| عبدالعزيز صباح الفضلي |
تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
نحمد الله تعالى أن وفقنا وإياكم لإتمام صيام رمضان وبلغنا العيد السعيد، ونسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
العيد هو يوم الحمد، فنحمد الله تعالى فيه أن بلغنا إياه ونحن في صحة وعافية، بينما غيرنا طريح الفراش ملازمٌ للسرير الأبيض، ونحمد الله على نعمة الطعام والشراب وغيرنا يموت جوعاً.
ونحمد الله على نعمة الحرية وغيرنا خلف القضبان، أو مكمم الأفواه.
ونحمد الله على نعمة الأمن، فغيرنا يُصبح على دوي البراميل المتفجرة، ويمسي على نيران القنابل الفوسفورية.
نحمد الله على نعمة ممارسة العبادات في حرية، وغيرنا محروم من أن يصل للمسجد أو يظهر ممارسته للشعائر التعبدية.
«وإن تعُدُّوا نعمة الله لا تُحصوها».
العيد هو يوم السعادة نفرح فيه على إتمام عبادة الصوم، ونحتاج أن ننشر السعادة في ما حولنا.
نُسعد الوالدين بالزيارة والهدايا، ونُسعد الأبناء والأطفال بالعيديات والزيارات والترفيه، نُسعد الأهل والجيران والأرحام، نُفرِح حتى الخدم والعمال، ونبتسم في وجوه الجميع.
«تبسمك في وجه أخيك صدقة».
العيد هو يوم المصالحة، نتصالح مع من كان بيننا وبينه خصومة أو شحناء، ونجعل العيد فرصة لتجديد العلاقة وإصلاحها ونسيان ما مضى من الخلاف والنزاع، ولا نترك فرصة للشيطان «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، «ومن عفا وأصلح فأجره على الله».
التهديدات الأمنية
من أعظم النعم التي يُمُنّ الله تعالى بها على الأفراد أو الجماعات أو الأمم، هي نعمة الأمان «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
ومع الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة والتهديدات المعلنة، فإن من الواجب أن نبذل أسباب الأمان.
ومنها الالتزام بطاعة الله عز وجل وعدم مخالفة أوامره وتجنب المجاهرة بالمخالفات والمعاصي، فما من قرية ولا بلد جاهر بالمنكرات، إلا وقد استحق نزول سخط الله عليه.
تحقيق العدالة والمساواة، وقد قالها رسول كسرى لعمر بن الخطاب لما رآه نائماً تحت الشجرة من دون حراسة «حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر».
أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الرضا بالمنكرات الظاهرة إن وجدت، «وما كان ربك ليُهلك القرى بظُلمٍ وأهلها مصلحون».
أخذ الحيطة والحذر من قبل الجهات المعنية، ونشكر وزارة الداخلية على جهودها المبذولة لاستتباب الأمن، وفي المقابل نوصي بالحرص على العدالة والتأكد والتثبت، وعدم كشف صور المتهمين إلا لمن ثبت إدانتهم، كي لا يتعرض الأبرياء إلى التشهير، ويصعب رد الاعتبار لهم بعدها حتى ولو تم التصحيح لاحقاً.
وأخيرا وهو من أهم الأمور، أن نلجأ إلى الله تعالى بأن يديم الأمن والأمان على البلاد والعباد فهو واهب النعم ودافع النقم، وقد دعا إبراهيمُ عليه السلام ربَّه فقال: «رب اجعل هذا البلد آمنا».
عيد سعيد وفي أمان الله.
Twitter:@abdulaziz2002 |