تعادلات و3 انتصارات هي حصيلة نتائج مباريات الجولة الـ17 التي صدرت الإثارة والسخونة إلي مسابقة الدوري بعد أن ظن كثيرون أن المسابقة فقدت متعتها ومشاهديها .
وذلك بعد فترة الـ75 يوما من التوقف قبل ان تستأنف قبل أسبوعين بانطلاق مباريات الدور الثاني الذي مازال يتصدر جدول ترتيبها العام الزمالك برصيد38 نقطة ويلاحقه الأهلي بـ32 نقطة الذي قفز بضعة مراكز ليحتل الوصافة بعد أن كان في المركز الخامس بـ26 نقطة قبل استئناف المسابقة.
شهدت الجولة الـ17 معدلا ضعيفا جدا من الأهداف مقارنة بالأسابيع السابقة وقبل توقف المسابقة الطويل حيث سجل11 هدفا فقط في الثماني المباريات بمعدل1.57 هدف في المباراة ورغم المعدل الضعيف إلا أن الجولة بالفعل أعادت للدوري ثارته التي كان قد فقدها من قبل.
أول فصول تلك الإثارة تمثلت في مباراة الزمالك مع بتروجيت والتي فاز بها المارد الأبيض في الوقت بدلا من الضائع وتحديدا في ثلاث دقائق فقط بعد أن كان متأخرا بهدف حتي الدقيقة الثانية من الوقت بدلا من الضائع, وحقيقة الأمر أن فوز الزمالك لم يأتي لمجرد أنه كان الفريق الأفضل في المباراة بشكل عام أو أنه كان متفوقا علي بتروجيت أو أن مديره الفني حسام حسن نجح في فك شفرة الدفاع البترولي ولو تأخر كثيرا, ولكن فوز الزمالك جاء لسبب واحد فقط وهو نجاح سياسة حسام حسن في التأثير بعلم السيكولوجي أي علم النفس علي لاعبيه وزرع ثقافة الفوز لديهم والقتال حتي أخر ثانية في المباراة وهو الأمر الذي غاب عن القلعة البيضاء لسنوات امتدت لعقود فقد خلالها الفريق الأبيض هذا النوع من الثقافة, فالأمور الفنية وحدها لا تكفي في كرة القدم الحديثة فالتفوق الفني يجب أن تصاحبه ثقة في النفس ورغبة في الفوز وقتال علي البطولة, هذا ما صنعه حسام حسن, وقد نتفق أو نختلف معه في بعض الأمور الفنية والتي لها وجهات نظر عده إلا أننا جميعا نتفق معه علي الدور النفسي وتلقينه لاعبيه كبارا وصغارا لحماسه المعروف عنه هو وتوءمه أبراهيم.
هذه المقدمة كانت تعكس الواقع الذي شعر به جماهير الزمالك وهي تشاهد فريقها يعود من بعيد بفوز غال لم يكن أحد يتخيله وهناك من لا يصدقه حتي الأن, فالفوز رغم أنه لا يمثل إلا3 نقاط والحفاظ علي فارق النقاط مع الأهلي إلا أن مردوده النفسي سينعكس علي الفريق بلا شك في جولاته المقبلة والتي ستكون صعبة أمام أنبي ثم الإسماعيلي, وقد يكون هذا الفوز محورا مهما يساعد الزمالك علي الفوز باللقب هذا الموسم.
الأهلي لا يهدأ
كعادة الأهلي فريق بطولات ولا يعترف إلا بالألقاب فالمركز الثاني بالنسبه له مثل أخر الترتيب لا يهدأ إلا إذا احتل الصدارة وحصد الألقاب بأنانيه يحسده عليها كل الفرق العربية والإفريقية فمن المركز الخامس قفز الأهلي إلي الوصافة خلف الزمالك وأمامه13 جولة قادر خلالها علي تضييق الفارق مع الزمالك, ولعل فوز الأهلي في محطتين صعبتين للغاية الشرطة ثم الجيش هما من صدرا الإثارة والمتعة للدوري فعندما كان الزمالك في الصدارة والأهلي بعيد عن المنافسة لم يكن للدوري نفس المذاق الأن, فبدأت منذ تلك الجولة المطاردة الحقيقية علي اللقب.
