حـالة من الرفض عمت أمس المستوى الشعبي مع دخول قرار زيادة أسعار البنزين حيز التنفيذ بنسبة تزيد على 80%.

ويعتبر القرار الحكومي التقشفي هو الأول الذي يشمل المواطنين والمقيمين والقطاعات التجارية على حد سواء، بعد أن تم استثناء المواطنين من قرارات تقشفية سابقة مثل تخفيض الدعم عن الكهرباء والماء في أبريل الماضي، واستثناء القطاعات الاقتصادية من زيادة الكيروسين والديزل بداية العام الماضي.

وتوقع اقتصاديون أن تفرض زيادة أسعار المحروقات بالكويت ضغوطا تضخمية، تضعف القوة الشرائية للدينار بينما سترتفع تكلفة المعيشة بسبب الزيادة المنتظرة للسلع والخدمات.

وتوقعت مؤسسة «ارنست اند يونغ» التي أعــــدت دراسة لوزارة المالية أن يرتفع مؤشر اسعار المستهلك 0.5 نقطة مئوية، ليرتفع التضخم الى 3.5% وهي الأعلى خليجيا.

«البترول»: المستهلكون يتجهون نحو «الممتاز»

وشهدت محطات البنزين أمس إقبالا كبيرا لتعبئة الوقود وفق الأسعار القديمة، وخلال جولة أمس في عدد من محطات الوقود، تبين أن تلك المحطات شهدت ازدحاما من أصحاب المركبات الذين يحاولون استباق قرار زيادة أسعار البنزين.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر مسؤولة إن معدلات الاستهلاك وصلت إلى أكثر من الضعف، وقامت فرق من الدعم الفني وجهاز نظم المعلومات من شركات الوقود بالتواجد في المحطـــات قبـل ساعـات مـن تغييـر الأسعـار.

على صعيد متصل، قال الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية م.محمد المطيري لـ «كونا»، إنه من المتوقع، إثر زيادة البنزين، حدوث تغير في نمط الاستهلاك، وتوجه الزبائن إلى استهلاك منتج الممتاز بدلا من الخصوصي.

وذكر أن الكويت تنتج يوميا 11.5 مليون ليتر من البنزين، مشيرا إلى أن معدل النمو في الاستهلاك السنوي يبلغ 4%.

وقال إن أسعار منتجات الجازولين الجديدة قريبة من الأسعار العالمية.

دعوى قضائية لوقف القرار

وتقدم المحامي نواف الفزيع أمس بدعوى أمام المحكمة الادارية لوقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي برفع أسعار البنزين. وقد صرح المحامي الفزيع بأن النفط ثروة طبيعية ملك للشعب الكويتي، والبنزين شق من مشتقات هذا النفط، وبالتالي المبالغ التي تدفع نظير تعبئة الوقود تعتبر رسوم خدمة وليست ثمنا لسلعة.

صناعيون: انتظروا زيادة أسعار منتجاتنا

ولوّح عدد من الصناعيين المحليين برفع أسعار منتجاتهم بسبب ارتفاع التكاليف المالية على كاهل المصانع واحتمالية انخفاض هامش الربحية. وأوضح صناعيــون فــي تصريحــات أن المصانع المحلية ستتضرر بشكل كبير من خلال ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية، إضافة الى رفع تكاليف النقل وأجور وبدلات الموظفين والموزعين والمندوبين باعتبار أن المصانع تقع في مناطق بعيدة عن العاصمة.

شركات الوقود: لا تغيير في هامش الربح

وقالت شركات الوقود: ان زيادة أسعار الوقود لن تؤثر على هامش الربح، وذلك التزاما بقرار مجلس إدارة مؤسسة البترول، الذي قرر تثبيت هامش الخصم المقرر على منتجات الجازولين في عقد بيع المنتجات البترولية.

هاشتاق ..#سيحكى _للأجيال_القادمة

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق تحت اسم «ارتفاع _ البانزين»، بشكل ساخر، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار البنزين هو غزو آخر لجيوبهم. وسخر المغردون من القرار، ضمن هاشتاق آخر # سيحكى _ للأجيال _ القادمة صبوا فيه جام غضبهم على القرار.