مشهد عصيب للازدحام في شوارع منطقة الشويخ والطرق المؤدية إليها لم يكن يتخيله أشد المتشائمين، فبعد غلق جسر الغزالي يوم الجمعة الماضي انطلق الفصل الدراسي الثاني لطلبة الجامعة، ليجد رواد المنطقة أنفسهم على موعد مع ازدحام غير مسبوق أطل بوجهه المزعج ليحجز الناس في الطرقات فيؤخرهم عن مواعيدهم المختلفة سواء للعمل أو للدراسة بالنسبة للطلبة أو لإنجاز أمورهم المختلفة في هذه المنطقة الحيوية.

وما فاقم الأزمة بالطبع تداخل مشروع جسر الغزالي مع 3 مشاريع حيوية أخرى هي جسر الشيخ جابر وطريق جمال عبدالناصر وطريق الجهراء، ومع عدم معرفة رواد الطرق بالتحويلات الجديدة التي فتحتها الأشغال في محيط الجزء الذي فكته من جسر الغزالي، فإن المسافة التي كان يقطعها الشخص بسيارته في دقائق معدودة احتاجت مع الكثيرين إلى أكثر من ساعة.

ومع النشاط الواضح لرجال المرور وانتشارهم في مختلف الطرقات إلا أنهم لم تكن بيدهم أي حلول لفك حالة الشربكة التي ضربت كل المنطقة وتجاوزتها إلى المناطق المحيطة والطرقات الرئيسية حولها.

وقد تفاعل الناس بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الأزمة لتكثر العناوين الرنانة والصور الصادمة، كان منها «الشويخ تختنق.. يا أشغال يا مرور شوفوا الزحمة، السكر ارتفع 300.. الحلول الحكومية للازدحام مكسورة وتبرد.. رفع الدعم عن البنزين لم يحل مشكلة الازدحام.. والوجه من الوجه أبيض.. وغيرها من التعليقات».

تداعيات إغلاق جسر الغزالي

وبسؤاله عن هذا الازدحام، أشار وزير الأشغال م.عبدالرحمن المطوع في تصريح خاص لـ«الأنباء» أن الزحمة ليست فقط في منطقة الشويخ، ولكن نشاهدها في العديد من مناطق الكويت، مستدركا ان إغلاق جسر الغزالي له علاقة بالزحمة المرورية التي شهدتها منطقة الشويخ.

وأضاف أننا قدمنا حلولا لتفادي تداعيات إغلاق الجسر منها عمل طرق أرضية مؤقتة للمشروع وكذلك وقف سير الشاحنات من الدخول للميناء من الساعة 4 صباحا وحتى الساعة 6 مساء، كما تم التنسيق مع جامعة الكويت لاستغلال بعض المواقف لتوقف الشاحنات والخروج من هذه المواقف بعد الساعة 4 عصرا، وكذلك الطلب من مؤسسة الموانئ الكويتية تحويل بعض الشاحنات إلى موانئ أخرى حتى يتم التخفيف عن هذا الطريق، مؤكدا أن العمل بهذه الأمور سيستمر حتى الانتهاء من أعمال المشروع والتي من المتوقع أن تستمر طويلا.

وقال إن مشكلة المشروع أنه مرتبط بمشاريع أخرى مثل جسر الشيخ جابر الأحمد وطريق الجهراء وطريق جمال عبدالناصر، لذلك فإن لهذا الجسر أهمية كبرى، وعليه فإنه ليس من المستغرب ان نشاهد مثل هذه الزحمة.

وعلى سياق آخر، قال المطوع إننا سنعالج طريق العبدلي معالجة مؤقتة لحين توقيع عقد مشروع تطوير طريق العبدلي من ظاهرة تطاير الحصى، خاصة أن هناك حفرا وتشققات للطريق نتج عنهما تطاير الحصى.

