مع إسدال الستارة على دور انعقاد مجلس الأمة، تبقى مدينة جنوب المطلاع الموعودة، الشاهد الحي على تعاون السلطتين في معالجة المشكلة الإسكانية، والدليل على وفاء المجلس الحالي بوعده، أن تكون القضية الإسكانية في طليعة أولوياته.
وعد فأوفى وقدم «هديته» الى أهل الكويت.
تلك كانت مضامين البشرى بالمدينة الموعودة، حيث أعرب وزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر أبل لـ «الراي» عن تفاؤله بسير المؤسسة العامة للرعاية السكنية على الطريق الصحيح لمعالجة الملف الاسكاني، من خلال الإنجاز الذي تحقق الخميس الماضي بتوقيع عقد البنية التحتية لمشروع مدينة جنوب المطلاع السكنية، والذي يعد أضخم مشروع سكني في تاريخ البلاد لتلبية احتياج ما يقارب 400 ألف نسمة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ما كان في الإمكان تحويل هذا الأمل الى عمل لولا دعم القيادة السياسية ممثلة بسمو الأمير وسمو ولي العهد، وتضافر جهود أعضاء السلطتين، ودور سمو رئيس الوزراء، الذي سخر الإمكانات التنفيذية كافة، ورئيس مجلس الأمة الذي دفع بتبني السلطة التشريعية للقضية الإسكانية كأولوية، وتسخير المتطلبات التشريعية لها.
وقال أبل «ان ما تم يوم الخميس الماضي من انجاز تاريخي في مسيرة عمل المؤسسة العامة للرعاية السكنية بتوقيع عقد انشاء وصيانة الطرق الرئيسية وشبكات البنية التحتية لمشروع مدينة جنوب المطلاع، يعد ثمرة تعاون السلطتين التنفيذية والتشريعية الممتد منذ بداية اعمال المجلس الحالي، والذي حمل على عاتقه تبني اولى اولويات المواطن بمعالجة القضية الاسكانية والاتفاق على رفع التوزيعات السنوية الى 12 الف طلب اسكاني، وهو ما التزمت به المؤسسة».
واوضح أبل ان «توقيع العقد مع التحالف العالمي الذي تقوده شركتا ساليني الايطالية وكولن التركية وفي هذا الوقت القياسي، وكذلك شركة هيل انترناشيونال الأميركية والتي تتمتع بسمعة وحضور عالمي كمدير للمشروع، يعد نقلة في آلية عمل المؤسسة العامة للرعاية السكنية»، مبيناً ان هذه الخطوة ستتبعها خطوات مماثلة في المشاريع الاسكانية المرتقبة وضمن خارطة مشاريع المؤسسة «في سبيل تسريع وتيرة انجاز المشاريع الاسكانية وتلبية حق المواطن في الرعاية السكنية».
وأكد أبل ثقته باستمرار تضافر جهود السلطتين التنفيذية والتشريعية في سبيل تسخير كل الامكانيات وازالة المعوقات التي قد تقف أمام انجاز أي مشروع من مشاريع «السكنية» وعلى غرار ما تم انجازه في مشروع مدينة جنوب المطلاع «الذي يعد باكورة المشاريع الاسكانية الكبرى في البلاد».
في السياق، أكد رئيس اللجنة الإسكانية البرلمانية النائب فيصل الكندري لـ «الراي» أن توقيع عقد البنية التحتية لمدينة جنوب المطلاع «لم يكن وليد اللحظة إنما جاء بعد سلسلة جهد ومثابرة من قبل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وأعضاء اللجنة الاسكانية، خصوصاً بعد ان تبنى المجلس منذ بداية الفصل التشريعي حل قضية المشكلة الاسكانية بناء على استبيان المواطنين»، معتبراً توقيع العقد «لبنة وحجر أساس لبناء الكويت الجديدة، لا سيما وان عدد الوحدات السكنية التي ستبنى في المطلاع يبلغ 30 ألف وحدة، أي ثلت الوحدات السكنية الموجودة والقائمة حالياً في الكويت كافة، لذلك فإن توقيع العقد هو الاشراقة والانطلاقة بخطوات واثقة نحو إنهاء معاناة المواطنين منذ سنوات».
