سيطر الأداء المتذبذب على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية في نطاق محدود إلا أن قيمة التداول سجلت ارتفاعا نسبيا مقارنة بأول من أمس، وذلك بفعل عمليات الشراء المرتفعة نسبيا على سهمي البنك الوطني وبيتك.
ويمثل الأداء العام لتداولات السوق امس مؤشرا على امكانية ان يشهد ارتفاعا في تعاملات اليوم الا ان ما يحد من استمرار وتيرة صعود السوق وتحقيق مكاسب مرتفعة استمرار حالة عدم اليقين تجاه السوق من قبل عموم اوساط المتداولين خاصة في بدايات العام القادم، فإذا كان المحرك الأساس للمكاسب الكبيرة التي حققها السوق الاسبوع الماضي واستمرار تحقيق المكاسب حتى نهاية العام الحالي وان كان بوتيرة اقل يكمن في سعي المجاميع الاستثمارية لرفع قيم اصولها، فإن افتقاد السوق للمحفزات التي تدعم الثقة فيه اولا تجعل حركة رؤوس الاموال سريعة ومتقلبة وغير مستقرة الامر الذي ينعكس على الاداء العام للسوق بعدم الاستقرار ايضا، وهذا الشعور يجعل الكثير من اوساط المتداولين يرون أن السوق في بدايات العام القادم سيغلب عليه عدم الاستقرار ايضا خاصة في ظل وجود بعض المؤثرات السلبية سواء على مستوى عدم قدرة العديد من الشركات في اعادة هيكلة ديونها او على مستوى مصير القضية المرفوعة ضد شركة اجيليتي والتي يشهد سهمها واسهم الشركات المرتبطة بها هبوطا بالحد الأدنى لليوم الثاني على التوالي الأمر الذي سيكبد الكثير من الصناديق والمحافظ المالية خسائر كبيرة في ظل اقتراب العام الحالي على نهايته وصعوبة تحسن اسعار هذه الاسهم الا في حال توصل الشركة الى اتفاق ودي في شأن القضية المرفوعة ضدها.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 23.5 نقطة ليغلق على 7095 نقطة بارتفاع نسبته 0.33% مقارنة بأول من امس، فيما انخفض المؤشر الوزني 1.93 نقطة ليغلق على 390.58 نقطة بانخفاض نسبته 0.49% مقارنة بأول من امس. وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 452.6 مليون سهم نفذت من خلال 7090 صفقة قيمتها 59.1 مليون دينار. وجرى التداول على اسهم 127 شركة من اصل 205 شركات مدرجة، فقد ارتفعت اسعار اسهم 56 شركة وتراجعت اسعار اسهم 27 شركة وحافظت اسهم 44 شركة على أسعارها و78 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات العقارية النشاط بكمية تداول حجمها 146.3 مليون سهم نفذت من خلال 1485 صفقة قيمتها 12.2 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 142.2 مليون سهم نفذت من خلال 2125 صفقة قيمتها 12.8 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات الخدماتية المركز الثالث بكمية تداول حجمها 123.9 مليون سهم نفذت من خلال 2364 صفقة قيمتها 20.1 مليون دينار. وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 14.3 مليون سهم نفذت من خلال 248 صفقة قيمتها 1.3 مليون دينار. وجاء قطاع البنوك في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 10.1 ملايين سهم نفذت من خلال 9.8 ملايين دينار.
تذبذب محدود
اتسمت حركة مؤشري السوق بالتذبذب المحدود خلال مراحل التداول الا ان المؤشر السعري سجل ارتفاعا محدودا في نهاية التداول فيما سجل المؤشر الوزني انخفاضا محدودا، وهذا يظهر ان التركيز على حركة التداول لايزال على اسهم الشركات الرخيصة التي حقق اغلبها ارتفاعا في اسعارها فيما ان اسهم الشركات القيادية في حالة استقرار ولكن هناك عمليات شراء خاصة على سهمي البنك الوطني والتمويل الكويتي مقابل عمليات البيع على اسهم اخرى، خاصة اجيليتي التي رغم الارباح القوية التي يتوقع تحقيقها فإن القضية المرفوعة ضدها تؤثر على سعر السهم، فضلا عن انها قد تؤثر على ارباحها المستقبلية، ولا يزال هناك عدد لا بأس به من اسهم الشركات الرخيصة مرشحة لمزيد من الارتفاع، خاصة اسهم الشركات التي تقترب اسعارها السوقية من قيمتها الاسمية، وذلك بفعل عمليات الدعم التي تقوم بها المجاميع الاستثمارية لأسهمها لتجميل ميزانياتها في نهاية العام، فضلا عن ان هناك شركات تسعى ادارتها لتحسين مستويات اسعارها السوقية بهدف توفير عوامل مساعدة للمفاوضات التي تقوم بها لإعادة هيكلة ديونها، وفي نفس الوقت انجاح عمليات زيادة رأس المال، خاصة ان هذا الخيار سيكون من أولويات الشركات في العام المقبل.