حلول مناسبة

من جهتها، أكدت وكيلة وزارة الأشغال م.عواطف الغنيم أن إغلاق جسر الغزالي أمر حتمي كون المشروع لابد أن يتزامن مع مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد ولابد أن تتشابك الجسور الثلاثة مع بعضها البعض: جسر طريق الجهراء وجمال عبدالناصر وجسر الشيخ جابر الأحمد.

وأضافت الغنيم لـ«الأنباء» أن الزحمة الناتجة هي بسبب الناس غير المستوعبين للطرق البديلة المؤقتة لجسر الغزالي وعدم علمهم بهذه الطرق، مؤكدة أن اليومين المقبلين سينتج عنه انفراج في الطرق والزحمة وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور لإيجاد حلول مناسبة تتناسب والزحمة الموجودة وذلك من خلال تحديد المواعيد اللازمة لسير الشاحنات وتخصيص الأماكن التي سيتم منع مرور الشاحنات منها حتى الانتهاء من هذا المشروع الضخم الذي سيكون علامة كبيرة في مشاريع وزارة الأشغال.

وقالت إن الوزارة ستقوم بعمل ورشة عمل مع جامعة الكويت لتعريف الطلبة بأماكن الطرق التي سيسلكونها حال ذهابهم إلى الجامعة والخروج منها، وذلك من خلال ورش عمل ومحاضرات يلقيها عدد من المسؤولين والمهندسين في الوزارة على طلبة الجامعة وذلك من خلال التنسيق مع جامعة الكويت.

وأكدت أن الوزارة لا تألو جهدا في تسهيل جميع الإجراءات التي ستقوم بها جراء تسهيل حركة السيارات للقضاء قدر المستطاع على الزحمة وذلك من خلال عدة جهات ذات الشان بهذا الخصوص.

‏3 محاور رئيسية

بدوره، أكد مدير مشروع تطوير طريق الجهراء م.ياسر بودستور أن الزحمة المرورية التي شهدتها منطقة الشويخ وشلت الحركة بشكل كبير فعلا كانت بسبب إغلاق جسر الغزالي، وهو بالتأكيد جسر حيوي وله تأثير كبير على الحركة المرورية في الكويت كونه جسرا يربط ثلاثة محاور رئيسية، حيث ان هناك جزءا منه يتعلق بطريق جمال عبدالناصر، وجزء يتعلق بمشروع طريق الجهراء وآخر يرتبط بمشروع جسر الشيخ جابر الأحمد.

وأضاف أن الناس فوجئوا في أول يوم بإغلاق الجسر بعد أول يوم دوام رسمي، ولكن بعد اليومين المقبلين سيتعود الناس وستكون لهم دراية بالتحويلات التي تم عملها لهذا الطريق، وبالتالي ستقل الزحمة بعض الشيء، مؤكدا أن هذه الزحمة شهدناها في العام 2012 عندما تم إغلاق جسر الغزالي مؤقتا ومن ثم إعادة فتحه مرة أخرى، حيث حصلت مثل هذه الزحمة الكبيرة، موضحا ان هذا ليس بغريب مادامت هناك مشاريع يتم تنفيذها من قبل وزارة الأشغال، وهذا الأمر يحدث في اغلب دول المنطقة.

وقال إنه خلال الأسبوع الجاري سيتم تفكيك وتكسير جسر الغزالي الحالي لبدء تركيب الجسر الجديد الذي سيتم الانتهاء منه في نوفمبر 2018، أي أن الفترة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع عام ونصف العام.

عادوا والعود «أحمد»:

طلبة جامعة الكويت بمختلف المواقع الجامعية للكليات في (الخالدية، كيفان، الجابرية، العديلية، الشويخ) عادوا إلى كلياتهم صباح أمس مع بداية الفصل الدراسي الثاني، معززين بأعداد زملائهم المستجدين، بعد أن انتهوا الأسبوع الماضي من تسجيل المقررات الدراسية «الباي فورس»، وقد استقبلت جامعة الكويت ما يقارب 39 ألف طالب وطالبة من بينهم 2400 من المستجدين.