وهنا يجب ألا نغفل الدور الذي لعبه مانويل جوزيه مدرب الأهلي في إعادة روح المنافسة إلي لاعبيه بعد أن كانوا علي مقربة من اليأس, لكن الأهلي حطم عناد منافسيه منذ عودة المسابقة, وليس غريبا علي الأهلي أن يعود من بعيد ليحتل الصدارة ويخطف الألقاب والأمثلة عديدة ويتذكرها الجميع.
لكن يبقي أن فوز الأهلي علي طلائع الجيش كان هو الأروع للفريق منذ بداية الموسم خاصة وأنه قدم أداء جماعيا لم نشاهد عليه الفريق كثيرا هذا الموسم لتبدأ بصمات المدرب العجوز من الظهور علي الفريق.
عادة قديمة
جمهور الإسماعيلي أصبح في حيرة من أمره واصبح علي وشك تصديق الرواية التي تؤكد أن الدراويش ليس فريق بطولات وأنه فقط للمتعه واللعب الجميل واللمسات الباهرة من مهارات لاعبيه الأفذاذ, فالفريق حتي بضعة أيام مضت كان الوصيف وعلي مقربة من القمة ولكنه فقد4 نقاط في مباراتين وأقال مدربه الهولندي فوتا, وبطبيعة الحال لن يعد الجهاز الفني الجديد بلقب هذا الموسم, ليضيع جهد موسم طويل بسبب تعادل أو خسارة, صحيح أن الإسماعيلي ليس بعيد عن المنافسة لكن تبقي رغبة لاعبيه في الفوز والسعي خلف البطولة فتشعر وكأنهم لا يريدون الفوز فأين العلة.
القاع مشتعل
أندية الوسط التي يمثلها فرق الشرطة وأنبي وبتروجيت ومصر للمقاصة والأنتاج الحربي والمصري وحرس الحدود ومعهما طلائع الجيش, لم يتغير بالنسبة لها أي شيء فهي تبحث فقط عن الأمان والوجود موسما بعد الآخر في الممتاز, وقد يكون الصراع علي المركز الرابع هذا الموسم شرسا بين أكثر من نادي للممشاركة في أحد البطولات الأفريقية, لكن يبقي القاع كالعادة مشتعلا والعجيب ومن غرائب الكرة أن تجد الإتحاد السكندري زعيم الثغر هو صاحب أخر الترتيب العام وقد يكون قريب من الهبوط هذا الموسم, والمسئولية مشتركة علي الإدارة واللاعبين لا سيما بعد موقف كبار اللاعبين وأمتناعهم عن التدريب وتسببوا في خسارة كبيرة أمام المقاصة في الجولة16 قبل أن يتعادلوا مع الشرطة سلبا, ويجب أن يتذكر هؤلاء اللاعبون أن الجماهير لا تنسي من تخلي عنها ولو هبط الإتحاد هذا الموسم لا قدر الله فلن يكون لهؤلاء اللاعبين مكان في الفريق ولن ترضي الجماهير أن يرتدوا فانلة زعيم الثغر, فهل يستفيق الإتحاد ويعود لمكانه الطبيعي؟
وقد يكون الأمر متطابقا مع المقاولون العرب الذي يمر بنفس الظروف والغريب أن تلك الفرق تقدم مستوي رائعا أمام الأهلي أو الزمالك ثم سريعا ما تجدها تذرف النقاط أمام الفرق كلها, أنه أمر غريب يحتاج إلي تفسير.
ورغم ابتعاد سموحة ووادي دجلة بعيدا عن القاع إلا أنهما مازالوا في نفس الدائرة وقد يبدلوا مراكزهما مع الاتحاد والمقاولون.