آلية التداول
في الوقت الذي سجل فيه سهما بنكين ارتفاعا في اسعارهما السوقية حافظت باقي اسهم القطاع على اسعارها في تداولات ضعيفة بشكل عام باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهمي البنك الوطني والتمويل الكويتي، وهذا يعود الى مؤشرات توزيعهما ارباحا اكثر من البنوك الاخرى. فهناك توقعات بأن يعلن البنك الوطني عن أرباح لعام 2009 اكثر من 270 مليون دينار، ما يعني ان ارباحه في الربع الاخير من العام الحالي ستفوق الـ 70 مليون دينار، بالاضافة الى التوزيعات النقدية والمنحة والتي يتوقع ان تكون بنسبة كبيرة، لذلك فإن السعر الحالي لسهم البنك الوطني يمثل فرصة اكثر من ممتازة للشراء خاصة لأصحاب الاتجاهات الاستثمارية، حيث يتوقع ان يصل سعر السهم لمستوى الدينار و300 فلس مع توقيت انعقاد الجمعية العمومية للبنك، وبالتالي فإن من يقوم ببناء مراكز مالية حالية على السهم يمكنه ان يحقق مكاسب سوقية كبيرة بالاضافة الى التوزيعات الجيدة، كذلك شهد سهم التمويل الكويتي عمليات شراء ملحوظة، حيث يتوقع ان يحقق نموا جيدا في أرباحه في الربع الاخير. وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فقد ازدادت عمليات الشراء بشكل ملحوظ على سهم جلوبل، الأمر الذي دفعه لتحقيق مكاسب سوقية جيدة، ويتوقع ان يستمر الاتجاه الصعودي للسهم الذي يتوقع ان يصل مع نهاية العام الحالي لمستوى 120 فلسا، كذلك واصل سهم الاهلية القابضة الارتفاع بالحد الأعلى لليوم الثاني على التوالي في اطار تصعيد السهم لتحسين ميزانيات الشركات التي تمتلك حصصا مؤثرة فيها. وفي الوقت الذي حقق فيه سهم المدينة للتمويل ارتفاعا ملحوظا في سعره حافظ سهم اكتتاب على سعره في تداولات مرتفعة نسبيا، وحافظ سهم ايفا على سعره في تداولات مرتفعة نسبيا فيما شهد سهم الديرة تداولات ضعيفة مع استقرار في سعره. وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فقد سجل سهم عقارات الكويت تداولات مرتفعة نسبيا مع انخفاض محدود في سعره، فيما ارتفعت اسعار سهمي جيزان والدولية للمنتجعات التي شهد سهمها تداولات قياسية، وقد واصل سهم الوطنية العقارية الانخفاض بالحد الأدنى معروضا دون طلبات لليوم الثاني على التوالي، واستمرت التداولات المرتفعة على سهم ابيار الا ان سعره ظل مستقرا.
الصناعة والخدمات
اتسمت حركة التداول على اسهم الشركات الصناعية بالضعف مع ارتفاع اسعار اغلب اسهم القطاع. وفي قطاع الشركات الخدماتية، استمرت التداولات مركزة على اسهم الشركات الرخيصة في القطاع، فيما استمر سهم اجيليتي في الانخفاض بالحد الادنى لليوم الثاني على التوالي رغم عمليات الشراء الملحوظ على السهم الا ان موجة البيع أقوى، ولن يتوقف الاتجاه النزولي للسهم الا في حال التوصل لاتفاق ودي في شأن القضية المرفوعة ضد الشركة في اميركا، فمن المفترض ان تعلن الشركة عن طبيعة التطورات حول المفاوضات التي تمت في شأن هذه القضية خاصة ان امس الثلاثاء كان اليوم الاخيرة من الفترة التي حصلت عليها الشركة للوصول لاتفاق ودي قبل ان تتحول القضية الى القضاء الاميركي، وتراجعت تداولات سهم زين مع انخفاض سعره ليستقر عند مستوى الدينار. واستمرت التداولات ضعيفة على اسهم الشركات غير الكويتية باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهم التمويل الخليجي الذي حقق ارتفاعا محدودا.
استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات والبالغة 33.7 مليون دينار على 57% من القيمة الاجمالية للتداول، وهذه الشركات هي:
الوطني، بيتك، جلوبل، السلام القابضة، الدولية للمنتجعات، اجيليتي، هيتس تلكوم، زين، السور للوقود.
استحوذت قيمة تداول سهم اجيليتي البالغة 6.2 ملايين دينار على 10.4% من القيمة الاجمالية.
باستثناء انخفاض مؤشر قطاع الشركات غير الكويتية بمقدار 9.8 نقاط، فقد ارتفعت مؤشرات 6 قطاعات اعلاها قطاع الاستثمار بمقدار 45 نقطة، تلاه قطاع الخدمات بمقدار 28.1 نقطة، تلاه قطاع البنوك بمقدار 25.1 نقطة.