تركت الخسارة امام الكاميرون بركلات الترجيح2-4, في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الافريقية للشباب بجنوب افريقيا, أثارا نفسية لدي لاعبي المنتخب الوطني وجهازه الفني, نتيجة شعورهم بنوع من الظلم التحكيمي .
و الذي تسبب في خسارتهم, ولاسيما بعد تلك الحالة العصبية التي انتابت اللاعبين من تصرفات حكم المباراة التشادي أدم كوردير وحامل الراية الكونجولي مالونجا, خلال لعب ضربات الجزاء الترجيحية بعد أن أعطيا قرارا باعادة ركلتين للكاميرون لتسجل منهما هدفين أخفق لاعباها في أول مرة من تسجيلهما.
ورفض معظمهم الافصاح عن ذلك صراحة رغم أن لسان حاله يقول ذلك, ولكن يبدو أن الجملة التي قالها ضياء السيد المدير الفني خلال المؤتمر الصحفي تعبرعن سر السكوت, حيث قال عند سؤاله عن التحكيم خلال المباراة: أريد أن أذهب الي كأس العالم دون عقوبات من الكاف!
لقد تأثر الجميع بعد هذه المباراة الماراثونية التي امتد وقتها الأصلي والاضافي الي120 دقيقة, لأن التوفيق لم يحالفهم رغم أنهم كانوا الأفضل فنيا بشهادة الجميع, ولذا قال ضياء السيد: انها كرة القدم, وأدينا مباراة جيدة وكان فيها عنصر جديد هو اللاعب محمد صبحي الذي حل مكان رامي ربيعة الذي غاب للايقاف وظهر بمستوي جيد, الي جانب أننا لم نخسر خلالها, وهو ما أكده أيضا تامر حسن المدرب العام أن النواحي التكتيكية والبدنية لدي الفريق كانت جيدة طوال الأشواط الأربعة للمباراة, والخسارة بهذا الشكل لابد أن نتقبلها, وأظهرت مباراة الكاميرون المرحلة الجيدة التي وصل اليها اللاعبون, أما سعفان الصغير مدرب حراس المرمي فقد أثني علي مستوي أحمد الشناوي حارس منتخب مصر للشباب طوال اللقاء, وكذلك في ضربتي الجزاء اللتين تصدي لهما وأعادهما الحكم, حيث قال الصغير: ان تصدي الشناوي لهما كان صحيحا مائة بالمائة.
ولم يكن أيمن حافظ المدير الاداري للمنتخب مختلفا في رأيه عند التعليق علي مباراة الكاميرون, حيث قال أن منتخب مصر كان الأفضل وفقا لاحصائيات المباراة التي أعلنتها اللجنة الفنية بالبطولة, ووارد جدا أن يخسر أي فريق بضربات الحظ الترجيحية, لكن أحدا من اللاعبين لم يقصر, بينما كان لفتحي نصير المدير الفني لاتحاد الكرة ورئيس البعثة رأيا مبنيا علي وجهة نظر مختلفة, حيث تحدث بشكل عام عن مباراتي الدور قبل النهائي وما شهدته من لعب210 دقيقة شارك فيها56 لاعبا متضمنا هذا العدد تغييرات كل فريق, لكنها لم تسفر سوي عن هدفا واحدا ملعوبا من نيجيريا في مرمي مالي, باعتبار أن هدف نيجيريا الثاني من ضربة جزاء, وهو مايشير وفقا لتحليل نصير الي أن الحذر كان محيطا بأداء المنتخبات الأربعة, كما أن هناك أزمة لدي الجميع في مثل هذه المرحلة السنية في ايجاد اللاعب الهداف.
تلك هي ردود أفعال الجميع بعد الخسارة من الكاميرون ونقلناها بكل حيادية, ولكن تبقي في النهاية الخسارة هي الخسارة, فتاريخ كرة القدم لا يتذكر سوي النتائج, ولا يتوقف عند الأداء, وانما يكون الأخير دفعة للفريق في استعداداته للمشاركة في منافسة أخري لاحقة وهي ما بدأ بالفعل التفكير فيها, وكيف سيتم التخطيط لمشاركة هذا المنتخب في نهائيات كأس العالم للشباب المقبلة بكولومبيا خلال شهر يوليو المقبل, وذلك بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة صعبة بالفعل سيلعب فيها مع البرازيل والنمسا وبنما.
ولم يجد الجهاز الفني لمنتخب مصر سبيلا أمامه بالأمس سوي علاج لاعبيه نفسيا من أثار تلك المباراة مع الكاميرون وكانت تعليمات ضياء السيد المدير الفني للاعبيه بعدم الحديث عن المباراة ونسيان أحداثها, والتركيز في الفوز علي مالي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والمقررة في الثانية عشرة ظهر الغد, باعتبار أنها اللمسة الأخيرة لهم في البطولة ويجب أن تترك ذكري طيبة, الي جانب أنها المرة الثانية التي سيلعبون فيها مع مالي ولابد من تعويض خسارتهم منها بالدور الأول بهدف مقابل لا شيء.
علي هذا الأساس, أجري الفريق تدريباته في العاشرة من صباح أمس دون وجود طارق سليمان طبيب الفريق الذي استأذن للذهاب مع فتحي نصير للاطمئنان علي حالة محمد السياجي عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق الذي تعرض لأزمة صحية نقل علي أثرها الي أحدي مستشفيات مدينة جوهانسبرج, في أثناء تواجده ضمن إحدي لجان الكاف بالبطولة الحالية, علي أمل أن تتحسن حالته وامكانية اصطحابه في رحلة العودة مع البعثة مساء الغد, حيث من المقرر أن تصل الي القاهرة في ساعة مبكرة من صباح بعد غد.