اجلت محكمة الجنايات أمس برئاسة المستشار محمد راشد الدعيج قضية العائد من «داعش سورية» علي العصيمي الملقب «ابو تراب» ووالدته الى 26 يوليو للاطلاع. وأمرت النيابة العامة ان يتم تحييد وابعاد المتهم عن كافة المتهمين المحبوسين والمتهمين في قضايا «داعش» ورفضت طلب إخلاء السبيل.

واتهم العصيمي موقوفين في السجن المركزي على ذمة الانتماء إلى «داعش» بالتهديد بتصفيته وقتله داخل السجن في حال اعترف أمام المحكمة.

وأدلى باعترافات كاملة أمام المحكمة منذ بدء التفكير بالانتماء لتنظيم «داعش»، وارتباطه به في سورية وصولاً إلى عودته إلى الكويت.

بدأت جلسة المحكمة بالنداء على المتهمين، المتهم علي العصيمي وطلبت المحكمة من المحامين ان يكون لكل متهم محامٍ. وفي ما يلي تفاصيل ما دار في الجلسة:

- المحكمة: أنت انضممت لـ«داعش».

- المتهم: نعم.

- المحكمة: قمت بحمل سلاح داخل سورية والقيام بعمل عدائي ضد سورية.

- المتهم: لا، ولكن كانت هناك أسلحة للحماية الشخصية.

- المحكمة: المتهمة حصة.

- المحكمة: اشتركتِ مع «داعش».

- المتهمة: لا.

- المحكمة: هل كنت تعلمين ان ابنك ذاهب لـ«داعش».

- المتهمة: انا عندي بيت في لبنان وقال لي انه سوف يتوجه إلى تركيا مع اصدقائه.

- المحكمة: هل كنت تعلمين انه يريد الانضمام الى «داعش».

- المتهمة: لا.

* وأمرت المحكمة باخراج المتهم من محبسه وذكرت له انه غير ملزم بالاعتراف أو الانكار.

- المتهم: انا مثل الولد الصغير الذي يرتكب خطأ ويتراجع.

- المحكمة: هل انت مكره على الكلام الذي سوف تدلي به.

- المتهم: لا، ولكن أنا لم أجلس مع المحامي.

- المحكمة: هل انت مكره على قول أي اقوال امام المحكمة.

- المتهم: لا، وكل اقوالي بمحض ارادتي واختياري.

- المحكمة: ما قصتك بالضبط من البداية.

- المتهم: كنت أدرس في بريطانيا على حساب ناقلات النفط الكويتية لدراسة الملاحة منذ 2009 وادرس نظام الملاحة، وفي 2013 شاهدت ما يجري في سورية وتأثرت، وذلك في محطتي الجزيرة والعربية.

- المحكمة: ماذا شاهدت؟

- المتهم: شاهدت العرب يقولون ويستغيثون اين انتم يا عرب وكنت انا في بريطانيا.

- المحكمة: مَنْ كان يضرب من؟

- المتهم: النظام السوري يضرب الشعب وعليه دخلت «تويتر»، وهناك مشايخ في الكويت طلبوا دعم المقاومة بالمال منهم شافي العجمي وحجاج العجمي والذين طالبوا بالجهاد بالمال لتجهيز مقاتلين في سورية، وعليه زاد اهتمامي ورحت ابحث كثيرا في «تويتر» ووجدت حسابات وهمية التي ذكرت انه لا فصل بين جهاد المال عن النفس فزاد اهتمامي ولاحظت ان الجيش الحر كان ضعيفاً ولا يملك القوة لصد هذا العدوان ووجدت الكثير من المشايخ يدعون للجهاد.

- المحكمة: ماذا تقصد بالحسابات بأنه لا فصل بين جهاد المال وجهاد النفس.

- المتهم: هو جهاد واحد.

- المحكمة: ما الذي جعلك تقتنع بهذه الحسابات الوهمية.

- المتهم: لأنه كتب حرف (الواو) وليس (او) اي وجهاد النفس والمال، وهنا احسست بالذنب لانني لم اساعدهم إلى ما وصل خبر ان اخي عبدالله (راح).

- المحكمة: كلمني عن عبدالله شقيقك.

- المتهم: عبدالله يدرس في اميركا هندسة كمبيوتر وصديقه في كندا سعودي الجنسية توجه الى سورية واصبح يتواصل مع اخي عبر الـ«فيسبوك»، وبدأ يقنعه ان يأتي الى سورية، وبعدها اقتنع أخي عبدالله وذهب الى سورية والتحق بـ«داعش» وبدأ يراسلني وانا في بريطانيا.

