بكثير من الشفافية والمصارحة والوضوح، رفعت مراقبة الخدمة النفسية في وزارة التربية الدكتورة منيرة القطان، ستار التحفظ على بعض السلوكيات الطلابية المنتشرة في المجتمع المدرسي، والتي باتت تؤرق المجتمع وأولياء الأمور بشكل خاص، كاشفة عن حالات محدودة لا تشكّل ظاهرة، لكنها «جرس إنذار كي نتحرك لدرء الخطر».

وكشفت القطان عن حالات إلحاد بدأت تطّل برأسها من صفوف بعض الطالبات في إحدى المدارس الثانوية، اللواتي تأثّرن بثقافة «اليوتيوب»، وبدأت أصواتهن ترتفع بأسئلة من مثل هل هناك إله (والعياذ بالله)؟ لماذا نصلي ؟ لماذا نصوم؟

وأعلنت القطان عن انتحار 3 طلبة خلال العام الدراسي الفائت، بواقع طالبتين وطالب في المرحلة الثانوية، وعزت أسباب ذلك إلى التفكك الأسري لهؤلاء الطلبة الضحايا، كاشفة عن رصد مدمنة مخدرات خلال الفصل الدراسي الأول من العام الحالي في إحدى المدارس الثانوية.

ومن «الإلحاد» إلى العنف الطلابي، إلى «المتشبّهين» أعلنت القطان تأييدها تشديد العقوبة الجزائية على المتشبّه لتحصين المجتمع وحفظ هويّته، مؤكدة أنه لا يمكن ترك المتشبّه في مقر عمله بكامل حريته دون رادع، فمن الطبيعي ان يقوم الآخرون بتقليدهم «فنحن مجتمع بو هبّة»، رافضة ظاهرة «الفاشينستا» التي وصفتها بأنها مصدر الاستهتار لبناتنا وأبنائنا، مستغربة من «إطلاقها الدعوات لبناتنا للسفر للخارج دون محرم، وأن يجلس الولد مع البنت للإعلانات وغيرها، دون رقابة الأم أو الأب كأنهم يعلّمون المراهقين كل شيء بحرية ليس لها سقف».

ولفتت القطان إلى ظواهر متعددة منها البويات والتشبه بالجنس الآخر من البنات والأولاد وإن كانت ليست بأعداد مخيفة، كما هناك حالات تعاطي مخدرات، ولكنها تحت السيطرة أيضاً، إضافة إلى وجود بعض الاعتداءات الجنسية وحالات تحرّش تكون في البيت وتتراكم لدى الطالب أو الطالبة فيحملها معه إلى المدرسة بكل الخبرة التي اكتسبها في محيط الأسرة.

وكشفت القطان عن رصد حالة طالب متشبّه تم تحويله إلى مراقبة الخدمة النفسية فتم اكتشاف أنه يتعاطى المخدرات وتم فصله من المدرسة، وقالت: «قمنا بتكثيف العلاج معه مرة في الأسبوع وكان يأخذ العلاج الدوائي وطبّقنا عليه العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي، ولا أقول ان مشكلته انتهت 100 في المئة ولكننا قطعنا معه شوطاً كبيراً رغم مشاق التعامل مع الحالة والظروف المحيطة بها».

كما أفصحت عن رصد 4 معلمات كويتيات (تربية بدنية) في مدرسة ثانوية بإحدى المناطق متشبّهات وسجّلت شكوى بحقهن من قبل أولياء الأمور، حيث حوّلن إلى التحقيق في المنطقة التعليمية، وتم عزلهن عن التدريس وتحويلهن إلى العمل الإداري، مؤكدة أن الإجراء الذي تم معهن هو الإجراء الصحيح فالطالبة تقلّد معلمتها إن أحبتها.

وقالت القطان «إن تجار المواد المخدرة شطّار، وكيس (الشبو) بدينارين ونصف الدينار، فكيف لا ينتشر في المدارس؟» لافتة إلى أن «هناك طلبة يخلطون (الريد بول) مع (البنادول) وآخرين يقلّدون آباءهم في تعاطي الكيميكال»، مشيرة إلى أن بعض المدارس لا تُبلغ عن حالات الإدمان، وتحاول إغلاق فم الأخصائي للحفاظ على سمعتها.