم من الأزمة الحالية، حيث تسعى إلى ذلك من خلال حشد الأفكار والخبرات المتراكمة لدى أفرادها والمقربون للمساندة في حل تلك الأزمة.

وأيدّه في الرأي، الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، بأنه لن يكون هناك تغيير بالسياسات القطرية، وأن الاستعانة بـ"بن جاسم" تنم عن قلق ضخم، مؤكدا أن الأمير تميم لا يمارس السلطة بشكل حقيقي منذ توليه الحكم، حيث تولاها فقط بضغط من الأميرة موزة، وأن الأمور مازالت في قبضة الأمير حمد بمساعدة جاسم.

وأردف أنه من المنتظر في الفترة المقبلة أن تناور الدوحة أيضا في قبول قائمة المطالب المقدمة إليها، مثلما اعتادت من قبل.

وشاركهم في الرأي، السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مضيفا: "تميم لا يدير الأزمة الحالية فعليا، وإنما مجرد واجهة خارجية لقطر، ولذلك كانت قطر في حاجة إلى ضخ وجوه جديدة لحل مشكلة المقاطعة، ولذلك تمت الاستعانة بـ"بن جاسم" لكونه يمتلك علاقات وخبرات ضخمة لشغله منصب وزير الخارجية لفترة طويلة".