تتصاعد حالة الخوف داخل الإخوان كلما مرت الأيام وتزايد الحديث عن إدراجها منظمة إرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت قيادات إخوانية حالة التخبط التى تعيشها الجماعة فى الوقت الحالى، قبل تنفيذ مشروع قانون يعتبرها منظمة إرهابية، من قبل الكونجرس الأمريكى. وتأتى تلك الاعترافات بعد ساعات من دراسة صادرة عن معهد جيتسون الأمريكى للأبحاث، وصفت جماعة الإخوان بأنها "منبع الإرهاب"، حيث وجهت الدراسة اتهامات للجماعة بتمويل الإرهاب، وأشارت إلى أن كتابات حسن البنا، مؤسس الجماعة، أعتبرت "العنف الجهادى" محور الارتكاز لحركته. البداية عندما كشف عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، عن حالة التخبط، مؤكدا أن الجماعة لم تقم بأى استعدادات حال إدراجها منظمة إرهابية فى واشنطن. وقال دويدار فى بيان له: "عند إدراج أمريكا للإخوان كمنظمة إرهابية، وهذا قادم لا محالة، وعندما ستنطلق الحرب المسعورة على الإخوان من بلد لبلد وعندما تضيق الأرض بالإخوان ويشتد الخناق، وعندما تتقطع كل خطوط الاتصال الخلفية وقتها سيندم قيادات الإخوان الذين ما أعدوا لهذا اليوم عدته، وسيقول المغيبون الآملون بالأمن، ياليتنا نصرنا من دعانا لإدراك حقيقة معركتنا قبل أن نقع فيها، ويومها ستلوذ الجماعة بشبابها وطليعتها الذين يعدون أنفسهم وصفهم اليوم له". وفى السياق ذاته، اعترف محمد العقيد، القيادى الإخوانى، عضو مجلس شورى الجماعة بتركيا، بصعوبة الأيام المقبلة على الجماعة، حيث طالب العقيد فى صفحته على "فيس بوك"، التنظيم بأن يختار قيادات جديدة قادرة على أن تواجه الصعوبات والتحديات المقبلة. من جانبه، علق محمود حجازى، القيادى الإخوانى على اقتراب اعتبار الإخوان منظمة إرهابية فى أمريكا قائلًا فى منشور نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "أتذكر عندما كنت أدعوا الناس لانتخاب الإخوان فى البرلمان والرئاسة والدستور، وكنت أذيل دعوتى لهم بالقول: (والله إن كان الإخوان على حق ربنا ينصرهم، وإن كانوا غير ذلك فربنا أكيد هيفضحهم، ولابد من قيادات جديدة لمواجهة ما حدث للجماعة خلال الفترة الماضية)". من جانبه، حاول محمود الشرقاوى، القيادى الإخوانى المتواجد بأمريكا، طمأنة جماعته فى منشور على صفحته بـ "فيس بوك"، قائلاً إن الإجراءات التى ستتخذها أمريكا ضد الإخوان لن تؤثر عليهم، زاعمًا أن الجماعة ستظل ثابتة ولن تتأثر بهذه الإجراءات. الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن هذه الاعترافات الإخوانية بداية البحث عن حلول واقعية، وتعد بمثابة الاعتراف بفشل التخطيط، والتأكيد على أن هناك مشكلة لدى الجماعة، وهو ما كانت الجماعة ترفضه من الأصل. وأضاف "العزباوى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن اعترافات الإخوان بالتخبط، يؤكد نجاح تحركات وسياسات الدولة المصرية تجاه الإخوان، وأن استقواء الجماعة بالخارج على الدولة المصرية أكبر خطأ فى تاريخها. وأوضح الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن وضع أمريكا الجماعة على قوائم الإرهاب يعنى مزيد من الإجراءات والتضييق على حركة الجماعة الخارجية وتمويلها بل وعلى الدول التى تدعمها، والتى سوف تتخلى عنها فور وضع أمريكا على قوائم الإرهاب. من جانبه، قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة تعتمد على عائلات إخوانية معينة فى أمريكا، يكون لها علاقة قوية بالإدارة الأمريكية لمنع قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب. وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن عائلة الحداد الإخوانية أكثر العائلات التى على صلة بمسئولين أمريكيين ومراكز أبحاث بجانب قيادات إخوانية أخرى متواجدين فى الولايات الأمريكية، حيث تعتمد عليهم الجماعة فى التواصل مع منظمات حقوقية لتجميل صورتها فى واشنطن.