- ورأت المحكمة اخراج المتهمة حصة من القاعة وذلك لتأثرها بشهادة ابنها وسيتم استدعاؤها مرة ثانية للقاعة.

- المحكمة: وطلبت المحكمة من المتهم استكمال اقواله.

- المتهم: انا لم اكن ملتزماً ولم اكن «مطوعا»ً.

- المحكمة: هل كنت تصلي.

- المتهم: نعم ان شاء الله.

- المحكمة: هل كنت تشاهد افلاماً.

- المتهم: نعم واذهب للسينما واسمع الأغاني وكل شيء.

- المحكمة: أكمل.

- المتهم: بعدها تواصل معي اخي عبدالله وطلب مني الحضور للجهاد الا اننا عرفنا انه قتل.

- المحكمة: كيف عرفت انه قتل؟

- المتهم: اثنان اتصلا في ابن عمي وبلغاه انه قتل.

- المحكمة: اين قتل؟

- المتهم: في مدينة اسمها عانا ولم اعرف وقتها كيف قتل.

ووقتها رجعت الكويت وجددت الفيزا ورجعت الى بريطانيا، وفي هذه الاثناء واثناء وجودي في بريطانيا نزل فيديو لشقيقي وهو يدعو الناس الى الهجرة والذهاب للجهاد في سورية والانضمام الى صفوف «داعش»، وهذه الوصية اثرت فيني تأثير كبيراً وفقدت اتزاني باتخاذ اي قرار، وبعدها بأيام نشر شخص عبر «تويتر» صورته واخي فوق دبابة وهنا دخلت عليه (خاص) وطلبت منه صور اخي ودعاني للانضمام لـ«داعش» وقال لي انا صديق أخيك المقرب منه.

- المحكمة: ما جنسية من نشر صورة شقيقك في «تويتر».

- المتهم: سعودي الجنسية وقال انا صديق اخيك وطلب مني الانضمام لـ«داعش».

- المحكمة: لمن كان يوجه شقيقك عبدالله خطابه بالفيديو.

- المتهم: للناس كلها، ولكن استشعرت انه يوجه خطابه لي، وفقدت التركيز على اتخاذ القرار، وكنت مدهوشاً وقد شاهدت بالصدفة صورة اخي عبدالله مع احد الاشخاص في الانترنت والذي اكد لي مقتل اخي يكّنى أبوحذيفة الجزراوي وهو سعودي الجنسية.

- المحكمة: ماذا حدث بعدها؟

- المتهم: قلت لوالدتي ما حدث وما انوي القيام به وقررت والدتي الذهاب معي للبحث عن شقيقي، في 2014 خرجت من لندن الى اسطنبول ووالدتي من لبنان الى اسطنبول وهناك تلاقينا.

- المحكمة: ماذا تفعل والدتك في لبنان؟

- المتهم: سياحة.

- المحكمة: أكمل.

- المتهم: وصلنا الى مدينة غازي عنتاب في تركيا وجاء شخص اسمه محمد الشمالي وسلمنا الى مهرب.

- المحكمة: متى كان ذلك؟

- المتهم: اخر شهر 4 في 2014.

- المحكمة: ماذا حدث بعدها؟

- المتهم: المهرب اوصلنا الى منطقة الرقة ووضع والدتي في ضيافة النساء، وانا أخذوا جوازي وسألوني عن تخصصاتي وبعدها ببضعة أيام ادخلوني الى معسكر، وجاء شخص يدعى ابو عبدالرحمن المصري وقال أنا مسؤول النفط والغاز في «داعش»، وسأل جميع الشباب عن مؤهلاتهم وقال لي لن يكون لك عمل عسكري وسيكون عملك مدنياً بالنفط.

- المحكمة: ماذا فعلت بعد دعوة الجزراوي.

- المتهم: اتصلت بوالدتي وأبلغتها برغبتي بالالتحاق بـ«داعش» وكانت وقتها في منزلها في لبنان، الجزراوي ابلغني بجواز احضار افراد الاسرة مع المجاهدين لمرافقة صفوف التنظيم.

- المحكمة: ما الغرض من وجود أفراد الاسرة؟

- المتهم: لكي لا ينقطعوا عن بعض.

