قبل 15 يوما من اللقاء المرتقب الذى سيجمع بين الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، هدد الأخير، إيران بأنه يعتزم مناقشة مسألة تجديد العقوبات عليها مع الرئيس الأمريكى خلال الاجتماع المزمع عقده فى 15 فبراير المقبل، وذلك بعدما أكد مسئول أمريكى أن إيران اختبرت صاروخا باليستيا متوسط المدى يوم الأحد، انفجر على مسافة 630 ميلا.
 
المسؤول الأمريكى، الذى رفض الإفصاح عن هويته، أكد أن التجربة الصاروخية أجريت فى موقع قرب محافظة سيمنان الإيرانية، مشيرا إلى أن آخر تجربة أجريت على هذا النوع من الصواريخ كانت فى يوليو 2016، حسبما ذكرت وكالة "رويترز". وقد تعتبر تجربة إيران الصاروخية، انتهاكا للقرارات الأممية، ومن المحتمل أن تمهد الطريق لفرض عقوبات على إيران، حال ثبوت انتهاكها، قرار مجلس الأمن الدولى 1929، الذى ينص على إنهاء العمل بأحكام قرارات مجلس الأمن السابقة بشأن المسألة النووية الإيرانية، ويضع القيود المحددة التى تسرى على جميع الدول دون استثناء. والدول الأعضاء ملزمة بموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها.
 
وبموجب ذلك القرار "يحظر على إيران القيام بأى أنشطة تتعلق بصواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية وعلى الدول اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع نقل التكنولوجيا ذات الصلة أو تقديم مساعدات فنية."  وأجرت إيران، مجموعة من التجارب الصاروخية فى الأشهر الأخيرة، قالت الولايات المتحدة والحكومات الاوروبية إنها تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق النووى الذى أبرم فى عام 20155، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب".
 
وعلى الرغم من أن القوى الغربية، تقول أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ومن ثم فإنها تتعارض مع الاتفاق، إلا أن إيران تؤكد أن برنامجها الصاروخى "غير قابل للتفاوض".
 
أمريكا على علم بتجربة إيران الصاروخية
فى إطار ذلك، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، خلال مؤتمر صحفى، قائلا:"نحن على علم بأن إيران أطلقت ذلك الصاروخ.. ونتحرى طبيعة الأمر وسأحاول إطلاعكم بالمزيد فى وقت لاحق."
 
هجوم إسرائيلى على إيران
 فى المقابل، أتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إيران بإطلاق صاروخ باليستى، فى خطوة قال إنها تمثل "انتهاكا سافرا" لقرار مجلس الأمن الدولى. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى، عبر صفحته  الرسمية علة موقع التواصل الاجتماعى، أنه يعتزم مناقشة مسالة تجديد العقوبات على إيران، وغيرها من المسائل فى لقائه المقبل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مضيفا:"يجب ألا يمر العدوان الإيرانى بلا حساب".
 
 باريس تتعهد بالدفاع عن الاتفاق النووى مع إيران
فى سياق متصل، تعهدت فرنسا، بالدفاع عن الاتفاق النووى مع إيران، الذى هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإلغائه، لكنها قالت أن من الضرورى أن تلتزم إيران تماما ببنود الاتفاق. وقال وزير الخارجية الفرنسى، جان مارك إيرو، أن "المصلحة العامة" تقتضى الامتثال لاتفاق 2015 الذى وافقت إيران بمقتضاه على الحد من أنشطة برنامجها النووى مقابل تخفيف العقوبات.
 
وخلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وصف ترامب الاتفاق بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق" وأبلغ الناخبين بأنه إما سيلغيه أو سيسعى لإبرام اتفاق أفضل. ووصل وزير الخارجية الفرنسى، إلى العاصمة الإيرانية فى وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والقيادة الأمريكية الجديدة توترا بسبب قرار ترامب منع دخول مواطنى 7 دول إلى أمريكا، من بينها إيران.
 
وقال جان مارك إيرو للصحفيين عقب هبوط طائرته فى طهران:"جئت مدافعا عن الاتفاق ولكن مع الحذر وشرح أنهم (الإيرانيون) يجب أن يكونوا فى موقف غير قابل للنقد"، مضيفا:"تنتابنا مخاوف حقيقية بشأن موقف الإدارة الأمريكية تجاه هذا الاتفاق".