تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ضربة كبرى بعدما أعلن "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" فى خطوة مفاجئة انفصاله عنها، بعد تولى إدارة ترامب الأمور فى أمريكا، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن الاتحاد يخشى من اعتبار ترامب الإخوان منظمة إرهابية فى واشنطن، وهو ما سينعكس عليه. وبحسب مصادر لـ"اليوم السابع"، عقد اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا اجتماعًا طارئًا فى مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة 56 من أعضاء الاتحاد برئاسة "عبد الله بن منصور". وجاءت أهم فعاليات الاجتماع التصويت على انفصال "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" عن جماعة الإخوان بموافقة 48 عضوًا واعتراض عضوين وامتناع 6 عن التصويت، ما أدى إلى غضب العراقى "أحمد كاظم الراوى"، الذى أعلن استقالته من الاتحاد، نظرًا لسابقة تأكيد القيادات الإخوانية بالخارج استمرار "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" كأحد الكيانات التابعة لجماعة الإخوان، وأحد مصادر دعم الجماعة على الساحة الأوروبية. وكشفت المصادر عن أن "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" أحد الكيانات التابعة لجماعة الإخوان، ويضم هيئات ومؤسسات إسلامية تنتشر فى قرابة نحو 30 دولة أوروبية، ويعد بمثابة الجناح الأوروبى للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، حيث تم تأسيسه فى خمسينيات القرن الماضى فى أعقاب الضربات التى وجهتها مصر لجماعة الإخوان فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان من القائمين على تأسيسه "سعيد أحمد رمضان" زوج ابنة "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان وسكرتيره الشخصى، وفاز برئاسته مؤخرًا القيادى "عبد الله بن منصور" خلال الانتخابات التى أجريت فى تركيا خلال الفترة من 6 فبراير حتى 9 من نفس الشهر فى 2014. ورجحت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اتخاذ "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" هذا القرار بهدف تلافى اتخاذ الإدارة الأمريكية الجديدة أية إجراءات قبل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان والكيانات التابعة لها. وكان عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق، قال إن اتحاد الجمعيات الإسلامية، سيتخذ موقفًا مهمًا تجاه الإخوان فى أوروبا، مطالبًا قواعد الجماعة بانتظار هذا القرار. وأضاف تليمة عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "قطعًا لتكهنات البعض بالسوء حول الخبر المنتظر بخصوص إخوان أوروبا ومنعًا للتأويلات الخبر يخص اتحاد المنظمات الإسلامية وعلاقته بتنظيم الإخوان المسلمين وهو قرار يصدر عن اتحاد المنظمات". وعلق بلال صباغ، أحد قواعد الإخوان على تصريحات تليمة قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه دولة عابرة للقارات فعلاوة على تنظيم دولى لا ينبغى أن يكون عابر للقارات، أما ساحة الأفكار والعلاقات الشخصية ففيها متسع". فيما علق خالد نور، أحد قواعد الإخوان قائلاً: "أحنلقيها من اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا ولا من ترامب"، فيما علق خالد جوهر قائلاً: "أنا أستغرب أنهم لا يترصدون إلا للإخوان وهفواتهم وأخطائهم". من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إنه من المتوقع حدوث الكثير من خطوات الانفصال من التنظيم الدولى للإخوان، وفض الاشتباك مع الجماعة استعدادًا لقرار المشروع المرتقب بتصنيفها إرهابية بأمريكا. وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن مختلف المنظمات الإسلامية العاملة فى الخارج خاصة التى تقوم مصالحها على الاعتراف بشرعيتها وعلاقاتها مع مؤسسات الدولة لن تتحمل خسائر الحاقها بمنظمة مصنفة إرهابية ومحظورة قانونيًا. وفى السياق ذاته قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هناك تحركات وتكتيك جديد من أجل إعادة ترتيب الأوراق وتوزيع الأدوار وليس أكثر خاصة بعد بدء دونالد ترامب فى تنفيذ وعوده الانتخابية واتجاه لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية. وأضاف الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن هذا الاتحاد مطالب بعمل مراجعات فكرية بعد انفصاله عن الإخوان، فلا يمكن الحديث عن انفصال أو خلافه بدون مراجعات فكرية حقيقية.