ومن خلال جولة لـ «الأنباء» داخل أروقة الجامعة ورغم حالة السعادة لدى الطلبة بعودتهم إلى المقاعد الجامعية والالتقاء بالأساتذة وزملائهم الطلبة والانتظام في تخصصاتهم المختلفة إلا أنهم اجتمعوا على مشكلة واحدة هي تعتبر «الصداع المزمن» في راس الجامعة ألا وهي مشكلة الازدحام المروري لاسميا أن مواقع الخالدية والتي تضم (كلية الهندسة والبترول وكلية العلوم) وأيضا موقع كيفان بما يضمه من (كلية الآداب، الشريعة، التربية) يشكو طلابها طيلة العام الجامعي من الازدحام المروري وعدم كفاية مواقف السيارات بما يؤدي إلى تأخر وصولهم إلى القاعات الدراسية ناهيكم عن المخالفات المرورية التي يحصل عليها الطلبة في حال ابقوا سياراتهم في أماكن ممنوع الوقوف وهو الحل الذي يلجأ إليه الطالب الذي «لا حول له ولا قوة» بعد أن يتأخر عن موعد المحاضرة او الاختبار ويريد أن يوقف سيارته ليلحق ما فاته.

ومع هذا الازدحام أرسلت إدارة الأمن والسلامة رسائل للطلاب والموظفين والأساتذة تدعوهم فيها إلى استخدام بوابة الجاحظ والبوابة القريبة من معهد الكويت للأبحاث العلمية.

وتمنى الطلبة عبر «الأنباء» أن يلتفت المسؤولون إلى جامعة الكويت وخاصة طلبتها والقيام بما يمكن فعله لتسهيل وصول الطلبة للجامعة دون تأخير أو توتر عصبي بسبب الازدحام الخانق الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحوادث المرورية.

وفي متابعة لـ «الأنباء» لتلك القضية الحيوية، كشف مدير إدارة الأمن والسلامة بجامعة الكويت خالد الياقوت في تصريح خاص «للأنباء» عن ان الإدارة تضع خطة مسبقة قبيل كل فصل دراسي بالجامعة، موضحا انه قد تم عقد اجتماع موسع لإدارة الأمن والسلامة لتحديد المهام وإعطاء التعليمات للمشرفين من اجل تسهيل دخول أعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفين إلى مواقع الجامعة المختلفة

وأوضح الياقوت انه قد تمت مراسلة وزارة الداخلية في وقت مسبق من اجل توفير سيارات مرور خارج الجامعة لتسهيل حركة الدخول والخروج لاسيما في موقع الجامعة بالخالدية وكيفان بالإضافة الى توفير إدارة الأمن والسلامة لخط الطوارئ 83333، موضحا أن الإدارة تتواصل أيضا مع الطلبة من خلال «تويتر الجامعة» لأخذ ملاحظات واستفسارات الطلبة واكدنا عليهم إمكانية الاتصال بنا بشكل مباشر من خلال خط الطوارئ.

وأفاد بأن إدارة الأمن والسلامة أرسلت رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجامعة الكويت لإرشاد الطلبة عن العيادات الطبية وأيضا لأخذ ملاحظاتهم واستفساراتهم من اجل المزيد من التواصل مع الطلبة في الفصل الدراسي الثاني.

ومن ناحية أخرى، أشار الياقوت إلى العيادات الطبية التابعة لإدارة الأمن والسلامة والموزعة في كل المواقع الجامعية من اجل التدخل في حال حدوث أي طوارئ.

وأكد أنه على تواصل منذ ساعات الصباح الأولى مع جميع مشرفي المواقع لمتابعة الوضع وللتأكد من عدم وجود أي مشاكل تعرقل حركة السير من داخل وخارج جامعة الكويت.

