fiogf49gjkf0d
 

في تمام التاسعة إلا الربع من مساء الليلة‏,‏ يلقي استاد ويمبلي بكلمة النهاية للموسم الكروي الأوروبي في مشهد يجمع بين عملاقي القارة البيضاء مانشستر يونايتد الانجليزي وبرشلونة الاسباني‏..‏

 سيناريو الليلة ليس بغريب بين الفريقين فقد التقيا منذ عامين باستاد روما وكانت النهاية السعيدة من نصيب البارسا بالفوز بهدفين للاشيء.

الظروف المحيطة بالمواجهة بين الفريقين هذه المرة زادت من نكهة اثارتها.. فبركان ايسلندا وما خلفه من رماد أجبر ابناء كاتالونيا ومديرهم الفني الشاب جوسيب جوارديولا علي تغيير خط سيرهم والتوجه الي لندن مبكرا.. تجنبا لتكرار درس الموسم الماضي عندما اتجه الفريق في نفس هذه الظروف للقاء انترميلان الايطالي في ذهاب دور الاربعة دون ان يحصل علي راحة كافية بعد رحلة شاقة ادت في النهاية الي خسارته3/1 وخروجه بعدها لفوزه في الاياب بهدف للاشيء فقط.. اما مانشستر فانه يعاني من أزمة داخلية تتعلق بنجمه المخضرم ريان جيجز وتورطه في فضيحة أخلاقية كانت وراء اشتباك المدير الفني الاسكتلندي السير اليكس فيرجسون مع احد الصحفيين عندما سأله عن ابعاد المشكلة.. وكاد الامر يتطور بحرمان الصحفي من حضور المباراة ولكن المسئولين اعترفوا بصعوبة ذلك.

واذا كان الحديث خارج المستطيل الاخضر كان ساخنا فان مادار قبل ساعات من انطلاق اللقاء داخل الغرف المغلقة لم يكن بالطبع أقل سخونة.. فكل طرف اعلن تحديه علي طريقته للآخر.. فمانشستر الذي ينظر لهذا اللقاء علي أنه ثأري كان كل تركيزه علي كيفية ايقاف هذا البرغوث الارجنتيني صاحب اللمسة القاتلة المسمي ليونيل ميسي.. وخرج فيرجسون ليتحدث بملء فاه عن قدرة فريقه علي التعامل مع هذه المشكلة.. وقال ان ما حدث منذ عامين في استاد روما عندما خطف اللاعب الاضواء وسجل هدفا لناديه لن يتكرر.. واضاف ان مانشستر التقي مع البارسا ثلاث مرات من قبل في وجود ميسي ولم تكن كلها لصالح منافسه وان هناك لاعبين آخرين علي مستوي مميز في الفريق لابد من وضعهم في الاعتبار وواصل السير العجوز حديثه بثقة قائلا إنه يجب الاعتراف بأن الفريق الاسباني أفضل منه الآن عما كان عليه منذ عامين.. وان الحصول علي اللقب الاوروبي يمثل لهم خطوة رائعة للامام.. ورفض فيرجسون تناول أزمة جيجز واكتفي بالقول ان كل اللاعبين لديه لهم نفس الاهمية وانه لا يقبل أيضا مايتردد بأن كفة برشلونة الأرجح من الناحية النفسية لان الملعب هو الفيصل في مثل هذه الامور.

لم يختلف الوضع في المعسكر الكاتالوني فمن ناحية اكتملت تقريبا صفوف الفريق بعودة المصابين ومنهم اريك ابيدال.. ويراهن جوارديولا علي الجوانب الفنية والمهارية لنجومه وقدرتهم علي استيعاب منافسهم المتحفز بحكم الملعب والتاريخ للثأر من سابق خسارته منذ عامين.. كما انه يعتمد علي الحضور الجماهيري المتوقع لمشجعيه حيث انه من المرجح ان يتواجد حوالي12 الفا.

ويقول جوارديولا انه يأمل الا تؤثر الاجواء البركانية علي سفر هؤلاء المشجعين الي انجلترا.. خاصة انه كان من الصعب تغيير الاتحاد الاوروبي لموعد المباراة.. وان غياب الجمهور عنها يمثل عقبة خطيرة امام فريقه وانه من الامور الفظيعة ان يقام النهائي وسط مدرجات خاوية.

وفي تعليقه علي تصريحات فيرجسون يقول النجم الارجنتيني ميسي انه يحترم المدرب الاسكتلندي وانه يعتبره الافضل علي مستوي جيله.. في حين ان جوارديولا يعد في المقدمة بين المدربين الشباب.. وانه يطالب فيرجسون بالتركيز علي كيفية تسجيل الاهداف وليس لايقاف خطورة البارسا وتناول أداء لاعبيه.. واضاف الساحر الارجنتيني انه متفائل بقدرة فريقه علي تكرار سيناريو2009 لان النجاح الذي تحقق علي مدار سنوات لم يأت من فراغ بل نتاج مجهود وتنسيق علي كافة مستويات النادي وادارته سواء من خلال الاستعانة بافضل اللاعبين علي مستوي العالم او الدفع بالبارزين من اكاديمية برشلونة.. وانه لا يتخيل عدم صعود فريقه لمنصة التتويج هذه المرة ويري صامويل ايتو نجم برشلونة السابق وانترميلان الايطالي الحالي انه يتوقع ان تأتي المباراة غاية في القوة والاثارة.. وان المؤشرات ترجح كفة ناديه السابق في ظل الحالة الفنية الهائلة للاعبيه وان كانت المهمة ليست سهلة خاصة ان السير فيرجسون علي دراية كاملة بكل اوراق منافسه وقادر علي التعامل معها بنجاح. ولم يختلف كلام جاري لينيكر نجم انجلترا وبرشلونة السابق عن ايتو وقال ان البارسا يعد الاقرب للقب.. وان الحل الوحيد لمانشستر حتي يتخلص من منافسه الاسباني ان يكون الحظ بجانبه في هذه الامسية بالاضافة الي غياب نجوم البارسا عن مستواهم العالي.

واعترف لينيكر الذي لعب لبرشولنة خلال الفترة من1986 الي1989 مقابل2.7 مليون جنيه دولار سجل خلالها44 هدفا في99 مباراة بان اقامة المباراة في انجلترا تمنح مانشستر الافضلية لاحكام سيطرته علي اللقاء.. ولكن لابد من الاخذ في الاعتبار ان برشلونة منافس من الوزن الثقيل وانه يمر حاليا بافضل حالاته خاصة بعد ان حسم لقب الليجا الاسباني لصالحه.. وانه بصرف النظر عما ستسفر عنه مواجهة الليلة فانه لاخلاف ان فيرجسون افضل مدير فني بريطاني فقد حصل علي لقب دوري الابطال مرتين من قبل بالاضاقة الي الدوري الانجليزي11 مرة بخلاف بطولة الكأس وكاس الاتحاد المحليين.

وقال النجم الانجليزي السابق وهداف مونديال1986 ان مفتاح فوز مانشستر يتوقف علي كيفية التعامل مع ميسي وسيرجيو بوسكيتس.. وان المدير الفني الهولندي السابق يوهان كرويف الذي قاد البارسا للحصول علي11 لقبا خلال فترة توليه المسئولة اخبره عن سر استعادة لاعبي الفريق للكرة بسرعة في حالة فقدانهم لها وهو انهم يمررونها لزميل لايبعد أكثر من عشرة امتار وبالتالي فانهم لا يضطرون للعودة أكثر من ذلك بحكم اقترابهم منها.