| د. وائل الحساوي |
نبارك لقرائنا الأفاضل عيد الفطر السعيد الذي جاء بعد صيام شهر رمضان الكريم، وقد كان شهرا ساخنا بجميع ما تعنيه الكلمة، ليس فقط بسبب درجات الحرارة غير المسبوقة ولكن كذلك بسبب سخونة الاحداث على المنطقة، وتوالي الحوادث الإرهابية في العديد من بلدان العالم الإسلامي ووحشيتها وأسوأها ما حدث في «الكرادة» في العراق حيث قتل حوالي 300 مدني بتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش»، وهو ما يدل على حجم الحقد الذي يحمله هؤلاء ضد شعبهم، ولا يقلل من حجم تلك الجريمة النكراء الا ما يفعله «الحشد الشعبي» في العراق من جرائم بحق المدنيين تحت مسمى محاربة «داعش»، فلا شك ان لكل فعل رد فعل قد يزيد عليه في القوة!

لكن علينا ألا نغفل حقيقة تنظيم «داعش» والتي كشفها «أبو تراب» الكويتي الذي قبضت عليه وزارة الداخلية الكويتية بعد رجوعه وأمه من عاصمة «داعش» في سورية، فقد كشف «أبو تراب» بأنه حضر شخصيا اجتماعات تنسيقية مع شخصيات تمثل نظام الأسد وأجهزة الاستخبارات الإيرانية!

ولا يمكن ان يكون كلام هذا الإرهابي قد صدر من فراغ، فقد اعترف بتفاصيل دقيقة حول دوره في التنظيم واسماء من كانوا معه، وقد نشرت «احدى الصحف المحلية» في شهر مارس الماضي عنوانا رئيسيا حول غرفة عمليات يديرها «داعش» في مدينة مشهد الإيرانية مع تفاصيل دقيقة تقودها المخابرات الروسية والايرانية، مع خطط لاقتحام الحدود الكويتية!!

إذاً لماذا نغالط أنفسنا ونحاول إخفاء الحقائق الواضحة؟ ان ايران دولة استعمارية وتطمح إلى احتلال منطقة الخليج كلها وقد خططت إيران منذ عقود لاجتياح دول الخليج وبنت ترسانة أسلحة رهيبة من أجل تصدير ثورتها!! وإيران لا تتورع عن استخدام كل ما تحت ايديها لتحقيق مآربها الخبيثة، وقد شاهدنا كيف أقامت تنظيم «داعش» بالتعاون مع المخابرات العربية ليخدمها!!

وقد تساءل الخبراء عن سبب عدم وصول اي من العمليات الارهابية التي ينفذها «داعش» إلى الأراضي الايرانية اذا كان هذا التنظيم يتشدق بدفاعه عن أهل السنة!!

رد سفير ايران لدى الكويت على ما ذكره ابو تراب بشأن علاقة «داعش» بإيران بقوله: «لسنا مجانين كي ندعم داعش ثم نرسل مستشارين الى العراق وسورية لمقاتلته هناك»، ونقول للسفير عنايتي: بل هو عين الذكاء ان تدعي ايران حربها لداعش في العراق بينما تنكشف الحقائق يوميا عن دعمها اللا محدود لذلك التنظيم المسخ، وقد يكون السفير معذورا لعدم احاطته بمراكز القرار الحقيقي في بلاده، والتي هي عبارة عن مافيا تتستر وراء الشعارات الثورية وتسمح بكل الاعمال القذرة من اجل تحقيق أهداف الثورة كما تفعل كافة المنظمات السرية في العالم!!

وداعاً... سامي

نشعر بالحزن كلما قرر كاتب صحفي اعتزال الكتابة، والأخ سامي النصف من الزملاء الذين قرروا الانقطاع عن الكتابة بعد مسيرة طويلة في الصحافة، ولعل نشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي يعوضه عن الكتابة في الصحف.

الأخ سامي من الكتاب القلائل الذين يتميزون بالصدق والموضوعية في كتاباته مهما كان حجم الاختلاف معه في ما يكتب كما ان لديه ثروة كبيرة من المعلومات والمعرفة ، نسأل الله تعالى له التوفيق في مسيرته القادمة.