fiogf49gjkf0d
توافقت الفصائل الفلسطينية على رفض ما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بشأن رغبته فى قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود 1967.
ووصف القيادى البارز فى حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، خالد البطش، خطاب أوباما بـ"الكذب الصريح"، قائلا: إن الخطاب لم يتضمن أى جديد فيما يخص الدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى الذى صادرته إسرائيل بدعم أمريكى.
وأضاف البطش، فى تصريحات خاصة، أن خطاب أوباما تضمن تهديداً واضحاً للسلطة الفلسطينية والفلسطينيين، بعدم التوجه لمجلس الأمن الدولى فى للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، ملوحاً باستخدام الفيتو الأمريكى الذى تعتمد عليه إسرائيل، كما تضمن الخطاب تهديداً واضحاً وصريحاً للدول العربية ولدول عدم الانحياز، التى تدعم إقامة الدولة الفلسطينية فى إجهاض مجهوداتهم عبر الفيتو المذكور.
وأوضح القيادى الجهادى، أن الرئيس الأمريكى أدار ظهره عن حق الشعب الفلسطينى، فى عودته لدياره، وإنهاء الاحتلال، متحدثاً بكلمات "ركيكة" عن وقف الاستيطان، لافتاً إلى ضرورة أن يستخدم الفلسطينيون كل البدائل المتاحة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى وحاميته أمريكا.
وقال البطش، إننا من جانبنا نرفض إقامة دولة اليهود على أرضنا الفلسطينية المغتصبة التى احتلت بالسلاح عام 48، ونحن لدينا الإيمان واليقين الكاملين فى أن قوة أو ضعف العدو الإسرائيلى مرهون بالإدارة الأمريكية.
من جانبها، اعتبرت حماس أن ما جاء فى خطاب أوباما حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو "ذر للرماد فى العيون" واتهمته بأنه "منحاز" لإسرائيل، وقال إسماعيل رضوان، القيادى فى حركة حماس، لوكالة فرانس برس، إن حديث أوباما عن دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 هو "ذر للرماد فى العيون فى ظل الثورات العربية".
وتابع: "نحن لا نؤمن بهذه النظرة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيونى والمتنكرة للحقوق الفلسطينية".
وأضاف رضوان: "يبدو أن الدافع لخطاب أوباما هو تخوفه من الثورات الشعبية للعودة فى ذكرى النكبة وأن هناك خطرا قادما يتهدد إسرائيل ولن تستطيع دولة الاحتلال أن تواجهه"، مشيرا إلى أن تعهد الرئيس الأمريكى بأمن إسرائيل والاعتراف بالطابع اليهودى لدولة الكيان هو انحياز بالكامل لإسرائيل.
وعبر رضوان عن رفضه لعدم تناول أوباما "معاناة الشعب الفلسطينى واستمرار الاحتلال لأرضه ولم يأت على ذكر القدس ولا اللاجئين، كل هذا فى سياق حرصه على دولة الاحتلال وتنكره للحقوق الفلسطينية".
من جانبه، قال سامى أبو زهرى، الناطق باسم حماس، إن حركته "تؤكد أن المصالحة الفلسطينية شأن فلسطينى داخلى، والمفاوضات أثبتت عبثيتها، وحماس لن تعترف بالاحتلال فى كل الأحوال".
من جهته، أعلن المفاوض الفلسطينى صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس دعا القيادة الفلسطينية إلى اجتماع طارئ بعد خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، داعيا إسرائيل إلى إعطاء السلام الفرصة التى يستحقها.
و قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة فرانس برس، إن "خطاب الرئيس أوباما هام وسيتم الرد عليه خلال 24 ساعة من قبل القيادة الفلسطينية".
وقال عريقات: "حرصا منا على إنجاح جهود الرئيس أوباما، نؤكد التزامنا بكل ما يترتب علينا من التزامات، خاصة ما ورد فى خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، آملين أن تقوم حكومة إسرائيل بالمثل، لإعطاء عملية السلام الفرصة التى تستحق".
وقال عريقات: إنه بالإضافة إلى عقد اجتماع طارئ "بأسرع وقت ممكن" للقيادة الفلسطينية، قرر عباس "أن يبدأ التشاور مع القادة العرب".
وأضاف عريقات فى بيان تلاه باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس: "تابع الرئيس عباس باهتمام بالغ خطاب الرئيس أوباما، ويؤكد عباس تقديره للجهود المتواصلة التى يبذلها الرئيس أوباما لاستئناف عملية السلام ومفاوضات الوضع النهائى للتوصل إلى اتفاق شامل لهذه القضايا، وعلى رأسها قضيتا القدس واللاجئين ضمن سقف زمنى محدد".
وأكد أن الرئيس عباس يؤكد تقديره للحرص الذى أكده الرئيس أوباما على حق الشعوب فى تقرير مصيرها والعيش بحرية، لكن ما من شعب يحتاج إلى أن يعيش بأمن وسلام مثل الشعب الفلسطينى.