وعلى صعيد متصل، افاد الياقوت بان الفصل الدراسي الثاني يشهد أيضا وجود طلبة مستجدين ويقوم موظفو الإدارة بدورهم في إرشاد الطلبة إلى قاعات المحاضرات وجميع الأماكن التي سيرتادها الطالب في كليته، وتمنى الياقوت التوفيق للجميع من اجل أن يساهم الجميع في تأدية رسالته نحو الوطن العزيز.

3 طرق بديلة

كشف م.ياسر بودستور عن الطرق البديلة بعد غلق جسر الغزالي هي طريق المطار وطريق جمال عبدالناصر وطريق الجامعة، داعيا رواد الطرق إلى الحرص على الخروج قبل مواعيدهم بوقت مناسب حتى لا يتأخرون.

وأضاف أنه خلال أيام سيقل هذا الازدحام مع معرفة الناس بالالتفافات الجديدة والمداخل البديلة التي تساعدهم على الوصول إلى

وصف الصورة

وجهاتهم.

العبدالله لـ «الأنباء»: تحويل بعض السفن من ميناء الشويخ إلى ميناء الشعيبة

فرج ناصر

أكد مدير عام مؤسسة الموانئ الشيخ يوسف العبدالله ان المؤسسة سارعت بتنفيذ قرار مجلس الوزراء بتحويل عدد من السفن من ميناء الشويخ إلى ميناء الشعيبة للمساهمة في حل مشكلة الازدحام.

وأضاف أنه خلال يونيو الماضي تم عقد اجتماع للجمارك مع اتحاد وكلاء الملاحة وتم إصدار قرار إداري بهذا الشأن يتم من خلاله دراسة هذه الزحمة حيث تم من خلال ذلك توفير مواقف للشاحنات من جامعة الكويت من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا وتم من خلاله أخذ كل الإجراءات بإغلاق هذا الجسر، مؤكدا أن العمل يتم على مدار الساعة للتغلب على أي عقبات.

عبّر عن أمله في تفهّم الأساتذة لهذا الوضع

القشعان لـ «الأنباء»: موقع الجامعة أمام معضلة كبيرة بعد غلق جسر الغزالي

آلاء خليفة

وصف الصورة

قال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.حمود القشعان إن موقع الجامعة بالشويخ أمام معضلة كبيرة متمثلة في إغلاق الشريان الرئيسي لكلية العلوم الاجتماعية، موضحا ان الطالب الذي كان يصل في السابق خلال نصف ساعة سيصل اليوم في ساعة، مشددا على الطلبة الخروج مبكرا من منازلهم ليتمكنوا من الوصول في الموعد المحدد، وذلك بعد إغلاق جسر الغزالي، متمنيا ألا تكون الحفريات خارج الجامعة سببا في تأخر الطلبة وهي رسالة كذلك لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، متمنيا ألا يكونوا حادين مع الطلبة ويقدروا الظروف التي يمر بها موقع الجامعة بالشويخ ومنحهم الوقت حتى يتأقلموا مع هذا الوضع.

من جهة أخرى، هنأ د.القشعان طلبة كلية العلوم الاجتماعية وطلاب جامعة الكويت بشكل عام بمناسبة بدء الفصل الدراسي الثاني بالجامعة.

وأشار إلى ان كلية العلوم الاجتماعية تضم 3700 طالب وطالبة، وبعد أن قدم التهنئة للطلبة المستجدين، وجه إليهم رسالة مفادها «لا للقبلية لا للفئوية ولا للإقصاء أو الكراهية» معلنا ان الكلية ستنطلق «اليوم» ببدء أنشطتها للفصل الدراسي الثاني.

وعلى صعيد آخر، كشف القشعان عن أن هناك 4 أنشطة رئيسية لكلية العلوم الاجتماعية للفصل الدراسي الثاني.