مع تنامي الطلب على الحجوزات خلال الشهر الماضي وان كان بوتيرة منقطعة بين الفينة والأخرى، واصل موسم التشغيل المنخفض بفرض واقع نقص الحجوزات على معظم شركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي ناهيك عن المتاعب التي تعانيها هذه الشركات من «انفلونزا الخنازير» و«أزمة مالية عالمية» مما دفع هذه الشركات الى الاستمرار في تقديم العروض السعرية على مختلف المحطات، لاسيما تلك التي تشهد طلبا كبيرا في فترة الأعياد كبيروت والقاهرة ودبي والبحرين وقطر ودمشق.
ورغم تعاظم السعة المقعدية للشركات على هذه المحطات سواء كان من خلال الرحلات الإضافية أو دخول شركات جديدة عليها فإن الطلب العالمي عليها استطاع امتصاص المعروض بطريقة فائقة مما دفع منظمة النقل الجوي (اياتا) باستثناء منطقة الشرق الأوسط من قائمة الركود والصعوبات الاقتصادية التي تعترض الناقلات العالمية التي اخذت تقوم باندماجات لم يشهد التاريخ لها نظيرا وولدت شركات هي الأضخم تسير اساطيل يتجاوز عدد طائراتها 500 طائرة.
ومع أفول 2009 بتحدياته والاستعدادات لعام جديد يكتنفه الكثير من التفاؤل سجلت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والخليجية بشكل خاص قدرات كبيرة وضخمة في مواجهة الصعوبات والتحديات بكل أشكالها سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية أو اجتماعية من خلال مرونتها وتعاطيها مع هذه التحديات بصورة مميزة أثبتت من خلالها كفاءتها وقدرتها على ان تكون الناقلة الوطنية لبلدانها.
فـ «الكويتية» ورغم التحديات الجمة التي واجهتها من خلال اسطولها المتقادم والرشق الإعلامي لها من كل حدب وصوب برهنت على انها صانع السوق الأول في الكويت، والأمر ذاته بالنسبة لـ «الجزيرة» التي واصلت البحث عن محطات جديدة وخلق طلب جديد في السوق من خلال عروضها السعرية التي دفعت العديد للتفكير في السفر أكثر من مرتين بالسنة عوضا عن مرة واحدة، و«الوطنية» التي استطاعت ان تبتكر خدمات ومنتجات جديدة تلبي متطلبات السائح الكويتي الكثيرة والمتعددة، ناهيك عن «الامارات» و«القطرية» و«الخليج» و«الاتحاد» و«العمانية» التي استمرت في تحقيق معدلات نمو رغم الظروف الصعبة المحيطة.
ورغم ذلك كله يمكن تسمية عام 2009 بعام «الكبيسة» على شركات الطيران المختلفة ولا يختلف أحد على أن هذه الشركات لن تذرف دمعة واحدة على انتهاء هذا العام الصعب بكل المقاييس والذي اخرج العديد من شركات الطيران العالمية من السوق وسرّح آلاف الموظفين في كل أنحاء العالم.
من جهة أخرى، تستقبل هذه الشركات العام الجديد بتفاؤل حذر لاسيما ان الجميع يعتبر ان «الصعب قد ولى» وكل ما هو قادم سيكون خيرا مع العديد من التقارير الدولية التي اشارت الى عودة الانتعاش الاقتصادي العالمي وتحرك عجلة النمو من جديد وكان آخرها في قطاع النقل الجوي الذي صدر عن المجلس الدولي للمطارات الذي أكد فيه ضرورة احياء مطارات العالم لمشروعات التوسع التي تجمدت خلال الركود الاقتصادي.
وأضاف المجلس من مقره في جني&<700; خلال اعلانه عن نتائج مسح شمل 709 مطارات حول العالم ان العديد من المشروعات «تأجلت أو تعثرت أو تجمدت» بسبب الركود العالمي. وأضاف ان الطلب في مجال النقل الجوي والسفر بالطائرات سيتعافى في العام المقبل نتيجة الانتظار مما يكشف مجددا المشكلات التي تعاني منها المطارات القديمة والمزدحمة.
وقال المجلس الدولي للمطارات «ستطفو الموضوعات القديمة ومشكلات الاستيعاب والازدحام على السطح عاجلا أو آجلا»، مطالبا المطارات بالتحرك سريعا «لتخطيط وتطوير وتنفيذ مشروعات التوسع».
كما ان التقارير الجديدة الصادرة فيما يخص «انفلونزا الخنازير» والتي خففت من تأثيرها النفسي وبالتالي من تأثيرها على احجام المسافرين عن السفر جميعها ستساهم في رسم صورة تفاؤلية للعام القادم بالنسبة لشركات الطيران العالمية قبل شركات الطيران في المنطقة. الا ان المخاوف القادمة مع العام الجديد تتمثل في عودة شبح أسعار النفط وتأثيره على أسعار وقود الطائرات، إضافة الى تأثير ذلك على ناقلات المنطقة من جهة ان مرحلة الانتعاش الاقتصادي التي شهدتها دول الخليج بشكل عام قد ولت مع الأزمة مما سيجعل شركات الطيران في المنطقة تواجه صعوبات مقرونة بنسب نمو اقتصادي عادي في دولها.