يقف في ظل لوحة إعلانية أو شجرة، منتظرا أن تضيء الإشارة بلونها الأحمر، وعندما يحصل ذلك وتتوقف السيارات، يبدأ مهمته في السير بين السيارات ملقيا نظراته يمينا ويسارا، منتظرا أن تمتد يد له من هذه النافذة أو تلك بما جاد صاحبها عليه، حتى إذا اخضرّت الإشارة وسارت السيارة عاد إلى ظل الشجرة، بانتظار الضوء الأحمر ليعيد الكرّة من جديد.

تلك هي حالة عمال النظافة عند إشارات المرور، في ظاهرة أصبحت مألوفة بشكل كبير، وازدادت في شهر رمضان استغلالا لروح العطاء التي يتميز بها الشهر الكريم.

عمال النظافة الذين يرتدون ملابس بلدية الكويت يتذرعون بأنهم يقومون بأعمال تنظيف وإزالة النفايات عن الطرقات وأمام الاشارات المرروية، حيث يتخذون هذه الطريقة للتسول تحت غطاء حكومي وينتشرون في كل الأوقات، حتى في الظهيرة برغم من وجود تعميم من بلدية الكويت، بحظر تشغيل عمال النظافة، أوقات الظهيرة، حيث يتظاهر عمال النظافة «المزيفون» بأنهم يقومون بالتنظيف لتكون طريقتهم للتسول وكسب التعاطف في شهر رمضان.

بلدية الكويت التي كانت حازمة في قرار المنع أصدرت قرارا بمنع عمال النظافة من ممارسة أعمالهم الميدانية في تأدية خدمات البلدية المكلفين بها خلال شهر رمضان المبارك، في أوقات الذروة بما لا يخل بسير العمل، حماية لهم من موجات الحرارة الشديدة. لكن العمال أصروا على مواصلة عملهم، الذي رصدته «الراي» بالصور، في مخالفات تبين من الحوار معهم أنها أكبر من مجرد تسول، إذ إن بعضهم يقوم باستئجار زي العمل «اليونيفورم» الاصفر باليومية، نظير مبلغ من المال من قبل مسؤولين في شركات النظافة للتسول.

وأضاف أحد العاملين أن فصل الصيف، وتحديدا في شهر رمضان يقل العمل بشكل كبير، ومعه تزداد المطالب المعيشية سواء في الكويت أو لأسرهم في الخارج، مما يدفعهم للجوء لمثل هذه الممارسات لجمع المال لسد حاجتنا.

وأشار أحد العاملين إلى أن «تأجير اليونيفورم يبدأ من 5 دنانير ويختلف حسب الموقع والمنطقة» لافتا إلى ان العمل رغم انه صعب وتحت درجة حرارة شديدة إلا أنه مجدٍ، وأن بعض العمال يفطرون في الخفاء لعدم قدرتهم على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.

وطالب أحد النشطاء في مجال حقوق الانسان بلدية الكويت بوضع حد لهذه الممارسات الخاطئة التي قد تعكس صورة سلبية عن الكويت، ولاسيما في شهر الخير، التي قد تستخدم في تشويه سمعة الكويت خارجيا.