فيما تشهد الساحة السياسية في الكويت مرحلة بالغة الحساسية ترسم ملامح المرحلة المقبلة بعد عودة غالبية مقاطعي الانتخابات الماضية إلى المشاركة في انتخابات مجلس الأمة المقررة في 26 نوفمبر الجاري، شدد مراقبون على ضرورة أن يتمعن المرشحون كافة بما ورد في مرسوم حل المجلس السابق من تنبيه إلى التحديات التي تواجه البلاد بسبب الأوضاع الإقليمية.

وبينما تحتفل الكويت يوم الجمعة المقبل بالذكرى الرابعة والخمسين للدستور، يشهد اليوم نفسه الذي يصادف 11/‏‏11 دعوة من خصوم النظام المصري للتظاهر ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي مستغلين الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه مصر في الفترة الحالية.

ورأى مراقبون ان ثمة شبهات تحيط بالدعوة «المصرية» للتظاهر والتي صدرت من حسابات عدة لناشطين من جماعة «الإخوان المسلمين» يعيش أصحابها خارج مصر، وتم من خلالها حض المصريين على المشاركة بهدف إضعاف النظام ومحاولة إسقاطه سعياً لإرجاع الرئيس المخلوع محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

وفي هذا الإطار، استعاد المراقبون تحركات العام 2013 الذي شهد في الكويت مقاطعة «الإخوان» لانتخابات مجلس الأمة انذاك احتجاجاً على نظام الصوت الواحد، وشهد في مصر خلع الرئيس مرسي وما رافقه من احتجاجات «إخوانية» أشهرها تظاهرة «رابعة» والتي شهدت مشاركة رسمية من ناشطي حركة الإخوان المسلمين في الكويت والخليج، مع الإشارة إلى ان الانتخابات في الكويت جرت بعد نحو شهر من إطاحة مرسي.

وفيما اعتبر بعض محركي التظاهرات السابقة في مصر التي أطاحت بالرئيسين حسني مبارك ومحمد مرسي ان هذه التظاهرة لن يكتب لها النجاح، لأن القائمين عليها من جماعة الإخوان المسلمين فقدوا الكثير من التعاطف لأسباب متعددة أبرزها الاستقواء بالخارج على الداخل المصري، برزت تساؤلات عما إذا كان لأفرع «الإخوان المسلمين» في الكويت والخليج مساهمات في دعم التظاهرة المزمع خروجها يوم 11/‏‏11 كما حصل في التظاهرات السابقة.

وتساءل المراقبون عما إذا كانت عودة «إخوان الكويت» إلى المشاركة في الانتخابات، سترتبط أيضاً بعودتهم إلى المشاركة في تظاهرات «إخوان مصر»، كما في الأعوام السابقة التي شهدت وجود عدد من ناشطي أفرع حركة الإخوان المسلمين في الكويت والسعودية والإمارات وقطر ضمن صفوف المتظاهرين من «إخوان مصر»، مذكرين بالتقاط وسائل الإعلام صوراً لهؤلاء أثناء التظاهرات، ومن بينهم على سبيل المثال الكويتي على يوسف غلوم والذي يحمل اسما «حركيا» هو الدكتور علي السند.

وعلي غلوم سند المُكنى بـ «علي السند» شارك في التظاهرات «الإخوانية» التي استهدفت زعزعة الأمن في مصر الشقيقة منذ بداياتها، حسب ما نشر من صور عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وبعد فض قوات الأمن لهذه التظاهرات ثبّت شعار «رابعة» على بروفايل حسابه الشخصي في «تويتر»، قبل أن يقوم بإزالته بعد تجريم المملكة العربية السعودية التعامل مع «الإخوان المسلمين» المحضورة، لكنه استمر في تأكيده على مناصرة «الجماعة» ودعمها في كتاباته وآرائه.

ويشغل علي غلوم المُكنى بعلي السند والذي يعمل في قسم الدراسات الاسلامية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتـــــدريب، مـــوقعاً متقدماً في حركة الإخوان المسلمين - فرع الكويت، ويشارك في فعالــــياتها المعلنة كافة، كما يشارك في الاجتماعات الســــرية للـــــحركة والتصويت علـــى القــــرارات التي يتم اتخاذها.

ونـــــبه المراقبون إلى ضرورة أن تكون عودة «إخوان الكويت» إلى المشاركة السياسية غير مرتبطة بأي أجندات خارجية تتبع «الإخــــوان المســــلمين» في مصر وغيـــرها، متساءلين عن سر تزامن النشاط الســــياسي «الإخواني» في الكويت ومصــــــر، ومــــا إذا كـــان ثمة «أجنــــدة» مشـــتركة يجــــري العـــــمل على تنفيذها بــــتوزيع الأدوار في البلدين.