وقال الكندري «إن توقيع العقد سيكون له تأثير عبر شروع المواطنين بالبناء خلال 4 سنوات، ما سيعني ان هناك ما يقارب 30 ألف أسرة كويتية ستنتهي معاناتها، اضافة الى تقليص الطلبات الاسكانية الى اقل من 50 ألفا تقريباً، وتقليل مدة الانتظار ليكون أقل من 5 سنوات، وهذا ما لم يكن موجوداً في كل مجالس الأمة والحكومات السابقة».
وشدد الكندري على أن «مجلس الأمة والرئيس الغانم ومنذ دور الانعقاد الأول اعتبروا القضية الاسكانية أولوية الأولويات»، موضحاً أن عمل اللجنة الاسكانية لم يكن يقتصر على تشريعات فقط إنما المتابعة والرقابة الحثيثة على الجهات الحكومية كافة لمعرفة المعوقات وتذليلها، «ولله الحمد استطعنا تحرير اراض من بعض الجهات كالنفط وهيئة الزراعه لتوفير اكثر من 200 ألف وحدة سكنية في المشاريع كافة، وبالنسبة للمشاريع الجديدة ستكون التكلفة الاجمالية لـ 5 مشاريع خلال الفترة من 2015 حتى 2020 بواقع مليار و11 مليونا و498 ألف دينار، والمشاريع تتضمن شققاً وقسائم في مدينة جابر الاحمد ومشروع غرب عبدالله المبارك وجنوب صباح الاحمد وجنوب سعد العبدالله وجنوب المطلاع، حيث ستوفر هذه المشاريع ما يقارب الـ 80 ألف وحدة سكنية في الفترات المقبلة».
ومن جهته، قال عضو اللجنة الإسكانية النائب سلطان اللغيصم لـ «الراي» إن مشروع جنوب المطلاع «ثمرة جهد بذل من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية»، منوهاً «بالدور الكبير الذي لعبه رئيس مجلس الأمة، الذي أولى الرعاية السكنية جل اهتمامه واعتبرها أولوية الأولويات، فضلاً عن دور سمو رئيس الوزراء الذي أعطى تعليماته بتسهيل الأمور وتنفيذ المشاريع، وكان هناك دور واضح لوزير الإسكان ياسر أبل».
وذكر اللغيصم أن «الوعد الذي قطعه مجلس الأمة أمام الكويتيين تحقق، وهناك مشاريع أخرى تتعلق بالقضية الإسكانية ستتحول إلى حقيقة مثلما تحقق الوعد بإنجاز مدينة جنوب المطلاع التي تتضمن 30 ألف وحدة سكنية وتستوعب 400 ألف نسمة، بالإضافة إلى الوعد السابق والذي تحقق بتوزيع 12 ألف وحدة سكنية في العام الماضي».
واعتبر عضو اللجنة الإسكانية النائب الدكتور منصور الظفيري توقيع عقد إنشاء البنية التحتية لمشروع مدينة جنوب المطلاع «انجازاً فاق التصور، يدرج ضمن إنجازات مجلس الأمة والحكومة، خصوصاً أن الملف الإسكاني كان محط اهتمام السلطتين منذ دور الانعقاد الأول».
وقال الظفيري لـ «الراي» إن الإنجاز الذي تحقق لن يكون الأخير ولن يتوقف الجهد والعمل والطموح بإنشاء مدن جديدة، مؤكداً انه ماكان في الامكان تحويل هذا الامل المتمثل في مدينة جنوب المطلاع الى عمل لولا دعم القيادة السياسية وتضافر جهود اعضاء السلطتين، ودور سمو رئيس مجلس الوزراء الذي سخر الامكانيات التنفيذية كافة، ورئيس مجلس الامة الذي دفع بتبني السطلة التشريعية للقضية الاسكانية كأولوية وتسخير المتطلبات التشريعية لها.