- المحكمة: ماذا حدث بعد ذلك؟

- المتهم: وافقت والدتي على الذهاب معي ومرافقتي للالتحاق بـ«داعش» واتفقنا على الالتقاء في تركيا وبالفعل سافرت من لندن إلى تركيا وكذلك خرجت والدتي من لبنان الى تركيا اخر شهر ابريل 2014، والتقينا مع أبومحمد الشمالي وهو المسؤول عن تنقلنا في تركيا لمدة أربعة أيام ودخلنا سورية تهريباً ومنها الى الرقة، والتحقت في معسكر «داعش» والتحقت بفرقة النفط والغاز، وطلبوا تسليم أسلحة لنا للحماية كون آبار النفط في الصحراء وهناك قطاع طرق وعملت في حقل نفط في (جبل شاعر) في بادية حمص كمحاسب لمدة ما بين أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ورجعت الكويت، وعلمت ان عملي السابق أرسل لي تنبيهاً بوجوب العمل في ناقلات النفط الكويتية لمدة خمس سنوات أو تدفع المبلغ الذي صرف عليك، وهناك قال لي مفتي «داعش» الملقب أبومقدم المصري ان أموالهم حلال وهم كفار وحلال تأخذ فلوسهم، فقلت له المديون يعلق بين السماء والأرض، فقال لي هذا ليس دليلاً إلا انني لم أقتنع بهذه الفتوى، فعادت والدتي للكويت وعملت تسوية مع الشركة، وأنا كنت في آبار (الجولة) انتاجها قليل وهي في صحراء غرب دير الزور وكنا نبيع النفط للمدنيين، ولم أختلط بمقاتلي «داعش» وأنا جلست في (الجولة) تسعة أشهر.

- المحكمة: كلمنا عن النفط.

- المتهم: آبار سورية، ونضخ في حفرة ليقوم المدنيون بأخذه ثم تصفيته وبيعه وجزء يتسلمه الجيش الحر، الذي يملك مصافي أيضا.

- المحكمة: منو يضخ هذا النفط؟

- المتهم: الضخ ذاتي وهناك مهندسون سوريون وسعوديون متخصصون بالمجال النفطي، وهم يتبعون «داعش» وتصرف رواتبهم من قبل «داعش»، وأنا أكملت تسعة أشهر، وعندما قام الأميركيون بعملية انزال في منطقة اسمها مساكن العمر ووقتها قتلوا أبوسياف التونسي خليفة أبو محمد المصري وبعدها جاء أبوعبدالرحمن الجزراوي وهو اسم نسبة الى جزيرة العرب، وفي كل ولاية هناك حصة وطلب تنسيق العمل عليها، وعندها قررت العودة وذهبت الى مدينة الميادين جنوب مدينة دير الزور ووجدت اقفاصاً يتم وضع أي مذنب لأي سبب لتشاهده الناس والقتل والتعذيب في الشوارع، وفي هذه الاثناء وقعت عملية تفجير مسجد الصادق فكانت لها آثار نفسية كبيرة عليّ بعد ان قام «داعش» بمحاربة الكويت.

- المحكمة: أين كانت والدتك وقتها؟

- المتهم: في بيت ايجار في سورية.

- المحكمة: ماذا حصل بعدها؟

- المتهم: قلت لوالدتي انني على خطأ وانني أريد العودة وأيدت كلامي وطلبت مني التواصل مع أمن الدولة في الكويت عن طريق اختي، ورحبوا بذلك في جهاز أمن الدولة وذكروا لي انني سوف أعرض على القضاء ووافقت على ذلك، وابلغت «داعش» انني أود الذهاب الى تركيا لظروف خاصة فطلبوا السبب وأرسلوا لي مشايخ لتغيير رأيي، وكان هناك قصف مكثف وتم اعتقالي ووضعي في سجن سري في حقل يقصف من القوات الأميركية عليه قصف شديد من الصباح لليل وعندها عرفت انهم يريدوني ان اقتل بالقصف وبعدها يباركون لعائلتي، وهنا قلت لمسؤول السجن انني عدت لرشدي وان الكفار يقصفون بلاد المسلمين، والحمد لله انطلت عليهم الحيلة وتم اخراجي، وحاولنا الهروب في شهر يناير العام 2016 إلا اننا لم نستطع لوجود الغام ومنطقة عسكرية لـ«داعش» فعدنا واختبئت بالمنزل وكان الأهل يحضرون الأكل لي ولا اخرج حتى لا يقبض عليّ ويتم اعدامي.

- المحكمة: لماذا يتم اعدامك؟

- المتهم: مولي الدبر يذبح في «داعش».

- المحكمة: أكمل.

- المتهم: منع «داعش» المدنيين من الخروج من المدينة بعد القصف الشديد على مساكن العمر وقتل العديد من قيادات «داعش» إلا أن القصف توقف بعد ثلاثة أيام وانتقل القصف لمدينة أخرى.

- المحكمة: كيف خرجت؟

- المتهم: حلقت اللحية وزورت هوية سورية ودخلت المنطقة المحاذية.

- المحكمة: ما معلوماتك عن «داعش»؟

- المتهم: إقامة دولة إسلامية في العراق وسورية واستبدال النظام البعثي وتنظيم «داعش» سلفي جهادي يقوم على أساس الشورى ومصدر تشريعها هو الكتاب والسنة.

