أثار التسجيل الصوتي للرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي بثته قناة العربية الكثير من ردود الأفعال خاصة وأنه يأتي وسط مطالب بالخروج في مظاهرة مليونية يوم الجمعة القادمة لمطالبة نهائية بمحاكمة مبارك وقبل ساعات من مثول جمال مبارك للتحقيق.
والغريب أن قناة العربية سعودية التمويل نوهت عن التسجيل قبل إذاعته بأنه "تسجيل صوتي للرئيس مبارك" دون الإشارة لكونه رئيسا سابقا.
مسئولو قناة العربية في القاهرة، أكدوا عدم طلبهم لإجراء حوار مع الرئيس السابق بل أن التسجيل وصل إليهم رافضين الافصاح عن الجهة التي أوصلته لهم ، ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من عرض المملكة العربية السعودية للمجلس العسكري بالعفو عن مبارك مقابل عرض سخي يسدد ما يقارب ال70% من ديون مصر.
من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس وحدة التحول الديمقراطى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مبارك يحاول التشكيك في التحقيقات التي يجريها النائب العام ويتعامل وكأنه مازال الحاكم الفعلي للبلاد وأنه من يعطي الأوامر محولا أمر محاكمته وملاحقة أمواله في الخارج إلي مسألة علاقات عامة!
وأشار هاشم إلي أن خطوة الإعلان عن تسجيل لمبارك يذاع علي قناة موالية للسعودية يحمل دلالة قبول المجلس العسكري لطرح السعودية بالعفو عن مبارك مقابل دفع حفنة من المال وهذا أمر غير مقبول شعبيا.
وطالب هاشم المجلس العسكري بألا يترك مبارك يشعر بأنه في مصيف ويقضي أيامه في مننتجع شرم الشيخ كرئيس!
ويتفق معه الدكتور عمار علي حسن قائلا إن هذا التسجيل هو محاولة لتعميق الفجوة بين الجيش والشعب والذى يأتى بعد يوم واحد من حادث التحرير وفض اعتصامه بالقوة، ويوضح حسن أن الجيش هو الذى فرض الاقامة الجبرية علي مبارك مؤكدا أن الاقامة الجبرية تعني فصله التام عن العالم الخارجي وتسحب منه كل وسائل الاتصال وبالتالي بهذا التسجيل تنهدم حقيقة الاقامة الجبرية ،كما دلل علي عمق الدور السعودى ومحاولته افشال الثورة المصرية.
وأضاف حسن أنه كان في زيارة قبل عدة أيام لاحدي دول الخليج وأكد له مسئول رسمي أن قناة العربية أجرت حوارا مع جمال مبارك لمدة ساعة يدافع فيها عن نفسه وسيتم اذاعته قبل محاكمته بأيام.
واستكمل حسن : أن هذا التسجيل يطعن في كافة إجراءات النائب العام التي اتخذها فكيف يوجه مبارك حديثه ويوجه النائب العام وكأنه مازال يمارس سلطاته كرئيس للبلاد؟ أليس مبارك في وضع اتهام وعليه أن يمثل أمام النائب العام خلال الأيام القادمة؟ فكيف يملى عليه بعض الأجراءات؟
وطالب حسن الجيش المصرى ببيان عاجل يوضح فيه موقفه من هذا الأمر وكيف يسمح لمبارك بالظهور ويكشف عن حقيقة وجود مبارك فى شرم الشيخ وليس فى المملكة العربية السعودية التى ربما يكون قد سجل حديثه بها، مضيفا أنه علي المجلس العسكرى كذلك كافة الإجراءات التى اتخذها لمحاكمة مبارك وأسرته وآليات استرداد الأموال المنهوبة
بينما اختلف معهما الدكتور عمرو حمزاوي الذي قرأ الرسالة بطريقة مغايرة حيث قال في تصريحات للدستور الأصلي أن هذا التسجيل حمل مؤشرا إلي أن التحقيق مع الرئيس مبارك بات قريبا جدا ولذلك خرج محاولا الدفاع عن نفسه خاصة وأن مازال مواطن له كافة الحقوق وله أن يدافع عن نفسه بكافة الوسائل القانونية مشيرا إلي عدم يقينه بأن الأقامة الجبرية لا تمنعه من بث مثل تلك الرسائل.
وأضاف حمزاوي عن اختياره لإحدى القنوات غير المصرية فهذا اختيار شخصي له الحق فيه ولا يحمل أي دلالة أخري من وساطة بعض الدول الخليجية من عدمه لمنع محاكمة مبارك