بعد ساعات قليلة من توقيع الفنان القدير حمدي أحمد لبطولة فيلم "جواز سفر" مع أحمد حلمي مقابل ربع مليون جنيه عاد إلي شركة الانتاج رافضا العمل ورد العربون خمسين ألف جنيه.

الحكاية بدأت عندما طلب أحمد حلمي من حمدي أحمد مشاركته أكثر من عمل سينمائي وكان منها "مطب صناعي" ورفضها جميعا لأنه لم يجد نفسه إلي أن عرض عليه مؤخرا دور "عم هلال" في فيلم جواز سفر.. وقرأ الدور وطلب تعديله لأنه لا يليق به بعد تاريخه الطويل ان يظهر علي الشاشة بهذا الدور "المهمش" وهو الرجل الذي قام بختان "مصري" أو أحمد حلمي وهو طفل صغير وعندما كبر وسافر إلي أمريكا وأصبح يحمل جواز سفر أمريكيا يعود إلي مصر ناقما علي كل شيء وعندما يعود إلي الحارة ويذهب إلي "عم هلال" ليقوم بالتصوير في الاستديو الخاص به وبعد أكلة فسيخ يصاب عم هلال بألم ويذهب للمستشفي ويحتاج لمبلغ كبير من المال لاجراء عملية ولا ينقذه إلا "مصري" بجواز السفر الأمريكي حين يقدم نفسه علي انه من جمعية حقوق الانسان.. ووجد حمدي ان الدور علي شكله هذا لا يليق به فكتب بنفسه بعض التعديلات في صفحتين وذهب إلي أحمد حلمي ومخرج العمل والمؤلف وأبدي الجميع سعادة كبيرة وبدأ حمدي في التعديلات علي مشاهده التسعة في العمل وسلمها لهم وتحول عم هلال إلي شخصية المصري الأصيل والذي جعل من نفسه فيلسوفا وصاحب حكمة والاستديو الخاص به شاهد علي تاريخ مصر فقد قام بتصوير أم كلثوم والعقاد وتوفيق الحكيم ليصبح الشخصية النقيضة لأحمد حلمي.

وبعد عشرة أيام من التعديلات أرسلوا له لتوقيع العقد واعطائه خمسين ألف جنيه واتفقوا علي الملابس وكل شيء.. وسهر حمدي أحمد واتصل بشقيقه أستاذ الديكور "د. سمير أحمد" والعميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه أحمد حلمي عندما درس فن الديكور علي يديه وقام حمدي وسمير بتصميم ملابس الشخصية بما يتفق وملامحها الجديدة لكنه فوجيء قبل التصوير بيوم واحد باتصال من مصممة الملابس تخبره انها سوف تأتي له من أجل ملابس الشخصية فقال لها انه قام بالتصميم وعرض عليها وما وصل إليه فتركته وانصرفت ثم أرسلوا له السيناريو ولم يجد فيه أي تعديل وانما أخذوا بعض الجمل القصيرة واضافوها للشخصية وثار حمدي أحمد الذي اكتشف انهم كانوا يريدون خداعه حتي يوضع أمام أمر واقع يوم التصوير فلا تعديل ولا أي وعد تحقق له قائلين له ان كل شيء سوف يتم أمام الكاميرا أثناء التصوير. وتعجب واعطاهم درسا لا ينسي في أصول الفن والقيم التي تربي عليها ورد العربون.

الغريب في الأمر هو الموقف السلبي للفنان أحمد حلمي الذي لم يتدخل من قريب أو بعيد في الأمر تاركا حمدي أحمد وما كان من الشركة المنتجة أيضا بعد رفض حمدي أحمد التنازل ذهب نائب رئيس مجلس ادارتها إلي منزله بعلبة حلويات ووعده بعمل آخر يحترم تاريخه واسترد العربون الخمسين ألف جنيه.