- المحكمة: أين يقع هذا التنظيم وأين نشأ؟

- المتهم: أنشئ في العراق بعد سقوط صدام حسين واتخذ من الأراضي العراقية والسورية مركزاً له.

- المحكمة: ما أفكار ومبادئ هذا التنظيم؟

- المتهم: مبادئه وأفكار بنيان دولة على الكتاب والسنة، وتقوم على العدل ودولة موحدة وواحدة في العراق وسورية، وان تكون كلتا الدولتين دولة واحدة ينضم تحتها العراق وسورية والمسلمين جميعاً.

- المحكمة: هل يقف على سورية والعراق؟

- المتهم: في البداية نعم فقط العراق وسورية، بعدها غيروها لدولة الخلافة اي ان الحدود فتحت لجميع الدول، ولكن لم يتم الاعلان عن ذلك بلم جميع الدول العربية والبقاء في العراق وسورية كنواة للتنظيم.

- المحكمة: ما وسائل التنظيم لنشر مبادئه؟

- المتهم: هم في حرب ضد النظامين السوري والعراقي والاكراد وذلك عن طريق القتال والحرب ونشر افكاره.

- المحكمة: ما مدى اتفاق مبادئ «داعش» مع القوانين في الكويت؟

- المتهم: يوجد اختلاف ولكن انا الآن أؤمن بالديموقراطية.

- المحكمة: هل من الممكن تطبيق مبادئ «داعش» بالكويت؟

- المتهم: لا، هم قتلة.

- المحكمة: هل استطلعت رأي مشايخ الدين في البلاد (الكويت) قبل ان تلتحق في «داعش»؟

- المتهم: أتحفظ بالاجابة لحين البدء في جلسة سرية.

- المحكمة: ما دورك في التنظيم؟

- المتهم: محاسب لبيع النفط.

- المحكمة: ما صلة والدتك وشقيقك بالتنظيم؟

- المتهم: ليس لها علاقة لأنها رفضت الانتساب للتنظيم اما شقيقي عبدالله انضم لـ«داعش».

- المحكمة: متى بايعت التنظيم؟

- المتهم: بعد ان التحقت بهم في منطقة (الجولة) عندما حضر أبوسياف التونسي وذكر اننا مجبورون على المبايعة.

- المحكمة: ما صيغة هذه المبايعة؟

- المتهم: اتحفظ بها بجلسة سرية.

- المحكمة: هل ما ذكرته امام النيابة من اقوال كان بإرادتك ولم يكرهك أحد.

- المتهم: نعم.

- المحكمة: ما الذي دعاك الى الاعتراف امام النيابة والمحكمة؟

- المتهم: انا اخطأت مثل الولد الصغير وضميره يحسسه بخوف ورعب، لانني اخطأت واقر بخطئي وذنبي، وأرجو أن تعاملني كالطفل الذي اخطأ وهرع لوالده ليجد له حلاً لخطئه.

- المحكمة: لماذا احسست بالخطأ؟

- المتهم: اجرامهم بالبشر والتفجيرات التي قاموا بها ولم يسلم منهم اي مسلم وليس وراءهم الا الدمار.

* ورأت المحكمة تحويل جلسة المحاكمة الى سرية لاستكمال الأسئلة التي امتنع عن جوابها المتهم:

- المحكمة: هل استطلعت رأي مشايخ الدين في الكويت قبل ان تلتحق في «داعش»؟

- المتهم: نعم توجهت الى الشيخ حامد العلي امام مسجد كيفان واعتقد انه دكتور في الشريعة واكد لي وجوب الجهاد بالنفس في سورية، ولم يحدد لي ان التحق بأي تنظيم وانما انا من اخترت الالتحاق بتنظيم «داعش».

- المحكمة: وما صيغة المبايعة؟

- المتهم: هي الصيغة المعتادة التي بايعنا فيها ابوبكر البغدادي الا انني نقضت هذه المبايعة قبل خروجي من سورية لأنه تنظيم سفاك للدماء.

- المحكمة: هل لديك أقوال أخرى؟

- المتهم: نعم.. أنا تم وضعي في سجن انفرادي في السجن المركزي عشرين يوماً وبجانب متهمين آخرين محبوسين على ذمة قضايا انتمائهم الى «داعش» وتم تهديدي بالقتل انه في حال اعترفت أمام المحكمة سيتم قتلي داخل السجن.

- المحكمة: هل تم تهديدك من قبل سجين واحد؟

- المتهم: لا هناك أكثر من سجين هددوا بتصفيتي وقتلي داخل السجن في حال اعترفت.